انا من البلاد البعيدة

وخلال الحوار لاحظت النجمة العربية أن هناك تقارباً في لهجتي مع لهجة الإعلامى العربى وطرحت علىٌ السؤال التقليدى .. هو حضرتك من فين؟
كانت تعتقد أن اجابتى لن تخرج عن اننى من المملكة العربية السعودية، و صار لديها يقين بأننى سعودى بسبب مخارج ألفاظى التى يغلب عليها الطابع العربى .
ولاننى شعرت بأنها لن تصدق اننى مصرى من اول اجابة قلت لها انا من البلاد البعيدة .. انا من جنوب مصرمن بلد عاش فيها احمس ومينا .. اعتنقت الاسلام مع دخول جيش عمرو بن العاص الذى دخل مصر لنشر الدين الاسلامى .
انا من جنوب الاقصر ازعم انها اجمل بقاع ارض الله .. ليست بسبب جمال مبانيها ولكن لاخلاق البشر التى ربما تجعلهم فى اول طابور المسلمين يوم الحشر المرشحين لدخول الجنة الموعودة .
انا من البلاد البعيدة التى سكانها معظمهم اصحاب البشرة السمراء ولكن خلق الله لهم قلوبا بيضاء ، لايعيش داخلها حقد وكراهية .
البلاد البعيدة التى انا منها تخضع جغرافيا لمحافظة الاقصر المحافظة التى يحلم بزيارتها نصف سكان الكون لأنها مدينة عاش فيها اصحاب الحضارة الباقية والتى لم تهزمها غزوات الحاقدين أو الزمن. .
مسقط رأسى الذى اشرف بالانتماء اليه، قلوب سكانه لاتعرف الحقد والكراهية .. الرجل فيها يقاس بمواقفه ..فهو يرفض ان يكون عالة على المجتمع ، لايصدر منه العيب لانه تربى على أن يكون رجلا ذو مواقف تسعد عشيرته واصحابه وابنائه .
ربما يكون فقيرا ولكن لديه قناعة افضل من اشهر ملياردير ، الرجل فى جنوب مصر يكره الحرام ..كل ما يشغله ان يرضى الله.. لايحصل على مال إلا من خلال عمله .. لايعرف الكسل والتراخى... لا يعرف المؤامرات ونقل الكلام والنميمة على عباد الله.
أما المرأة فى البلاد البعيدة هى انثى كما شرع الله تعرف جيدا أن الخجل يزيد حواء وقارا ... وحياء المرأة اضاعته بعض النساء فى المدن الكبرى ولكنه عند نساء البلاد البعيدة يضاف الى جمالهن .
المرأة مواقفها افضل من بعض رجال المدن الذين لاصلة لهم بعالم الرجولة سوى بالصفة فقط فى بطاقة الرقم القومى .
وفى لحظة كان لابد أن اتوقف عن الكلام وبعدما لاحظت اننى تكلمت كثيرا عن مسقط رأسى وكانت المفاجأة ردها على بأننى لااصف بلادى بل اتغزل فى امرأة حسناء.
قلت لها نعم هى اجمل حسناء رأيتها .. فى شوارعها عرفت الامان وبين ناسها تعلمت كيف اكون محترما امام نفسى قبل أن يحترمنى الغير ، تعلمت من والدتى أن الانسان عليه العمل والله موجود فى السماء يكافئ العبد ، وان الله لايخذل بشرا اجتهد ، وأن الله إذا ابتلى انسانا فإن مع العسر يسر.
ومن بين ملايين البشر فى العاصمة اكتب إلى مسقط رأسى فى البلاد البعيدة رسالة شوق بأنها وحشتنى جدا .. ومشتاق للجلوس على النيل لحظةالغروب وأحلم بأن اشرب ماء النيل الذى يغسل كل ذنوبى وكان سببا فى ان احافظ على نفسى من التلوث بين بشر العاصمة التى فيها الرياء والكذب رأس مال بعض سكانها .