لقد تم غزو سيناء علي حين غفلة من أهل مصر جميعا، وأوشكت ان تصبح صورة قريبة من أفغانستان وجبالها الوعرة، لتكون موطنا بديلا للجهاديين ومن والاهم، والأهم في هذا الامر، ان السفيرة الامريكية باترسون قد سبقتهم إلي مصر لتنفيذ المخطط وتدويل سيناء بعد حرب سيدَّعونها حتما علي الارهاب. انها صور واحداث رأيناها رأي العين في العراق، وأفغانستان والسودان وفي اليمن، وليبيا، وسوريا، وقد آن لهم ان يفصحوا اليوم ماذا يريدون من مصر، اننا بلد يستعصي علي الانقسام والتحلل، ولن تجدي معه ادوات الاستعمار واذرعته الجديدة وأدواته التي استحدثها ليركب امواج الغضب ضد عملائه من الحكام الذين خانوا الامانة ونهبوا ثروات الشعوب وورثوا الحكم علي الملأ وبدون حياء أو ارعواء، وكان ينبغي لكل عاقل رشيد في مصر ان يعي ذلك جيدا يوم ان غدر جنودنا في رمضان الفائت، وبشكل يوحي بإمكانية تكرار الحادث وبسهولة.. ولم يكن هناك ادني شك في ان قوي من كل حدب وصوب اخترقت حدودنا المفتوحة ودخلت وتمكنت من أماكن آمنة واستقرت بها وبدأت في تنفيذ المخطط المرسوم، ولست أبالغ حين أشير إلي الأنفاق التي حفرت من تحت مصر لتصبح مصدرا رئيسيا لتهريب هذه القوي في بادئ الامر، ثم لتهريب السلع والسلاح تدريجيا حتي صارت سيناء مخزنا للسلاح ولربما يكون هذا السلاح محرما ويكون خطرا شديدا علي جيشنا وعلي اهالي سيناء جميعا.. ولعل الذين يلعبون بالنار في بلادنا ان يدركوا حقيقة التكوين الصلب لجيش مصر ومن ورائه الشعب الذي لا يرضي الهزيمة أو الهوان، ولعلهم ايضا يعون ان مصر لن تكون العراق أو سوريا أو السودان، مهما ظهر لهم من علامات مرض أو وهن مؤقت قد اصاب بعض اطراف الوطن، نتيجة للخونة والمقصرين وتجار السلاح ولصوص السيارات والمهربين عبر الانفاق، ولست ابرئ كل من يتواني بعد الآن في انهاء أية طرق غير مشروعة للمرور عبر الحدود، وبأي ثمن، لابد من قبضة حديدية باسلة تعيد لبلادنا هيبتها. سعد.. صديق أمريكا الوفي لماذا يتحدث سعد الدين ابراهيم بكل فخار عن دوره كوسيط بين امريكا وأي طرف آخر، هل سلم المصريون ان امريكا هي حياتنا وروحنا التي بدونها لن نستطيع ان نعيش أو نختار من بيننا من يحكم، ان الرجل مستمر في ادعائه بانه مفتاح الحوار مع الامريكان وان البيت الابيض لا يفعل شيئا يخص مصر إلا من بعد مشورته، واليوم نسأله مرة اخري لماذا لا تعلن عن الاسماء التي جاءتك تسعي لتتوسط لهم لدي اصدقائك الامريكان ليتولوا الحكم بدلا عن الاخوان، إنهم كذبوك سرا وعلانية، وعليك أن تكذبهم إن كانوا حقا يكذبون. من سرقوا نور العين؟ هل أبكي يا وطني.. هل أصرخ في الصحراء المسكونة بالجن.. هل أستجدي الكلمات المرتعشة فوق شفاهك ان انقذني..خلصني من هذا الكابوس الجاثم فوقي.. يا وطني المحرومين من الماء الجاري تحت الفرعون.. لا أسمع غير بكائك في هذا الكون.. اطلال تترامي ودماء جفت في عينيك طويلا.. سرقت نور العين.. وتركتك وحيدا في جوف الليل.. وفي قلب وحوش الصحراء.. تنزف.. لكنك يا وطني لا تعرف معني الخوف.