رغم استمرار جلسات الحوار الوطني حول مستقبل اليمن والتي بدأت في مارس الماضي وتنافس الأحزاب السياسية اليمنية علي تقديم رؤاها لحل جميع القضايا العالقة وعلي رأسها قضية الحراك الجنوبي الا ان المخاطر لاتزال تهدد وحدة اليمن في الوقت الذي تحل فيه بعد غد الذكري الثالثة والعشرين لاعلان الوحدة اليمنية بين شطري اليمن عام 0991، حيث ترتفع حدة المطالب الانفصالية في الجنوب الذي كان دولة مستقلة حتي قرر الوحدة مع الشمال في 1990 ويعتبر الجنوبيون اليوم انهم مهمشون ويواجهون التمييز من جانب الشمال.. رغم مرور ستة اسابيع من الحوار الوطني تبدو المخاطر التي تهدد الوحدة اليمنية بشكل فعلي في تحول بعض قوي الحراك الجنوبي من الوسائل السلمية إلي الوسائل المسلحة مما يهدد بالانزلاق الي حرب اهلية المشكلة ان الحراك الجنوبي ينقسم الي فصائل متعددة،صحيح انها تتفق علي الكثير من الاهداف الا انها تختلف فيما بينها علي طرق تحقيقها .. فالقوي المتشددة ويمثلها المجلس الاعلي للحراك السلمي الذي يقوده حسن باعوم في الداخل ويتبع علي سالم البيض رئيس الجنوب السابق تصر علي انفصال الجنوب عن الشمال ، واعادة دولته التي كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. يأتي بعدها فصيل يتزعمه في الداخل محمد علي احمد والتابع لعلي ناصر محمد رئيس اليمن الجنوبي السابق، ويطالب هذا المعسكر بدولة فيدرالية في اطار الوحدة مع الشمال. اما الفصيل الثالث والذي يتكون من مجموعة من الاحزاب السياسية وقيادات جنوبية قبلية، فيطالب بحل قضية الجنوب في اطار الوحدة اليمنية ومعالجة قضايا الاراضي المصادرة المنهوبة، ورفع الظلم، والاقصاء التعسفي والتهميش.. وحتي الان لايبدو واضحا في اي اتجاه ستسير مناقشات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن حول قضية الجنوب حيث تتعدد الرؤي التي تجمع علي إعادة النظر في شكل وحدة البلاد، وتظهر مقترحات باعتماد النظام الفيدرالي بالشمال والجنوب، بينما يطرح البعض فكرة تقسيم اليمن إداريا إلي ستة أقاليم تتمتع بصلاحيات الحكم المحلي الواسع في الوقت الذي يصر انصار الحراك علي تقرير المصير وإجراء استفتاء شعبي علي الانفصال.