وزير الزراعة: نستهدف 12 مليار دولار صادرات زراعية هذا العام.. وإضافة 3 ملايين فدان خلال 3 سنوات    الماريجوانا على رأس المضبوطات.. جمارك مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب بضائع وأسلحة بيضاء ومخدرات    مخاطر الخلط بين أبحاث علوم الفضاء وفقه أحكام الفضاء    رئيس «مدينة مصر»: نسبة إلغاء التعاقدات فى معدلاتها الطبيعية ولا تتجاوز 6%    5 شهداء جنوب شرقى مدينة دير البلح    وزير الخارجية خلال جولة مع رئيس الوزراء الفلسطيني في معبر رفح: لا لمخططات التهجير    أوتشا: نحو 86% من مساحة غزة تخضع لأوامر إخلاء أو مناطق عسكرية    نطور في المطور بمناهجنا    إصابة عامل إثر حريق داخل مطعم فى منطقة التجمع    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    تحت عنوان «حسن الخُلق».. أوقاف قنا تُعقد 131 قافلة دعوية لنشر الفكر المستنير    رسميًا.. 24 توجيهًا عاجلًا من التعليم لضبط المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 20252026    زيلينسكي: سيتم البت في مسألة الأراضي بين روسيا وأوكرانيا    ترامب: أوروبا ستقدم الضمانات الأمنية لأوكرانيا    لو فعلها ترامب!!    رئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا يكتب ل«المصرى اليوم» .. المشاركة معًا في خلق مستقبل أكثر إشراقًا لإفريقيا: عصر جديد من الشراكة فى مؤتمر «تيكاد 9»    مقلب.. نجم ريال مدريد يثير قلق الجماهير قبل مواجهة أوساسونا    السوبر السعودي: خورخي خيسوس «عقدة» الاتحاد في الإقصائيات    الزمالك يطمئن جماهيره على الحالة الصحية ل«فيريرا»    فرصة لطلاب المرحلة الثالثة.. تعرف الجامعات والمعاهد في معرض أخبار اليوم التعليمي    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 بأسواق الصاغة    ارتفاع درجات الحرارة تصل 43.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    مستند.. التعليم تُقدم شرحًا تفصيليًا للمواد الدراسية بشهادة البكالوريا المصرية    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    ما صحة إدعاءات دولة إسرائيل «من النيل إلى الفرات» في التوراة؟ (أستاذ تاريخ يوضح)    إيمي طلعت زكريا: أحمد فهمي سدد ديون بابا للضرائب ونجم شهير صدمنا برده عندما لجأنا إليه (فيديو)    عشبة رخيصة قد توفّر عليك مصاريف علاج 5 أمراض.. سلاح طبيعي ضد التهاب المفاصل والسرطان    قد يسبب تسارع ضربات القلب.. 6 فئات ممنوعة من تناول الشاي الأخضر    إنزال الكابل البحري «كورال بريدج» في العقبة بعد نجاح إنزاله في طابا    محافظ سوهاج يُقرر خفض تنسيق القبول بالثانوي العام إلى 233 درجة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    مفاجأة حول عرض لانس الفرنسي لضم ديانج من الأهلي    أحدث صيحات موضة الأظافر لعام 2025    60.8 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة الإثنين    رئيس وزراء السودان يوجه نداء إلى الأمم المتحدة بشأن مدينة الفاشر ويطالبها بالتدخل فورا    رئيس نادي طنطا يؤكد حرص النادي على تنظيم حضور الجماهير ويثمن دور الجهات المختصة    تأكيدًا لمصراوي.. نقل موظفين بحي الهرم في الجيزة على خلفية مخالفات بناء    هشام نصر: وزارة الإسكان قررت سحب أرض فرع الزمالك في 6 أكتوبر    محافظ الدقهلية يفتتح حمام سباحة التعليم بالجلاء بتكلفة 4.5 مليون جنيه.. صور    شام الذهبي في جلسة تصوير رومانسية مع زوجها: مفيش كلام يتقال    حدث بالفن | مطرب مهرجانات يزيل "التاتو" وإصابة فنانة وتعليق نجل تيمور تيمور على وفاة والده    "رشاقة وفورمة الساحل".. 25 صورة لنجوم ونجمات الفن بعد خسارة الوزن    أحمد السبكي: "مش عارف رافعين عليا قضية ليه بسبب فيلم الملحد!"    موعد مباراة بيراميدز والمصري في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    تواجه اتهامًا باستغلال الأطفال ومحرر ضدها 300 قضية.. 16 معلومة عن لعبة «روبلوكس»    محاولة تهريب عملات ومخدرات.. مباحث مطار القاهرة تحقق ضربات أمنية ناجحة    مصرع طالب إعدادي غرقا في نهر النيل بقرية في الصف    العمراوى حكما لمباراة سيراميكا وإنبى.. وعبد الرازق للجونة والمحلة فى الدورى    إطلاق حملة لرفع وعي السائقين بخطورة تعاطي المخدرات    «لو العصير وقع علي فستان فرحك».. حيل ذكية لإنقاذ الموقف بسرعة دون الشعور بحرج    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تركة المتوفاة تُوزع شرعًا حتى لو رفضت ذلك في حياتها    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس «جهار» يبحث اعتماد المنشآت الصحية بالإسكندرية استعدادآ ل«التأمين الشامل»    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    يعالج الكبد الدهني في هذه الحالة فقط- "FDA" توافق على دواء جديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة الشارع المصري : المصريون لا يشعرون بالآمن ..
فمتي تتحقق وعود وزير الداخليه ؟

بدأت الحياة تعود إلي شوارع مصر وبدأت الدماء تتدفق في شرايينها وعادت المصالح الحكومية والقطاعات الخدمية لأداء مهامها علي أكمل وجه.. ولكن..
أستمر الفراغ الأمني في معظم أنحاء البلاد رغم الجهود الخارقة التي يبذلها اللواء محمود وجدي الذي تولي حقيبة وزارة الداخلية في أصعب فترات حياتها..
رجال الشرطة الذين عادوا للعمل مازالوا يواجهون نظرات اللوم والعتاب علي انسحابهم الغامض من المشهد المصري يوم جمعة الغضب وما تلاه من ويلات مازال الشعب وجميع فئاته يتجرعون مرارتها حتي الآن.. وهناك العديد من رجال الشرطة مازالوا يرفضون العودة للعمل بسبب اتهامهم بالخيانة!
وأصبح السؤال المسيطر علي الجميع حتي تعود الشرطة بشكل كامل وملموس إلي الشارع كما كان الحال قبل 52 يناير ومتي يعود الشعور بالأمان إلي قلوب المصريين؟
»أخبار الحوادث« رصدت ظاهرة استمرار الغياب الامني من الشوارع وجهود وزارة الداخلية المضنية في ملء هذا الفراغ.
البداية كانت في أقسام مديرية أمن القاهرة انفلات أمني لايستطيع أحد انكاره.. وغياب لرجال الشرطة في شوارع القاهرة يثير خوف وفزع المواطنين الشرفاء.. فرد الشرطة قلبه مملوء بالرعب مما حدث له يوم جمعة الغضب.. ولم ينسوا مشاهد هجوم الناس عليهم ومحاولة الفتك بهم انتقاما لما شاهدوه علي أيدي المنحرفين بجهاز الشرطة.
اياما طويلة قضاها أغلب ضباط مديرية أمن القاهرة داخل المديرية.. تعايشوا فيها واستقروا بها لا لدراسة الوضع الأمني في العاصمة ووضع الخطط الامنية.. بل للنجاة بأرواحههم داخل هذا المبني الذي تم تأمينه وحمايته ضد أي هجوم عليه.
الآن.. وبعد ان نادي صوت العقل بضرورة عودة رجل الشرطة إلي الشارع لحفظ أمن المواطنين.. وتأكيد وزير الداخلية اللواء محمود وجدي علي بداية عودة الامن للشارع المصري واحكام القبضة علي الخارجين عن القانون.. الا ان المواطنين لم يشعروا بذلك.
خسائر فادحة حدثت بالبنية التحتية وأصول جهاز الشرطة.. أغلب أقسام الشرطة بالقاهرة انهارت تماما.. اكلتها النيران عن بكرة ابيها.. تجولنا بدوائر اقسام شرطة القاهرة لتصبح النتيجة لاتسر عدوا ولاحبيب.
في مركز شباب
البداية كانت مع دائرة الازبكية.. القسم تهالك تماما ولم يجد ضباطه سوي مركز شباب الازبكية مقرا لهم.. لكن العمل الامني بالدائرة مازال معطلا وهذا ما أكده سكان الدائرة وتجارها.. فالضابط دوره لايتجاوز سيره في الشارع امام
الناس لكنه لايتدخل لضبط الخارجين عن القانون مهما تجاوزوا.. وفي قسم شرطة بولاق ابوالعلا الذي أصبح حاله لايقل خرابا عن قسم
الازبكية.. استقر الضباط بمبني نقطة شرطة رملة بولاق.. واستعان ضباط بولاق بالتجار الكبار لما لهم من عزوة وشهرة داخل الدائرة.. استعانوا بهم لحمايتهم ومساعدتهم علي عودتهم للشارع لكن العمل الامني الذي
يضمن للمواطن أقل قدر من الامان بالدائرة لايوجد.. وبالرغم من ذلك فان الدائرة حظها أفضل بكثير من دوائر عديدة بالقاهرة لوجود مبني التليفزيون ومباني مؤسستي الاخبار والاهرام بها.. وهذا الامر دفع رجال القوات المسلحة لتأمين المباني من هجوم الخارجين علي القانون.
يسقط رئيس المباحث
أما دائرة قسم الساحل فحظها أوفر بكثير من باقي الدوائر.. فبالرغم من هجوم البلطجية والمخربين علي مقر القسم بكورنيش النيل واتلافه وأحراقه الا ان القدر كان كفيلا بتغيير الواقع.. فمديرية أمن القاهرة كانت تستعد لافتتاح المقر الجديد للقسم بشارع شبرا يوم 52 يناير الموافق مع عيد الشرطة.. ولولا الأحداث الاخيرة لقام اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق بافتتاحه بنفسه.. لكن الاحداث أجلت هذا الامر لاجل غير مسمي.. وبعد الهجوم وغياب الشرطة ثم ظهور رجالها بالشارع اخذوا من المدرسة الفندقية بشارع دولت بأن مقرا لهم.. وبعد عدة أيام انتقل الضباط إلي المقر الجديد الذي تم تكسير زجاج واجهته.. وقام سكان الدائرة بتغييره علي حسابهم الشخصي تشجيعا للضباط علي العودة لعملهم.. لكن ايضا التواجد الامني مازال ضعيفا للغاية ولايحقق أقل معدل لامن المواطن.. بل وعندما حاول الضباط مطاردة الخارجين عن القانون والقبض علي أحد المسجلين خطر والذي هرب من تخشيبة الساحل اثناء الفوضي.. خرج اكثر من 005 شاب اغلبهم من المسجلين خطر والخارجين عن القانون في مظاهره توجهت لمبني القسم طالبوا باسقاط رئيس المباحث ومعاونه الاول ولم يجد الضباط سوي اطلاق سراح الهارب حتي لايتحول الامر لكارثة أخري.
وفي قسم شرطة المطرية الذي دمره المخربين عندما عاد رئيس المباحث للشارع حمله السكان علي الاعناق وشجعوه علي المضي قدما في حفظ امنهم وسلامتهم.. لكن بعض العناصر الاجرامية بالدائرة رفضت الخنوع لرجال القانون لتصبح الحالة الامنية بالمطرية ضعيفة هي الاخري.. ولايختلف الامر بدائرتي النهضة ومدينة السلام.. فالامور هناك معقدة لوجود العديد من المعاقل الاجرامية بالدائرتين.. أما عين شمس والزيتون والزاوية فمازالت تعتمد علي الجهود الشعبية في حفظ أمن الشارع.
وبصفة عامة المواطن المصري البسيط يتمني قبل رجال الشرطة انفسهم عودة الامن للشارع.. لكن العناصر الاجرامية والمسجلين خطر المستفيدين من الفوضي وغياب الامن يقفون حائلا دون تحقيق الهدف.. وأضف علي هذا الخوف الذي تملك قلوب رجال الشرطة عندما شاهدوا الموت بأعينهم في الاحداث الاخيرة.
حتي غروب الشمس
وبالنسبة لحالة المرور في القاهرة فهناك حالة من التهاون الملحوظ امام المخالفين.. فمن يسير عكس الاتجاه أو يكسر اشارة مرور لايتعرض حتي للوم من قبل الشرطي.. ورجل المرور لايتواجد الا في الميادين الكبيرة والتقاطعات الشهيرة بالعاصمة.. وبمجرد غروب الشمس يختفي رجال المرور ويحل محلهم شباب ينظمون المرور بشق الانفس.
الجيزة تعاني
بعد ذلك انتقلنا إلي مديرية أمن الجيزة حيث كانت.
البداية داخل قطاع مصلحة الحوال المدنية بالجيزة حيث شاهدنا الزحام الشديد وحالة من السباق والمحموم للدخول إلي المصلحة الكل يريد إنهاء أوراقه الرسمية بأسرع ما يمكن وعندما سألنا بعض المواطنين عن هذا الزحام اكدوا لنا خوفهم الشديد من الظروف غير المستقرة التي تمر بها البلاد لذا الكل يتسابق في محاولة لإنهاء مصالحه ولكن علي الجانب الآخر وللامانة وجدنا مجموعة من الضباط علمنا بعد ذلك ان بينهم رئيس المصلحة ومعاونيه.. يقفون وسط المواطنين في محاولة لتنظيم العمل ولتخفيف الأعباء عن المواطنين حيث كانوا ينظمون الصفوف ما بين النساء والرجال وعندما استفسرنا عن الأمر علمنا ان تعليمات اللواء مصطفي راضي مساعد الوزير لقطاع الاحوال المدنية تقضي بالتواجد بين صفوف الجماهير للتيسير عليهم وعلي بعد خطوات كان هناك ضابط شرطة برتبة عميد يقف وسط الزحام ويوزع عليهم بعض الاوراق بنفسه اقتربنا اكثر وعلمنا انه العميد عادل جعفر مدير المصلحة وان هذه الاوراق ما هي الا أرقام قام مدير المصلحة بكتابتها بخط يده تخفيفا علي المواطنين حيث يمنح كل مواطن رقم مثل الارقام التي يتم التعامل بها داخل البنوك وذلك تخفيفا من الزحام الشديد وعن سبب الزحام الشديد علمنا ان الأحوال المدنية وعلي الرغم من عدم اصابتها بالاضرار بشكل مباشر الا انها تضررت بالتبعية نظرا للحرائق وعمليات التخريب التي طالت العديد من السجلات المدنية التابعة لبعض الأقسام.
ولم يختلف الأمر كثيرا داخل قطاع الاحوال المدنية بالعباسية »المركز الرئيسي« حيث وجدنا اللواء هاني الرفاعي مدير المباحث يباشر العمل بنفسه ولايكاد يغادر مكتبه وعلمنا من البعض انه يواصل الليل بالنهار داخل القطاع لمتابعة سير العمل.
وعلمنا من المقدم طارق ألهم ان السبب الرئيسي أيضا لهذا الزحام هو ما وعدت به بعض الجهات الحكومية وما أعلنت عنه من توافر شقق سكنية بالمحافظات وايضا لملء الاستمارات للتقديم للحصول علي وظيفة وكل هذا يحتاج لبطاقة الرقم القومي لذا هناك تكدس رهيب لاستخراج البطاقة.
الحماية المدنية
انتقلت جولتنا بعد ذلك لمقر ادارة الحماية المدنية بالجيزة وشاهدنا الضباط بقيادة اللواء أحمد العسقلاني مدير الادارة كلا في موقعة الجنود يصطفون حالة تأهب وعلي اتم الاستعداد للطواري.
وعلي الجانب الآخر كانت غرفة العمليات في حالة من النشاط الكل يستمع إلي البلاغات والنداءات ولكي ما أحزننا اننا علمنا ان هناك الكثير من البلاغات التي تأتي للحماية المدنية تكون بلاغات كاذبة أو بها معاكسات وهذا يدل علي عدم الاحساس بالمسئولية ومن حسن حظنا انه كان هناك تدريب لرجال الدفاع المدني شاهدناه بأنفسنا لمواجهة الظروف الصعبة حتي يكون الجميع علي اتم الاستعداد.
المرور
علي الرغم من أن أعمال التخريب امتدت لاحراق العديد من وحدات المرور وعلي رأسها وحدة مرور العجوزة والتي احترقت بالكامل إلا ان هناك حالة من التلاحم والتواصل ما بين المواطنين وضباط الشرطة في محاولة لازالة آثار الاضرار التي أصابت الجميع.. حيث شاهدنا الضباط يقفون وسط المواطنين لتسيير الاجراءات ولكن ظلت ايضا حالة الزحام الشديدة التي تواجهها هذه الادارات نظرا لاحتراق العديد من الملفات والعدات والأجهزة.
نجدة الجيزة
لم يختلف الامر كثيرا داخل نجدة الجيزة حيث الكل في حالة تأهب واستعداد تام لتلقي بلاغات وشكاوي المواطنين غرف العمليات وتلقي البلاغات تعمل بكامل طاقتها وسيارات النجدة تصطف في مكانها وعلي اتم الاستعداد للانتقال للمواطنين لتفعيل البلاغات ولنجدة المواطنين.
مقار مؤقتة
عندما انتقلنا إلي قسم شرطة الجيزة كان المشهد حزينا حيث مكتب تصاريح العمل تم تدميره تماما ومعظم العمل يتم بالادارة الرئيسية بالعباسية.. أما ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة فالمشهد بالنسبة لهم كان حقا مؤسفا فنظرا للتدمير التام الذي أصاب القسم فأن معظم الضباط بمن فيهم المفتش والمأمور ورئيس المباحث يجلسون في غرفة واحدة بالطابق الارضي لتسيير أعمالهم أما باقي الضباط فيجلسون علي باب القسم.
وفي نهاية الجولة استطعنا ان نستخلص الآتي.. مما شاهدناه:
أولا: ان المصالح الحكومية المرتبطة بالشرطة تعمل بكثافة ولكن في ظل ظروف صعبة.
ثانيا: ان الجهات الخدمية الشرطية المرتبطة بالمواطنين تشهد زحاما شديدا.
ثالثا: التواجد الامني في الشوارع صحيح انه ليس كما كان قبل 52 يناير ولكنه ايضا الآن أفضل من الايام التي شهدت فراغا أمنيا.
رابعا: يحاول الضباط وقيادات الداخلية تفعيل شعار الشرطة في خدمة الشعب وهناك حالة من التعاون بين الطرفين.
حالة هلع
لن ينسي الشعب المصري ابدا حالة الهلع التي عاشها بكل فئاته عندما اختفي رجال الشرطة في الشوارع يوم جمعة الغضب.. أدي هذا الاختفاء إلي خروج عصابات قامت بارتكاب جرائم مشينة منها السرقة والنهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة بل وحرق 07 بالمائة من أقسام وسيارات الشرطة في جميع محافظات مصر..
وأصبح اختفاء الشرطة لغزا.. ونتج عن ذلك الهروب نزول قوات من الحرس الجمهوري والجيش لتحل محلهم ولتحمي المنشأت العامة والحيوية إلا انه حتي لحظة كتابة سطور هذا التحقيق مازالت بعض المواطنين يشعرون بالخوف والقلق.
وزير جديد
ورغم إقالة وزير الداخلية حبيب العادلي وتعيين وزارة جديدة بقيادة اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الا ان الشوارع تعاني من عدم انتظام الشرطة.
رصدت عدسة أخبار الحوادث معظم الشوارع والميادين بالقاهرة والجيزة في أوقات مختلفة.. اتضح ان العديد من الأماكن بلا ضباط شرطة.. وذلك رغم تصريحات وزير الداخلية اللواء محمود وجدي بعودة الشرطة إلي الشارع تحت »الشرطة في خدمة الشعب«... حاولنا معرفة آراء بعض الأشخاص في الشارع فكل واحد منهم عاش ومازال يعيش لحظات من الخوف وفقدان الأمان بسبب الاختفاء الشرطي من الشوارع.
يقول الدكتور وائل ابراهيم أعمل صيدلي وطبيعة عملي تجعلني أعمل لأوقات متأخرة من الليل.. ولم ألحظ أي تواجد لرجال الشرطة حتي الآن فأنا اقيم في المقطم والصيدلية الخاصة بي بمنطقة فيصل وانتهي من مهام عملي في تمام الثالثة والنصف فجرا.. اقضي حوالي ساعة من الصيدلية إلي منزلي هذه الساعة أشعر فيها بالخوف والرعب خاصة إنني أقيم في منطقة بعيدة والسؤال الآن أين ضباط الشرطة رغم ان وزير الداخلية الجديد طلب من المواطنين الهدوء والشعور بالاطمئنان.
يستكمل الدكتور وائل كلامه قائلا ليس لي سوي الواقع الذي يقول أن اختفاء الشرطة مستمر.
فوضي عارمة
أما المهندس مصطفي عبدالخالق فهو يمتلك محلا لبيع أجهزة المحمول.. سألناه هل تشعر بعودة الشرطة إلي الشارع مرة أخري؟ فأجاب قائلا من يوم اختفائهم في احداث 52 يناير لم أجد ضباط الشرطة في الشارع وأصبحنا نعيش في حالة فوضي عارمة سواء في سير السيارات عكس الاتجاه في شوارع لايمكن السير فيها عكس مثل شارع التحرير واصبحنا لانشعر بالأمن في حياتنا واصبح يتردد شعار »زحمي نفسك بنفسك«.
تضيف الدكتورة جنات حسن بالمركز القومي للبحوث قائلة الآن الشعب المصري يعيش في حالة صعبة بعد تنحي الرئيس مبارك وأيضا بعد اختفاء الشرطة من الشوارع فقد أصبحنا نعتمد علي الشباب الذين يقيمون اللجان الشعبية وهذا أصبح البديل... فيجب علينا جميعا أن نتحد لعودة الثقة في جهاز الشرطة مرة أخري..
وتستكمل قائلة لاننسي أن الشرطة هي التي كانت تبعث في روحنا الامن والطمأنينة النهار والليل ويجب اعطائها فرصة لاعادة هيكلتها من أول وجديد.
أما أحمد الذي يعمل في محل بويات تحدث قائلا بوجهه نظر أخري مختلفة عندما سألناه هل عادت الشرطة إلي الشارع؟
أجاب قائلا لم أر إلا سيارة دورية تمر مرة واحدة في اليوم فقط ثم تختفي وكأنها لم تكن.. هذا يعني ان هناك عدم انتظام رغم ذلك لم ننسي ما فعله جهاز الشرطة مع الشعب المصري.. كما أحب ان أوضح فخري واعزازي للموقف النبيل والعظيم للجيش والشعب المصري..
ويختتم أحمد كلامه قائلا نعيش الآن مرحلة جديدة تسمي بمرحلة ما بعد الثورة.. ويجب ان تعود الحياة إلي طبيعتها وأوجه هذا الكلام إلي جهاز الشرطة باكمله..
خلل أمني
يقول الحاج علي الجزار إن الوظيفة الأساسية لرجال الشرطة هي حماية الشعب وأرواح الناس والممتلكات لكن بعد ثورة 52 يناير انقلب الحال وتغير الشعار من الشرطة في خدمة الشعب إلي أخدم نفسك بنفسك أصبح هذا هو المتبع بعد الاختفاء المفاجيء للشرطة والذي مازال يسيطر علي الوضع الآن عدم تواجد الشرطة في الشوارع بالاضافة إلي عدم الاحساس بالأمان ومتوقع حدوث أي عمليات سرقة ونهب في أي وقت وأي مكان طالما لاتوجد شرطة فيجب ألا يستمر غياب الشرطة أكثر من ذلك لان هذا يعني حدوث جرائم سيستمر لفترات طويلة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.