بداية فإن كلمة الغنوسطيون مشتقة من الكلمة اليونانية »غنوسين« أي المعرفة.. ومؤسسها الأول هو أبوالهراطقة »سيمون الساحر« وكان معاصرا للمسيح، وقدمت الغنوسيطية أفكار الفلاسفة القدماء أمثال سقراط الذي كان يؤمن بأن الروح البشرية توجد خارج الجسد المادي ولذلك فهي تملك طريقا الي المعرفة الكونية.. وتؤمن الغنوسطية أن هناك كائنات غريبة تدعي »أيوفز« عملت كرسل بين السموات والأرض. وقيل أن الغنوسطية نشأت في العراق ثم ايران ثم انتشرت في آسيا وأخذها اليهود البابليون ثم حملوها الي فلسطين ومصر وبعض البلاد. عالم الأسرار والغنوسطية كانت جزءا متكاملا من الأسرار القديمة فالغنوسطيون يبحثون عن أسرار الله من خلال المصوف المقدس، ويبحثون عن فهم الوجود من خلال تفسير ما يدركونه علي أنه معني أعمق ضمن المجموعة الرمزية للأدبيات الدينية، فهي طائفة وجودية دينية إلا أن مجلس أساقفة الكنائس الرومانية اتهمها بالهرطقة والكفر في عام 523م بعد أن انتشرت وازدهرت وقتها. وتقوم الغنوسطية علي عقيدة الأسرار والرموز للأشياء مثل الماسونية الرمزية العامة، وأثرت العقيدة الغنوسطية بشكل عميق في عقول اتباعها من كافة الديانات من العصور الوسطي حتي أصبحت عاملا أساسيا في المنظمات السرية التي ظهرت فيما بعد. وكذلك لعبت الغنوسيطية دورا هاما في طائفة يهودية عرفت باسم الأيسين وأسس اليهود الأيسيون مجمعا خاصا بهم بعد اختلافهم مع نظرائهم اليهود الفرسبين والمصدوقيين، وكانت ممتلكات الأيسين مشاعا فيما بينهم، ولما انضم اليهم المسيحيون دبت العداوة فيما بينهم نتيجة أسلوب معيشتهم. أيسيين كلمة أيسيين تعني باليونانية سريا أو باطنيا فهي مشتقة من كلمة »أيسايوس« وكان الأيسييون مرتبطين بتقاليد العلاج السري كفرع من مدرسة أسرار مصرية تدعي الأخوة البيضاء العظيمة للعلاج. ويزعم البعض أن الأيسيين كانوا الحراس المستودعين للمعرفة السرية والملقنين والمثقفين للمسيح »عليه السلام« علي أساس أنه تعلم في معبد »الملكيصادقين« ولهذا يعد الأيسيون من أفضل الفئات اليهودية المثقفة والجد الأعلي للماسونية. وقد أخذ الماسونيين بعض رموز الأيسيين وضموها الي رموزهم مثل المالج الذي هو أداة تستخدم لتقليب الطين للنباتات الصغيبرة. مخطوطات البحر الميت والكابالاه ترجع أهمية اكتشاف مخطوطات البحر الميت الي الكشف عن طائفة الأيسيين في كهوف جبل قريب من قرية »نجع حمادي« حيث اكتشفت بين عام 7491 - 0691م أحد عشر كهفا فيها نحو 008 مخطوطة منها 071 مخطوطة من أعمال العهد القديم. ومع ظهور مخطوطات البحر الميت ونشرها ظهرت النصوص القديمة وصدرت أناجيل جديدة بناء علي الاكتشاف الجديد مثل انجيل الحقيقة وانجيل توماسا وشهادة الحقيقة وانجيل مريم وتفسير المعرفة. وقد استنكر البعض وجود صلة بين طائفة الأريسيين والمسيح »عليه السلام«، ويري البعض الآخر أن عقيدة الأيسيين كانت أقرب الي التعاليم الأصلية للمسيح »عليه السلام« من المسيحية المزيفة التي صنفتها الامبراطورية الرومانية، وأن الأيسيين كانوا »قباليين« وهم أول المنظمات السرية التي كانت لها الأسرار خاصة بالعقائد اليهودية السرية التي نعرفها الآن بأنها الكابلاه. الكابالاه تعني الناموس أو التعليم، وتحتوي علي معان سرية شفاهية حسب اعتقاد اليهود للعهد القديم التوراة.. وهي مزيج من العقائد العبرية القديمة والأسرار التي تلقاها موسي »عليه السلام« من ربه شفاهة ثم علمها لأحبار بني اسرائيل وذلك بزعمهم. والكابالاه أيضا عند البعض المعرفة السرية الخفية برموز داخل نصوص العهد القديم ونصوص أخري، واليهودية هي التفسير الحرفي لها. وقد كشف النقاب عن تحالف الماسونية وجماعة فرسان الهيكل أيام الحروب الصليبية واحضار هيكل المعرفة الكاباليه من الأرض المقدسة، وقد اعترف المؤرخون الماسونيون بأن أول دليل علي الأسرار اليهودية المسيحية التي جلبت للماسونية جاءت أثناء ذلك الوقت وتم استخدام المعرفة الخفية ضمن الكابالاه عبر القرون من قبل المنظمات السرية كلها بما فيها الماسونية. وقد ذكر الفيلسوف الماسوني »هول« بأن مدارس الأسرار كانت قد أسست كمنظمات سرية لتمنع التدخل الخارجي، حيث سعي أعضاؤها الي سد الفراغ بين العوالم المادية والروحية. للحديث بقية.