البحيرة تستعد لانطلاق امتحانات الدور الثاني لطلاب صفوف النقل| صور    الشيوخ اختبار الأحزاب    أكثرمن 130 دبلوماسيًا ألمانيًا يحتجون على سياسة بلادهم تجاه غزة    لها أهداف تحريضية.. الجبهة الوطنية يندد بدعوات التظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج    الأهلي يكتسح البنزرتي بخماسية نظيفة في ثاني وديات تونس    الإسماعيلي يفوز على سبورتنج في أول تجارب الفريق بالإسكندرية    أول رد من التربية والتعليم على اتهامات التلاعب في تصحيح نتيجة الثانوية العامة    إنقلاب سيارة بأرض زراعية في البحيرة ونقل مصابين إلى المستشفيات    آمال ماهر تكشف موقفها من التمثيل: «مهنة متعبة جدًا.. أنا هلكت في كليب واحد»    نقابة المهن الأخلاقية!    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    هل يستطيع مجلس الزمالك الاعتراض على قرارات جون إدوارد؟.. سليمان يرد    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    التحالف الوطني للعمل الأهلي: جاهزون لإطلاق قوافل الدعم والمساعدات إلى أهلنا في غزة    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    كيف أحقق الثقة في الله؟.. يسري جبر يجيب    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    دراسة: النوم لأكثر من 9 ساعات يوميا قد يرتبط بمخاطر صحية    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    هبوط سعر الذهب اليوم الجمعة 25-7-2025 وقائمة بأسعار جميع الأعيرة الآن    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأدوات الكهربائية في السنغال (صور)    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    زيلينسكي: يجب إجراء محادثات على مستوى القادة لإنهاء الحرب مع روسيا    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    الكابتشينو واللاتيه- فوائد مذهلة لصحة الأمعاء    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    ضبط 596 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة خلال 24 ساعة    هل رفض شيخ الأزهر عرضا ماليا ضخما من السعودية؟.. بيان يكشف التفاصيل    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره السنغالي    لتنمية وعي الإنسان.. جامعة قناة السويس تنظم تدريبًا حول الذكاء العاطفي    مواعيد مباريات الجمعة 25 يوليو - الأهلي ضد البنزرتي.. والسوبر الأردني    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    «مشتغلش ليه!».. رد ناري من مصطفى يونس بشأن عمله في قناة الزمالك    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محامو متهمى بورسعيد لأخبار الحوادث:الحكم فى القضية لم يصدر بعد.. وموقفنا مازال قوياً!
نشر في أخبار الحوادث يوم 03 - 02 - 2013

مصر مازالت تنزف بدماء ابنائها.. مصر ما زالت منقسمة بين رأى وآخر.. مصر مازالت حزينة مجروحة مما يحدث على اراضيها وبيد ابنائها..
فبعد صدور قرار المحكم بإحالة 21 متهما إلى فضيلة المفتى.. انقسمت مصر بين مؤيد ومعارض.. اندلعت مظاهر الاحتفالات العارمة امام النادى الاهلى بالجزيرة من قبل شباب الألتراس.. وفى بور سعيد تصاعدت مظاهر الاحتجاجات لينطلق المئات إلى سجن بور سعيد العمومى فى محاولة منهم لتهريب المتهمين.. ليسقط حوالى 37 قتيلاً و أكثر من 300 مصاب بسبب الاشتباكات العنيفة بينهم وبين رجال الامن..
لكن هل فطن هؤلاء أو هؤلاء بأن الصادر عن المحكمة لم يكن حكماً قضائيا نهائياً؟!.. هل يعرفون أن القرار النهائى بحق المتهمين سوف يصدر يوم 9- 3 من العام الجارى؟!..
نعم ما نطقت به المحكمة صباح السبت الماضى لم يكن حكماً قضائيا.. إنما قرار ومن حق المحكمة الأخذ برأى المفتى أو تعديل القرار ليصبح حكماً قضائيا..
المثير ان رجال القانون أو محامى المتهمين فجروا مفاجآت قانونية من العيار الثقيل.. ربما تكون غائبة عن العامة.. "اخبار الحوادث" حاورتهم لتكشف الجانب الآخر فى القضية.. هذا بعيداً عن حر النشر الذى ما زالت تطبقه المحكمة فى هذه القضية.. خاصة واننا لن نتطرق الى سير القضية أو نكشف عن اقوال شهود الإثبات أو النفى.. او الإجراءات التى تتبعتها القضية..
الخاسر فى كل الاحوال هو الشباب المصرى.. الذى تعرض لعمليات شحن من جهات أو اشخاص لا يتمنوا الخير لمصر.. فقط يريدون أن يشعلونها.. يقفون مع جانب ضد جانب آخر.. ينفخون فى النار.. ويشعلون الفتن.. وعلى النقيض يفعلون ايضاً مع الطرف الآخر..
فليس من المعقول او المقبول أن يصدر قرار بإحالة اوراق 21 متهماً إلى فضيلة المفتى.. لتندلع مظاهرات الغضب بهذا الشكل فى مدينة بور سعيد الباسلة.. التى ضحى ابطالها بدمائهم.. وخاضوا 3 حروب عنيفة ضد المحتلين.. واستطاعوا بجسارتهم رد العدوان.. يتحولون الآن إلى نار تشعل وتدمر كل من يقابلها.. ويحاول البعض منهم اقتحام سجن بور سعيد العمومى لتهريب متهمين لم يصدر حكماً قضائيا بإعدامهم..
والآن نعود إلى نقطة البداية ليكشف لنا محامو المتهمين عن مفاجآتهم فى تلك القضية التى اعتبرتها وكالات الانباء والصحف العالمية بأنها تتعلق بأسوأ حادث فى تاريخ الكرة العالمية..
قرار وليس حكم!
فى البداية يفجر لنا الاستاذ عاطف المناوى محامى عدد من المتهمين فى مجزرة بور سعيد مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: لا اعرف السر الذى اقنع الرأى العام أن المحكمة اصدرت حكم الإعدام على المتهمين صباح يوم السبت الماضى.. كيف لم ينتبه المتابعون للجلسة بأن رئيس المحكمة نطق بكلمة قرار إحالة اوراق المتهمين ال 21 إلى فضيلة المفتى.. ولم يقل أن هذا حكم..
والغريب ان العديد يعتبرون أن هذا حكماً فاصلاً ونهائيا بإعدام المتهمين.. وهذا غير حقيقى وليس له أى علاقة بالواقع..
ويكمل كلامه قائلا: وبعيدا عن احداث هذه القضية المحظور فيها النشر.. فان هناك عدة مراحل تنظر اليها المحكمة فى أى قضية. اولها يكون بدراسة الاوراق جيدا.. والنظر بعين الاعتبار إلى الوقائع المتدولة فيها.. وبعد هذا تنظر إلى كل حالة على حدة والوقائع المرتبطة بها.. وفى النهاية الفصل فى جريمة ما ارتكبه كل متهم على حدة..
فمثلاً ليس من المعقول أن تحكم المحكمة على احد اللصوص الذى سرق عشر جنيهات بالسجن سبع سنوات.. ومثل هذا الحكم ينطبق على من سرق ملايين الجنيهات.. وهذا يعود إلى موائمة القضية والأوراق وهذا من رسالة القاضى..
اما فى حالة الحكم بالإعدام بحق متهمين.. فهنا القانون يوجب أن يستكمل القاضى إجراءات معينة.. باعتبار أننا نعيش فى دولة اسلامية.. وهو وجوب تحويل أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وهنا يقوم فضيلة المفتى او دار الإفتاء بدراسة اوراق القضية كاملة.. وهو ما تم الإعلان عنه بعد صدور الحكم بساعات من دار الافتاء.. حتى توافق أو لا توافق على حكم الاعدام..
ويشير الاستاذ عاطف المناوى: لابد وأن ألفت النظر ايضا ان قرار المفتى أو دار الإفتاء ليس وجوبى على المحكمة.. فمن الممكن ألا توافق على حكم الإعدام.. وتصدر المحكمة حكماً بالقصاص من المتهمين بالإعدام..
وهنا فجر الاستاذ عاطف المناوى مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: من الممكن ايضا أن تحيل المحكمة اوراق المتهمين إلى المفتى وتوافق عليها دار الافتاء.. وتقوم المحكمة بإصدار حكم بالحبس ليس له أى علاقة بالإعدام.. وهو ما حدث فى مصر من قبل.. وأسألوا المستشار الكبير محمد سامى كامل.. والذى احال اوراق بعض المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وصدق المفتى على قرار الإعدام.. إلا ان المستشار محمد سامى كامل اصدر حكماً بعدها بالاشغال الشاقة المؤبدة على نفس المتهمين الذين صدق المفتى على قرارإعدامهم..
وعن سؤاله عن الإجراءات التى من الممكن ان يتبعها فى القضية قال: مازالت اوراق القضية فى قيد الدراسة أمام هيئة المحكمة.. ولا يجوز لأى شخص التدخل فيها إلا هيئة المحكمة.. ولذلك لا نستطيع التفكير فى أى إجراءات مقبلة.. خاصة وأن الحكم لم يصدر بعد.. ولا نعرف ما الحكم الذى ستصدره المحكمة يوم 9 مارس المقبل..
فرصة أكبر!
اما الاستاذ اشرف العربى محامى بعض المتهمين فى مجزرة بورسعيد فيقول: حتى هذه اللحظات لا يجوز اتخاذ أى موقف قانونى.. لان القضية مازالت معروضة أمام القضاء.. وفى حالة قضية بورسعيد فإن المحكمة لديها الحق إذا رأت أن المتهمين يمكن الحكم عليهم بالإعدام تحويل اوراقهم إلى فضيلة المفتى..
واستكمل كلامه قائلا: لكن اريد أن الفت الانتباه بأن دار الإفتاء فى هذه الحالة تستقر عادة على قاعدة وهى لا يجوز معاقبة الكل على جريمة راح ضحيتها الكل.. وهذا ما ينطبق على هذه القضية.. فهناك متهمون بالقتل كثر.. وهناك ضحايا ايضا كثر.. كما أن الامر مازال معروضا على هيئة المحكمة ومن الممكن أن يتغير فى جلسة النطق بالحكم.. ولهذا فإن أى جراء قانونى سيتخذ ما جانبنا واقصد دفاع المتهمين سيكون بعد النطق بالحكم من قبل المحكمة..
وفى حالة صدور حكم بالإعدام على المتهمين قال: فى هذه الحالة تقوم النيابة بتقديم اوراق لطلب النقض فى الحكم.. ويقوم ايضا بذلك محامو المتهمين.. واريد ان اشير أن المحكوم عليهم بالإعدام فرصتهم اكبر أمام محكمة النقض..
واريد أن اضرب مثالا على ذلك وهو.. كلما زادت العقوبة كلما زادت فرصة قبول النقض امام المحكمة.. وفى هذه الحالة يكون هناك فرصة لطرح القضية من جديد أمام دائرة قضائية جديدة..
وهنا يفجر الاستاذ اشرف العربى مفاجأة من العيار الثقيل. وهى أن من بين ال 21 متهماً الذين قررت المحكمة تحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتى.. هناك 10 منهم ما بين غائب عن الحضور أو هارب من الحكم.. وهؤلاء لديهم الحق والفرصة فى إعادة الإجراءات من جديد.. اما المتهمون الآخرون ال 11 الموجودون الآن فى سجن بور سعيد العمومى.. فينطبق عليهم ما اشارنا به من قبل.. وهو عند صدور قرار الإعدام من الممكن أن يتم قبول نقضهم أمام محكمة النقض.. وتعاد إجراءات القضية من جديد..
***
الى هنا وانتهت كلمات محامى المتهمين.. لكن هل يظهر صوت العقل لإخماد الفتنة المندلعة بين شباب الوطن الواحد.. هل يتذكر هؤلاء ان دماء المصريين عادة ما تتوحد امام المحتل او ممن يريدون تخريب البلاد؟!.. وهل يصح أن نرد على الاحكام القضائية بقتل بعضنا البعض..
بالتأكيد صوت العقل مازال غائباً.. لكن مازالت الثقة فى الشباب موجودة.. فهم من حرروا وطننا من فساد الطاغية.. وعروا صدورهم امام طلقات الرصاص دون خوف أو تردد.. وهم ايضاً من سيقودون البلاد الى الامام..
محامو متهمى بورسعيد يتحدثون لأخبار الحوادث:
الحكم فى القضية لم يصدر بعد.. وموقفنا مازال قوياً!
خيرى عاطف
مصر مازالت تنزف بدماء ابنائها.. مصر ما زالت منقسمة بين رأى وآخر.. مصر مازالت حزينة مجروحة مما يحدث على اراضيها وبيد ابنائها..
فبعد صدور قرار المحكم بإحالة 21 متهما إلى فضيلة المفتى.. انقسمت مصر بين مؤيد ومعارض.. اندلعت مظاهر الاحتفالات العارمة امام النادى الاهلى بالجزيرة من قبل شباب الألتراس.. وفى بور سعيد تصاعدت مظاهر الاحتجاجات لينطلق المئات إلى سجن بور سعيد العمومى فى محاولة منهم لتهريب المتهمين.. ليسقط حوالى 37 قتيلاً و أكثر من 300 مصاب بسبب الاشتباكات العنيفة بينهم وبين رجال الامن..
لكن هل فطن هؤلاء أو هؤلاء بأن الصادر عن المحكمة لم يكن حكماً قضائيا نهائياً؟!.. هل يعرفون أن القرار النهائى بحق المتهمين سوف يصدر يوم 9- 3 من العام الجارى؟!..
نعم ما نطقت به المحكمة صباح السبت الماضى لم يكن حكماً قضائيا.. إنما قرار ومن حق المحكمة الأخذ برأى المفتى أو تعديل القرار ليصبح حكماً قضائيا..
المثير ان رجال القانون أو محامى المتهمين فجروا مفاجآت قانونية من العيار الثقيل.. ربما تكون غائبة عن العامة.. "اخبار الحوادث" حاورتهم لتكشف الجانب الآخر فى القضية.. هذا بعيداً عن حر النشر الذى ما زالت تطبقه المحكمة فى هذه القضية.. خاصة واننا لن نتطرق الى سير القضية أو نكشف عن اقوال شهود الإثبات أو النفى.. او الإجراءات التى تتبعتها القضية..
الخاسر فى كل الاحوال هو الشباب المصرى.. الذى تعرض لعمليات شحن من جهات أو اشخاص لا يتمنوا الخير لمصر.. فقط يريدون أن يشعلونها.. يقفون مع جانب ضد جانب آخر.. ينفخون فى النار.. ويشعلون الفتن.. وعلى النقيض يفعلون ايضاً مع الطرف الآخر..
فليس من المعقول او المقبول أن يصدر قرار بإحالة اوراق 21 متهماً إلى فضيلة المفتى.. لتندلع مظاهرات الغضب بهذا الشكل فى مدينة بور سعيد الباسلة.. التى ضحى ابطالها بدمائهم.. وخاضوا 3 حروب عنيفة ضد المحتلين.. واستطاعوا بجسارتهم رد العدوان.. يتحولون الآن إلى نار تشعل وتدمر كل من يقابلها.. ويحاول البعض منهم اقتحام سجن بور سعيد العمومى لتهريب متهمين لم يصدر حكماً قضائيا بإعدامهم..
والآن نعود إلى نقطة البداية ليكشف لنا محامو المتهمين عن مفاجآتهم فى تلك القضية التى اعتبرتها وكالات الانباء والصحف العالمية بأنها تتعلق بأسوأ حادث فى تاريخ الكرة العالمية..
قرار وليس حكم!
فى البداية يفجر لنا الاستاذ عاطف المناوى محامى عدد من المتهمين فى مجزرة بور سعيد مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: لا اعرف السر الذى اقنع الرأى العام أن المحكمة اصدرت حكم الإعدام على المتهمين صباح يوم السبت الماضى.. كيف لم ينتبه المتابعون للجلسة بأن رئيس المحكمة نطق بكلمة قرار إحالة اوراق المتهمين ال 21 إلى فضيلة المفتى.. ولم يقل أن هذا حكم..
والغريب ان العديد يعتبرون أن هذا حكماً فاصلاً ونهائيا بإعدام المتهمين.. وهذا غير حقيقى وليس له أى علاقة بالواقع..
ويكمل كلامه قائلا: وبعيدا عن احداث هذه القضية المحظور فيها النشر.. فان هناك عدة مراحل تنظر اليها المحكمة فى أى قضية. اولها يكون بدراسة الاوراق جيدا.. والنظر بعين الاعتبار إلى الوقائع المتدولة فيها.. وبعد هذا تنظر إلى كل حالة على حدة والوقائع المرتبطة بها.. وفى النهاية الفصل فى جريمة ما ارتكبه كل متهم على حدة..
فمثلاً ليس من المعقول أن تحكم المحكمة على احد اللصوص الذى سرق عشر جنيهات بالسجن سبع سنوات.. ومثل هذا الحكم ينطبق على من سرق ملايين الجنيهات.. وهذا يعود إلى موائمة القضية والأوراق وهذا من رسالة القاضى..
اما فى حالة الحكم بالإعدام بحق متهمين.. فهنا القانون يوجب أن يستكمل القاضى إجراءات معينة.. باعتبار أننا نعيش فى دولة اسلامية.. وهو وجوب تحويل أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وهنا يقوم فضيلة المفتى او دار الإفتاء بدراسة اوراق القضية كاملة.. وهو ما تم الإعلان عنه بعد صدور الحكم بساعات من دار الافتاء.. حتى توافق أو لا توافق على حكم الاعدام..
ويشير الاستاذ عاطف المناوى: لابد وأن ألفت النظر ايضا ان قرار المفتى أو دار الإفتاء ليس وجوبى على المحكمة.. فمن الممكن ألا توافق على حكم الإعدام.. وتصدر المحكمة حكماً بالقصاص من المتهمين بالإعدام..
وهنا فجر الاستاذ عاطف المناوى مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: من الممكن ايضا أن تحيل المحكمة اوراق المتهمين إلى المفتى وتوافق عليها دار الافتاء.. وتقوم المحكمة بإصدار حكم بالحبس ليس له أى علاقة بالإعدام.. وهو ما حدث فى مصر من قبل.. وأسألوا المستشار الكبير محمد سامى كامل.. والذى احال اوراق بعض المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وصدق المفتى على قرار الإعدام.. إلا ان المستشار محمد سامى كامل اصدر حكماً بعدها بالاشغال الشاقة المؤبدة على نفس المتهمين الذين صدق المفتى على قرارإعدامهم..
وعن سؤاله عن الإجراءات التى من الممكن ان يتبعها فى القضية قال: مازالت اوراق القضية فى قيد الدراسة أمام هيئة المحكمة.. ولا يجوز لأى شخص التدخل فيها إلا هيئة المحكمة.. ولذلك لا نستطيع التفكير فى أى إجراءات مقبلة.. خاصة وأن الحكم لم يصدر بعد.. ولا نعرف ما الحكم الذى ستصدره المحكمة يوم 9 مارس المقبل..
فرصة أكبر!
اما الاستاذ اشرف العربى محامى بعض المتهمين فى مجزرة بورسعيد فيقول: حتى هذه اللحظات لا يجوز اتخاذ أى موقف قانونى.. لان القضية مازالت معروضة أمام القضاء.. وفى حالة قضية بورسعيد فإن المحكمة لديها الحق إذا رأت أن المتهمين يمكن الحكم عليهم بالإعدام تحويل اوراقهم إلى فضيلة المفتى..
واستكمل كلامه قائلا: لكن اريد أن الفت الانتباه بأن دار الإفتاء فى هذه الحالة تستقر عادة على قاعدة وهى لا يجوز معاقبة الكل على جريمة راح ضحيتها الكل.. وهذا ما ينطبق على هذه القضية.. فهناك متهمون بالقتل كثر.. وهناك ضحايا ايضا كثر.. كما أن الامر مازال معروضا على هيئة المحكمة ومن الممكن أن يتغير فى جلسة النطق بالحكم.. ولهذا فإن أى جراء قانونى سيتخذ ما جانبنا واقصد دفاع المتهمين سيكون بعد النطق بالحكم من قبل المحكمة..
وفى حالة صدور حكم بالإعدام على المتهمين قال: فى هذه الحالة تقوم النيابة بتقديم اوراق لطلب النقض فى الحكم.. ويقوم ايضا بذلك محامو المتهمين.. واريد ان اشير أن المحكوم عليهم بالإعدام فرصتهم اكبر أمام محكمة النقض..
واريد أن اضرب مثالا على ذلك وهو.. كلما زادت العقوبة كلما زادت فرصة قبول النقض امام المحكمة.. وفى هذه الحالة يكون هناك فرصة لطرح القضية من جديد أمام دائرة قضائية جديدة..
وهنا يفجر الاستاذ اشرف العربى مفاجأة من العيار الثقيل. وهى أن من بين ال 21 متهماً الذين قررت المحكمة تحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتى.. هناك 10 منهم ما بين غائب عن الحضور أو هارب من الحكم.. وهؤلاء لديهم الحق والفرصة فى إعادة الإجراءات من جديد.. اما المتهمون الآخرون ال 11 الموجودون الآن فى سجن بور سعيد العمومى.. فينطبق عليهم ما اشارنا به من قبل.. وهو عند صدور قرار الإعدام من الممكن أن يتم قبول نقضهم أمام محكمة النقض.. وتعاد إجراءات القضية من جديد..
***
الى هنا وانتهت كلمات محامى المتهمين.. لكن هل يظهر صوت العقل لإخماد الفتنة المندلعة بين شباب الوطن الواحد.. هل يتذكر هؤلاء ان دماء المصريين عادة ما تتوحد امام المحتل او ممن يريدون تخريب البلاد؟!.. وهل يصح أن نرد على الاحكام القضائية بقتل بعضنا البعض..
بالتأكيد صوت العقل مازال غائباً.. لكن مازالت الثقة فى الشباب موجودة.. فهم من حرروا وطننا من فساد الطاغية.. وعروا صدورهم امام طلقات الرصاص دون خوف أو تردد.. وهم ايضاً من سيقودون البلاد الى الامام..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.