تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محامو متهمى بورسعيد لأخبار الحوادث:الحكم فى القضية لم يصدر بعد.. وموقفنا مازال قوياً!
نشر في أخبار الحوادث يوم 03 - 02 - 2013

مصر مازالت تنزف بدماء ابنائها.. مصر ما زالت منقسمة بين رأى وآخر.. مصر مازالت حزينة مجروحة مما يحدث على اراضيها وبيد ابنائها..
فبعد صدور قرار المحكم بإحالة 21 متهما إلى فضيلة المفتى.. انقسمت مصر بين مؤيد ومعارض.. اندلعت مظاهر الاحتفالات العارمة امام النادى الاهلى بالجزيرة من قبل شباب الألتراس.. وفى بور سعيد تصاعدت مظاهر الاحتجاجات لينطلق المئات إلى سجن بور سعيد العمومى فى محاولة منهم لتهريب المتهمين.. ليسقط حوالى 37 قتيلاً و أكثر من 300 مصاب بسبب الاشتباكات العنيفة بينهم وبين رجال الامن..
لكن هل فطن هؤلاء أو هؤلاء بأن الصادر عن المحكمة لم يكن حكماً قضائيا نهائياً؟!.. هل يعرفون أن القرار النهائى بحق المتهمين سوف يصدر يوم 9- 3 من العام الجارى؟!..
نعم ما نطقت به المحكمة صباح السبت الماضى لم يكن حكماً قضائيا.. إنما قرار ومن حق المحكمة الأخذ برأى المفتى أو تعديل القرار ليصبح حكماً قضائيا..
المثير ان رجال القانون أو محامى المتهمين فجروا مفاجآت قانونية من العيار الثقيل.. ربما تكون غائبة عن العامة.. "اخبار الحوادث" حاورتهم لتكشف الجانب الآخر فى القضية.. هذا بعيداً عن حر النشر الذى ما زالت تطبقه المحكمة فى هذه القضية.. خاصة واننا لن نتطرق الى سير القضية أو نكشف عن اقوال شهود الإثبات أو النفى.. او الإجراءات التى تتبعتها القضية..
الخاسر فى كل الاحوال هو الشباب المصرى.. الذى تعرض لعمليات شحن من جهات أو اشخاص لا يتمنوا الخير لمصر.. فقط يريدون أن يشعلونها.. يقفون مع جانب ضد جانب آخر.. ينفخون فى النار.. ويشعلون الفتن.. وعلى النقيض يفعلون ايضاً مع الطرف الآخر..
فليس من المعقول او المقبول أن يصدر قرار بإحالة اوراق 21 متهماً إلى فضيلة المفتى.. لتندلع مظاهرات الغضب بهذا الشكل فى مدينة بور سعيد الباسلة.. التى ضحى ابطالها بدمائهم.. وخاضوا 3 حروب عنيفة ضد المحتلين.. واستطاعوا بجسارتهم رد العدوان.. يتحولون الآن إلى نار تشعل وتدمر كل من يقابلها.. ويحاول البعض منهم اقتحام سجن بور سعيد العمومى لتهريب متهمين لم يصدر حكماً قضائيا بإعدامهم..
والآن نعود إلى نقطة البداية ليكشف لنا محامو المتهمين عن مفاجآتهم فى تلك القضية التى اعتبرتها وكالات الانباء والصحف العالمية بأنها تتعلق بأسوأ حادث فى تاريخ الكرة العالمية..
قرار وليس حكم!
فى البداية يفجر لنا الاستاذ عاطف المناوى محامى عدد من المتهمين فى مجزرة بور سعيد مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: لا اعرف السر الذى اقنع الرأى العام أن المحكمة اصدرت حكم الإعدام على المتهمين صباح يوم السبت الماضى.. كيف لم ينتبه المتابعون للجلسة بأن رئيس المحكمة نطق بكلمة قرار إحالة اوراق المتهمين ال 21 إلى فضيلة المفتى.. ولم يقل أن هذا حكم..
والغريب ان العديد يعتبرون أن هذا حكماً فاصلاً ونهائيا بإعدام المتهمين.. وهذا غير حقيقى وليس له أى علاقة بالواقع..
ويكمل كلامه قائلا: وبعيدا عن احداث هذه القضية المحظور فيها النشر.. فان هناك عدة مراحل تنظر اليها المحكمة فى أى قضية. اولها يكون بدراسة الاوراق جيدا.. والنظر بعين الاعتبار إلى الوقائع المتدولة فيها.. وبعد هذا تنظر إلى كل حالة على حدة والوقائع المرتبطة بها.. وفى النهاية الفصل فى جريمة ما ارتكبه كل متهم على حدة..
فمثلاً ليس من المعقول أن تحكم المحكمة على احد اللصوص الذى سرق عشر جنيهات بالسجن سبع سنوات.. ومثل هذا الحكم ينطبق على من سرق ملايين الجنيهات.. وهذا يعود إلى موائمة القضية والأوراق وهذا من رسالة القاضى..
اما فى حالة الحكم بالإعدام بحق متهمين.. فهنا القانون يوجب أن يستكمل القاضى إجراءات معينة.. باعتبار أننا نعيش فى دولة اسلامية.. وهو وجوب تحويل أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وهنا يقوم فضيلة المفتى او دار الإفتاء بدراسة اوراق القضية كاملة.. وهو ما تم الإعلان عنه بعد صدور الحكم بساعات من دار الافتاء.. حتى توافق أو لا توافق على حكم الاعدام..
ويشير الاستاذ عاطف المناوى: لابد وأن ألفت النظر ايضا ان قرار المفتى أو دار الإفتاء ليس وجوبى على المحكمة.. فمن الممكن ألا توافق على حكم الإعدام.. وتصدر المحكمة حكماً بالقصاص من المتهمين بالإعدام..
وهنا فجر الاستاذ عاطف المناوى مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: من الممكن ايضا أن تحيل المحكمة اوراق المتهمين إلى المفتى وتوافق عليها دار الافتاء.. وتقوم المحكمة بإصدار حكم بالحبس ليس له أى علاقة بالإعدام.. وهو ما حدث فى مصر من قبل.. وأسألوا المستشار الكبير محمد سامى كامل.. والذى احال اوراق بعض المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وصدق المفتى على قرار الإعدام.. إلا ان المستشار محمد سامى كامل اصدر حكماً بعدها بالاشغال الشاقة المؤبدة على نفس المتهمين الذين صدق المفتى على قرارإعدامهم..
وعن سؤاله عن الإجراءات التى من الممكن ان يتبعها فى القضية قال: مازالت اوراق القضية فى قيد الدراسة أمام هيئة المحكمة.. ولا يجوز لأى شخص التدخل فيها إلا هيئة المحكمة.. ولذلك لا نستطيع التفكير فى أى إجراءات مقبلة.. خاصة وأن الحكم لم يصدر بعد.. ولا نعرف ما الحكم الذى ستصدره المحكمة يوم 9 مارس المقبل..
فرصة أكبر!
اما الاستاذ اشرف العربى محامى بعض المتهمين فى مجزرة بورسعيد فيقول: حتى هذه اللحظات لا يجوز اتخاذ أى موقف قانونى.. لان القضية مازالت معروضة أمام القضاء.. وفى حالة قضية بورسعيد فإن المحكمة لديها الحق إذا رأت أن المتهمين يمكن الحكم عليهم بالإعدام تحويل اوراقهم إلى فضيلة المفتى..
واستكمل كلامه قائلا: لكن اريد أن الفت الانتباه بأن دار الإفتاء فى هذه الحالة تستقر عادة على قاعدة وهى لا يجوز معاقبة الكل على جريمة راح ضحيتها الكل.. وهذا ما ينطبق على هذه القضية.. فهناك متهمون بالقتل كثر.. وهناك ضحايا ايضا كثر.. كما أن الامر مازال معروضا على هيئة المحكمة ومن الممكن أن يتغير فى جلسة النطق بالحكم.. ولهذا فإن أى جراء قانونى سيتخذ ما جانبنا واقصد دفاع المتهمين سيكون بعد النطق بالحكم من قبل المحكمة..
وفى حالة صدور حكم بالإعدام على المتهمين قال: فى هذه الحالة تقوم النيابة بتقديم اوراق لطلب النقض فى الحكم.. ويقوم ايضا بذلك محامو المتهمين.. واريد ان اشير أن المحكوم عليهم بالإعدام فرصتهم اكبر أمام محكمة النقض..
واريد أن اضرب مثالا على ذلك وهو.. كلما زادت العقوبة كلما زادت فرصة قبول النقض امام المحكمة.. وفى هذه الحالة يكون هناك فرصة لطرح القضية من جديد أمام دائرة قضائية جديدة..
وهنا يفجر الاستاذ اشرف العربى مفاجأة من العيار الثقيل. وهى أن من بين ال 21 متهماً الذين قررت المحكمة تحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتى.. هناك 10 منهم ما بين غائب عن الحضور أو هارب من الحكم.. وهؤلاء لديهم الحق والفرصة فى إعادة الإجراءات من جديد.. اما المتهمون الآخرون ال 11 الموجودون الآن فى سجن بور سعيد العمومى.. فينطبق عليهم ما اشارنا به من قبل.. وهو عند صدور قرار الإعدام من الممكن أن يتم قبول نقضهم أمام محكمة النقض.. وتعاد إجراءات القضية من جديد..
***
الى هنا وانتهت كلمات محامى المتهمين.. لكن هل يظهر صوت العقل لإخماد الفتنة المندلعة بين شباب الوطن الواحد.. هل يتذكر هؤلاء ان دماء المصريين عادة ما تتوحد امام المحتل او ممن يريدون تخريب البلاد؟!.. وهل يصح أن نرد على الاحكام القضائية بقتل بعضنا البعض..
بالتأكيد صوت العقل مازال غائباً.. لكن مازالت الثقة فى الشباب موجودة.. فهم من حرروا وطننا من فساد الطاغية.. وعروا صدورهم امام طلقات الرصاص دون خوف أو تردد.. وهم ايضاً من سيقودون البلاد الى الامام..
محامو متهمى بورسعيد يتحدثون لأخبار الحوادث:
الحكم فى القضية لم يصدر بعد.. وموقفنا مازال قوياً!
خيرى عاطف
مصر مازالت تنزف بدماء ابنائها.. مصر ما زالت منقسمة بين رأى وآخر.. مصر مازالت حزينة مجروحة مما يحدث على اراضيها وبيد ابنائها..
فبعد صدور قرار المحكم بإحالة 21 متهما إلى فضيلة المفتى.. انقسمت مصر بين مؤيد ومعارض.. اندلعت مظاهر الاحتفالات العارمة امام النادى الاهلى بالجزيرة من قبل شباب الألتراس.. وفى بور سعيد تصاعدت مظاهر الاحتجاجات لينطلق المئات إلى سجن بور سعيد العمومى فى محاولة منهم لتهريب المتهمين.. ليسقط حوالى 37 قتيلاً و أكثر من 300 مصاب بسبب الاشتباكات العنيفة بينهم وبين رجال الامن..
لكن هل فطن هؤلاء أو هؤلاء بأن الصادر عن المحكمة لم يكن حكماً قضائيا نهائياً؟!.. هل يعرفون أن القرار النهائى بحق المتهمين سوف يصدر يوم 9- 3 من العام الجارى؟!..
نعم ما نطقت به المحكمة صباح السبت الماضى لم يكن حكماً قضائيا.. إنما قرار ومن حق المحكمة الأخذ برأى المفتى أو تعديل القرار ليصبح حكماً قضائيا..
المثير ان رجال القانون أو محامى المتهمين فجروا مفاجآت قانونية من العيار الثقيل.. ربما تكون غائبة عن العامة.. "اخبار الحوادث" حاورتهم لتكشف الجانب الآخر فى القضية.. هذا بعيداً عن حر النشر الذى ما زالت تطبقه المحكمة فى هذه القضية.. خاصة واننا لن نتطرق الى سير القضية أو نكشف عن اقوال شهود الإثبات أو النفى.. او الإجراءات التى تتبعتها القضية..
الخاسر فى كل الاحوال هو الشباب المصرى.. الذى تعرض لعمليات شحن من جهات أو اشخاص لا يتمنوا الخير لمصر.. فقط يريدون أن يشعلونها.. يقفون مع جانب ضد جانب آخر.. ينفخون فى النار.. ويشعلون الفتن.. وعلى النقيض يفعلون ايضاً مع الطرف الآخر..
فليس من المعقول او المقبول أن يصدر قرار بإحالة اوراق 21 متهماً إلى فضيلة المفتى.. لتندلع مظاهرات الغضب بهذا الشكل فى مدينة بور سعيد الباسلة.. التى ضحى ابطالها بدمائهم.. وخاضوا 3 حروب عنيفة ضد المحتلين.. واستطاعوا بجسارتهم رد العدوان.. يتحولون الآن إلى نار تشعل وتدمر كل من يقابلها.. ويحاول البعض منهم اقتحام سجن بور سعيد العمومى لتهريب متهمين لم يصدر حكماً قضائيا بإعدامهم..
والآن نعود إلى نقطة البداية ليكشف لنا محامو المتهمين عن مفاجآتهم فى تلك القضية التى اعتبرتها وكالات الانباء والصحف العالمية بأنها تتعلق بأسوأ حادث فى تاريخ الكرة العالمية..
قرار وليس حكم!
فى البداية يفجر لنا الاستاذ عاطف المناوى محامى عدد من المتهمين فى مجزرة بور سعيد مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: لا اعرف السر الذى اقنع الرأى العام أن المحكمة اصدرت حكم الإعدام على المتهمين صباح يوم السبت الماضى.. كيف لم ينتبه المتابعون للجلسة بأن رئيس المحكمة نطق بكلمة قرار إحالة اوراق المتهمين ال 21 إلى فضيلة المفتى.. ولم يقل أن هذا حكم..
والغريب ان العديد يعتبرون أن هذا حكماً فاصلاً ونهائيا بإعدام المتهمين.. وهذا غير حقيقى وليس له أى علاقة بالواقع..
ويكمل كلامه قائلا: وبعيدا عن احداث هذه القضية المحظور فيها النشر.. فان هناك عدة مراحل تنظر اليها المحكمة فى أى قضية. اولها يكون بدراسة الاوراق جيدا.. والنظر بعين الاعتبار إلى الوقائع المتدولة فيها.. وبعد هذا تنظر إلى كل حالة على حدة والوقائع المرتبطة بها.. وفى النهاية الفصل فى جريمة ما ارتكبه كل متهم على حدة..
فمثلاً ليس من المعقول أن تحكم المحكمة على احد اللصوص الذى سرق عشر جنيهات بالسجن سبع سنوات.. ومثل هذا الحكم ينطبق على من سرق ملايين الجنيهات.. وهذا يعود إلى موائمة القضية والأوراق وهذا من رسالة القاضى..
اما فى حالة الحكم بالإعدام بحق متهمين.. فهنا القانون يوجب أن يستكمل القاضى إجراءات معينة.. باعتبار أننا نعيش فى دولة اسلامية.. وهو وجوب تحويل أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وهنا يقوم فضيلة المفتى او دار الإفتاء بدراسة اوراق القضية كاملة.. وهو ما تم الإعلان عنه بعد صدور الحكم بساعات من دار الافتاء.. حتى توافق أو لا توافق على حكم الاعدام..
ويشير الاستاذ عاطف المناوى: لابد وأن ألفت النظر ايضا ان قرار المفتى أو دار الإفتاء ليس وجوبى على المحكمة.. فمن الممكن ألا توافق على حكم الإعدام.. وتصدر المحكمة حكماً بالقصاص من المتهمين بالإعدام..
وهنا فجر الاستاذ عاطف المناوى مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: من الممكن ايضا أن تحيل المحكمة اوراق المتهمين إلى المفتى وتوافق عليها دار الافتاء.. وتقوم المحكمة بإصدار حكم بالحبس ليس له أى علاقة بالإعدام.. وهو ما حدث فى مصر من قبل.. وأسألوا المستشار الكبير محمد سامى كامل.. والذى احال اوراق بعض المتهمين إلى فضيلة المفتى.. وصدق المفتى على قرار الإعدام.. إلا ان المستشار محمد سامى كامل اصدر حكماً بعدها بالاشغال الشاقة المؤبدة على نفس المتهمين الذين صدق المفتى على قرارإعدامهم..
وعن سؤاله عن الإجراءات التى من الممكن ان يتبعها فى القضية قال: مازالت اوراق القضية فى قيد الدراسة أمام هيئة المحكمة.. ولا يجوز لأى شخص التدخل فيها إلا هيئة المحكمة.. ولذلك لا نستطيع التفكير فى أى إجراءات مقبلة.. خاصة وأن الحكم لم يصدر بعد.. ولا نعرف ما الحكم الذى ستصدره المحكمة يوم 9 مارس المقبل..
فرصة أكبر!
اما الاستاذ اشرف العربى محامى بعض المتهمين فى مجزرة بورسعيد فيقول: حتى هذه اللحظات لا يجوز اتخاذ أى موقف قانونى.. لان القضية مازالت معروضة أمام القضاء.. وفى حالة قضية بورسعيد فإن المحكمة لديها الحق إذا رأت أن المتهمين يمكن الحكم عليهم بالإعدام تحويل اوراقهم إلى فضيلة المفتى..
واستكمل كلامه قائلا: لكن اريد أن الفت الانتباه بأن دار الإفتاء فى هذه الحالة تستقر عادة على قاعدة وهى لا يجوز معاقبة الكل على جريمة راح ضحيتها الكل.. وهذا ما ينطبق على هذه القضية.. فهناك متهمون بالقتل كثر.. وهناك ضحايا ايضا كثر.. كما أن الامر مازال معروضا على هيئة المحكمة ومن الممكن أن يتغير فى جلسة النطق بالحكم.. ولهذا فإن أى جراء قانونى سيتخذ ما جانبنا واقصد دفاع المتهمين سيكون بعد النطق بالحكم من قبل المحكمة..
وفى حالة صدور حكم بالإعدام على المتهمين قال: فى هذه الحالة تقوم النيابة بتقديم اوراق لطلب النقض فى الحكم.. ويقوم ايضا بذلك محامو المتهمين.. واريد ان اشير أن المحكوم عليهم بالإعدام فرصتهم اكبر أمام محكمة النقض..
واريد أن اضرب مثالا على ذلك وهو.. كلما زادت العقوبة كلما زادت فرصة قبول النقض امام المحكمة.. وفى هذه الحالة يكون هناك فرصة لطرح القضية من جديد أمام دائرة قضائية جديدة..
وهنا يفجر الاستاذ اشرف العربى مفاجأة من العيار الثقيل. وهى أن من بين ال 21 متهماً الذين قررت المحكمة تحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتى.. هناك 10 منهم ما بين غائب عن الحضور أو هارب من الحكم.. وهؤلاء لديهم الحق والفرصة فى إعادة الإجراءات من جديد.. اما المتهمون الآخرون ال 11 الموجودون الآن فى سجن بور سعيد العمومى.. فينطبق عليهم ما اشارنا به من قبل.. وهو عند صدور قرار الإعدام من الممكن أن يتم قبول نقضهم أمام محكمة النقض.. وتعاد إجراءات القضية من جديد..
***
الى هنا وانتهت كلمات محامى المتهمين.. لكن هل يظهر صوت العقل لإخماد الفتنة المندلعة بين شباب الوطن الواحد.. هل يتذكر هؤلاء ان دماء المصريين عادة ما تتوحد امام المحتل او ممن يريدون تخريب البلاد؟!.. وهل يصح أن نرد على الاحكام القضائية بقتل بعضنا البعض..
بالتأكيد صوت العقل مازال غائباً.. لكن مازالت الثقة فى الشباب موجودة.. فهم من حرروا وطننا من فساد الطاغية.. وعروا صدورهم امام طلقات الرصاص دون خوف أو تردد.. وهم ايضاً من سيقودون البلاد الى الامام..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.