الحكومة السرية ليس لها دستور، والقوانين التي تتبعها هي القوانين التي تصنعها- وهكذا قال أهل السياسة والخبرة قديماً وحديثاً-. البعض يرفض فكرة وجود المنظمات السرية التي تسيطر علي العالم من وراء الستار، ويرفض بالتالي فكرة أو نظرية المؤامرة ويشككون فيها، إلا أن الواقع المعاصر والحاضر يرفض أفكار هؤلاء ويؤكد وجود منظمات سرية قديمة وحديثة تحكم العالم وأن هناك مؤامرة علي البشرية جمعاء من قبل اليهود أو الصهاينة الماسون. الأيدي الخفية التي تحكم العالم بالسر تسعي إلي هدف واحد وإن تعددت أسماؤها عبر السنين. الحكومة الخفية لعلنا قد وصلنا في زماننا هذا إلي الهدف وهو الإعلان عن دولة القطب الواحد والحكومة العالمية التي يترأسها الرجل الذي ينكر البعض وجوده- لقد حذر الكثيرون علي اختلاف مذاهبهم ودياناتهم من هذه الحكومة الخفية أو السرية، وصدرت العديد من المؤلفات تحمل هذا العنوان »الحكومة الخفية« ومن أشهرها كتاب الحكومة الخفية للمؤلفين »ديفيد وانر« و»توماس ب. روس« في أوائل الستينيات، وحاولت المخابرات الأمريكية المركزية أن تطمس عليه وتحد من انتشاره، وأيضاً كتاب حكومة اليد الخفية أو حكومة العالم الخفية ل»سيروفش« الذي لقي مصرعه جزاء كتابه هذا علي أيدي الماسونية العالمية. الماسونية الحرة ولاشك أن اكتشاف المنظمات السرية السياسية والاقتصادية لا يأتي إلا بعد انتهاء دورها أو وقوع بعض أوراقها في أيدي بعض المغامرين الذين يغامرون بنشرها، ومن ثم يتعرضون للموت في النهاية. وهناك منظمات سرية، تعلن عن نفسها وأعمالها الظاهرة تخالف أهدافها الباطنة مثل الماسونية الحرة والهيئة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية، ولذلك ينضم إليها شخصيات عامة وسياسية دون خوف أو خجل، فالرئيس بوش عضو في منظمة الهيئة الثلاثية وعضو في منظمة الجمجمة والعظام. وإدارة الرئيس كارتر كانت مليئة بأعضاء في الهيئة الثلاثية وكذلك أعضاء الرئيس كلينتون.. فقد كتب الناشر »جون إف ماكانوس« قائلاً: »يعلم بل كلينتون جيداً أنه يخدم الرئيس، لأن أعضاء المنظمة التي ينتمي إليها قد اختاروه ويثقون فيه أن ينقذ خططها«. وهكذا ساهمت الهيئة الثلاثية بشكل فعال في إيجاد مفهوم العالم الواحد »العولمة« منذ مطلع القرن العشرين.. إلا أن فكرة وجود عالم واحد تحت قيادة موحدة يرجع إلي قرون عديدة قبل القرن العشرين لكن الخطوات الجادة بدأت منذ نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية تحديداً. مجلس العلاقات الخارجية بدأ المجلس نشاطه بفاعلية عقب الانتهاء من الحرب العالمية الثانية في نيويورك عام 7191م حيث اجتمع مستشار الرئيس الأمريكي ويلسون ومعه حوالي مائة من رجال السياسة والاقتصاد البارزين لمناقشة أحوال العالم بعد الحرب، كان من أهم النقاط التي تمت مناقشتها الأربع والعشرين الشهرة للرئيس ويلسون، وكانت دعواهم دعوة العالم إلي العولمة وتشكيل مؤسسة عامة للأمم. وقد نص القانون الداخلي للمجلس علي أن أي شخص يكشف تفاصيل تتعلق باجتماعات المجلس بشكل ينتهك ويكشف قواعده لسوف تسقط عضويته ولهذا وصف المجلس أنه منظمة سرية. وكان تمويل المجلس من أصحاب المال والصرافة منهم مورغان وجولري وروكفلر، وبيرنارد باروخ، وغيرهم والمؤسسات الكبري مثل مؤسسة زيروكس، بريستول مايرسكويت فورد فاونديش وغيرهم الكثير. كسينجر علي الأريكة ومن أهم أعمال المجلس اختيار رئيس الولاياتالمتحدة واحتكار سوق النفظ والمال وذلك بغرض تحقيق الهدف الأسمي وهو السيطرة علي العالم. وفي كتاب »كسينجر علي الأريكة« شرح الأدميرال وارد وفيليس سكا لفلي الأمر فقالا: »عندما يقرر الأعضاء أن علي الولاياتالمتحدة أن تتبني سياسة معينة، فإن جميع تسهيلات توضع موضع العمل بتطوير جدل فكري وعاطفي لدعم الخطة أو السياسة الجديدة، ولتواجه بشكل فكري وسياسي وتبطل مصادقته أية معارضة والمجلس له صحيفة تسمي العلاقات الخارجية Foreing Affairs. (وللحديث بقية)