أيام ونبقي في سنة 2011 وزي ما قال كاتبنا الكبير عباس العقاد "يومنا الجديد في سنتنا المقبلة. لتكن درجا في سلم ولا تكن دركا إلي منحدر" يعني خليها فرصة لكل منا ليختار اما الصعود أو الهبوط ازاي بقي؟ الأيام الجاية عاملة زي الصندوق الفاضي تعالوا نملأه بالتفاؤل والأمل ونتخلص من الماضي بتعاسته وشقائه. تعالوا نفكر لبكره.. الله خلق لنا العينين في وجوهنا ولم يخلقها في ظهورنا عارفين ليه؟ عشان ننظر دائما إلي الأمام فالالتفات إلي الوراء إن لم يدفعك إلي الأمام لا معني له. لا يفيد في شيء وممكن يعطلك يبقي الأمل في أن نتمكن من جعل أيامنا الجاية سلما للصعود إلي حياة أفضل وأجمل حتقولي هو إيه اللي تغير عشان نفرح ونتفاءل ونحلم إن السنة اللي جاية أحسن من قبلها. شوف يا صاحبي لما أقولك مافيش حد في الدنيا دي مرتاح فساكن العشوائيات يشكو أنه لا يجد الماء الصالح للشرب وغرقان في البرك والطين وساكن الكومباون اللي عنده الماء والنور والخضرة والتكييف بيشكي من الزحمة ومن سوء الهضم والسكر والضغط وحتي المليونير ساكن باريس اللي عنده كل ما يحلم به يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والقلق والأرق حتقوللي طب اللي بيتمتع بالصحة والمال والزوجة الجميلة إيه رأيك فيه؟ حقولك برضه تعبان يا اما يشك في زوجته الجميلة أو من أولاده البايظين ولا يعرف طعم الراحة. الحكاية وما فيها إننا في الدنيا عايشين بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من الفوارق فالغني والفقير حظهم من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب ده يمكن ما حدش شايفه عشان كده أهل الحكمة في راحة لأنهم عرفوا إن الدنيا امتحان وتتساوي الكئوس التي يتجرعها الكل طب نعمل ايه عشان نستقبل العام الجديد بروح نقية ونفوس راضية راجع نفسك وما فعلته طول العام وحاسبها وشوف غلطاتك وعدلها وابدأ السنة الجديدة بنفس حلوة وبريئة واسأل نفسك هل أنت راض عن عملك وأنت عايز إيه بالضبط؟ طبعا البعض حيقول إن الهدف الاسمي والأغلي بل والأهم جمع المزيد من المال بأي طريقة واللي بيبحث عن أعلي الشهادات والمناصب ومن يحلم بالشقة أو الفيلا أو السيارة أو زوجة ذات حسن وجمال وليه لا وأنا شخصيا كان ده طموحي في وقت من الأوقات؟ ومين مابيحبش الفلوس والمنصب والزوجة وبنبذل الغالي والنفيس في سبيل الحصول عليهم لكن السؤال المهم اللي مفروض نسأله لأنفسنا.. هل أنت راض؟ وهل أنت راضية؟ فكر في خمس سنوات مضت.. أجري دراسة عليها.. هل الحال اللي كنت فيها هي حال مرضية؟. إنها وقفة تأمل ومحاسبة أنت عايز تتغير وفيه بالظبط أم تستمر علي نفس وضعك في العام القادم؟ هل بوضعك الحالي يمكن أن تصل خلال خمس سنوات إلي هدفك أم مازلت في حاجة إلي المزيد من العمل لإصلاح وضعك؟ بصراحة احنا محتاجين خطة عمل نجتمع جميعا عليها ليكون عامنا القادم نقلة في الحياة وافتكر دايما إن الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة الحقيقية عارفين حكاية المؤلف الكبير اللي كتب في ليلة رأس السنة يعلق علي ما حدث له قال إيه؟ في السنة الماضية أجريت عملية إزالة المرارة ولازمت الفراش عدة شهور وبلغت الستين من العمر فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر الكبري التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاما.. وتوفي والدي.. ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة.. وفي نهاية الصفحة كتب.. يا لها من سنة سيئة. دخلت زوجته غرفة مكتبه. ولاحظت شروده فاقتربت منه ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء.. وبعد دقائق عادت بورقة في يدها وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها. [email protected]