فقد عقد فضيلة د. علي جمعة مفتي الجمهورية لقاء مع المسئولين عن الشأن الديني بالصحف المصرية والمتابعين لأنشطة دار الإفتاء بهدف تقييم أداء الدار خلال العام المنصرم ، بوثائق كتابية تحوي الإنجازات والإخفاقات والمشاريع المسقبلية، طالبا من الإعلاميين الحضور تقييم تلك التجربة وإبراز ما يمكن عمله خلال الفترة المقبلة، للإفادة من تلاقي الأفكار المشتركة. أوضح فضيلة المفتي في بداية اللقاء أن دار الإفتاء نجحت بنسبة معقولة في إظهار الصورة الحقيقية للإسلام في العالم الخارجي، وداخلياً من خلال تلبية أكبر قدر ممكن من الاستفسارات تنم عن جهد كبير وتفانٍ في العمل لخدمة الإسلام والمسلمين، وحققت درجات متقدمة في التواصل مع القيادات والرموز على المستويين الديني والأكاديمي دون النظر إلى طائفة أو دين معين من خلال لقاءات متعددة مع وفود دول عربية وأجنبية؛ممثلة في سفراء الإمارات وإيران وتايلاند والسعودية والسنغال وفرنسا، ووفود دول عربية وأوروبية مسلمين ومسيحيين من أسبانيا واستراليا وألمانيا وتايلاند وتركيا وفرنسا وسنغافورة وبريطانيا ووفد الطائفة الإنجيلية، ووفد القضاء الأفغانستاني، ووفد الكنيسة الإنجيليكية، ووفد المؤسسة الأمريكية ( الأممالمتحدة للأغذية ) ووفد قساوسة الأوفنتست باتحاد الشرق الأوسط، ورئيس أساقفة يورك ورئيس اللجنة الشرعية بأوكرانيا والمبعوث الأمريكي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي ومسئولة حوار الأديان بوزارة الخارجية الألمانية. انتقل فضيلة المفتي الي عدد الفتاوي التي تصدرها الدار والتي تصل الي ما يقرب من ثلاثة آلاف فتوى يوميا شملت بعض الأحداث الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي، مثل الرد على من يحارب معرفة الأنساب ووضع البويضة المخصبة في رحم الزوجة بعد وفاة الزوج وميراث من اعتنق البهائية وحقوق المطلقة بعد الدخول وتغير الربح في التمويل العقاري وصمام القلب من أنسجة الخنزير ونكاح منكوحة الأب غير المدخول بها وتحديد نوع الجنين والقاديانية وإسقاط أجنة والعمليات التفجيرية السلمية والمخدرات، حتي بلغ عدد الفتاوي التي صدرت عن الدار خلال العام المنصرم ما يزيد على 465 ألف فتوى منها 2.316 فتوى مكتوبة و 89.133 فتوى شفهية و 255.058 فتوى هاتفية و 113.468 فتوى عبر الإنترنت و 5.346 فتوى وردت من البلاد الأجنبية. تطرق المفتي في حديثه الي اتفاقيات التعاون التي عقدتها دار الإفتاء مع وزارة العدل في ميدان القضاء، بعدما استقلت الدار استقلالا كاملا عن الوزارة منذ ثلاثة أعوام ، عملاً بالدستور المصري الذي يوجب الرجوع إلى دار الإفتاء المصرية عند إصدار أحكام بالإعدام، وقد بلغ عددها خلال العام المنصرم 137 تنوعت بين القتل والاغتصاب وجلب المواد المخدرة، تم إبداء الرأي الشرعي في بعضها، بينما لايزال البعض الآخر يخضع للدراسة والتحقيق لضمان تحقق العدالة على المحكوم عليهم. تناول التقرير الذي عرضه فضيلة المفتي نشاطات الدار في الداخل والخارج بالمشاركة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية مثل اجتماع السادة العلماء أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابا بأبوظبي، والمؤتمر العام الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية، ومؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، وورشة العمل التمهيدية الأولى للمؤتمر العالمي»العلاقات الإسلامية الأمريكية: عهد جديد» والتي عقدت بجامعة ييل بالولايات المتحدة، ومؤتمر الحداثات المتنافسة بنيويورك، والمؤتمر السنوي السابع والأربعين ل(إسنا) المنعقد في مركز مؤتمرات دونالد ستيفتر في روزمنت بمدينة شيكاغو، ومؤتمر هدي خير العباد بتركيا، والمؤتمر الحادي عشر « إعادة جسور الثقة بين العالمين الإسلامي والغربي « بمدينة زيورخ، ومؤتمر بداية جديدة بمكتبة الإسكندرية، والمؤتمر العالمي للسلام بين الأديان في اليابان، وكذلك افتتاح معرض حول الفن القبطي تحت عنوان «كشف الستار عن الفن القبطي، وتم عقد عدة بروتوكولات للتعاون بين دار الإفتاء المصرية وعدد من الهيئات التي لها ارتباط بأنشطة الدار مثل وزارة الأسرة والسكان لدراسة الظواهر والقضايا الاجتماعية المعاصرة ويهدف البروتوكول إلى التعاون في توضيح الرؤية الفقهية والشرعية الإسلامية في القضايا المجتمعية المعاصرة ووضع برامج تنمية الطفل والأسرة والمجتمع على الأسس والقيم والمفاهيم الإسلامية والحضارية التي تساعد على التقدم والرقي بالأمة في مختلف المجالات . عرض د. جمعة الأنشطة الإعلامية للدار خلال العام المنصرم مبينا أن الدار أصدرت عدة مؤلفات للمشاركة في المناسبات المختلفة مثل كتاب (أحكام الصيام) بمناسبة احتفال دار الإفتاء المصرية استطلاع هلال شهر رمضان المبارك، وتم طباعة 50000 نسخة من الكتاب، والأمر نفسه تحقق مع مناسبة الحج حيث أصدرت الدار كتاب « الحج والعمرة» ليكون دليلا للحجاج والمعتمرين في رحلتهم المباركة، يشرح شعائر الحج والعمرة بشكل مبسط بعيد عن التعقيدات ليكون في متناول الحجاج والمعتمرين ذوي الثقافات المختلفة؛ وتسعي الدار لاستكمال موسوعة الفتاوى الإسلامية التي صدرت عن دار الإفتاء المصرية في ثلاثة وعشرين مجلدًا بإضافة خمسة مجلدات عن الفتاوى الإسلامية مقسمة إلى قسمين ثلاث منها عن الفتاوى المتنوعة ومجلدين عن فتاوى المواريث ، كما صدر كتاب الإفتاء المصري من الصحابي عقبة بن عامر إلى الدكتور علي جمعة، وهو كتاب يؤرخ لمدرسة الإفتاء المصري، فلم يكتف بذكر مناصب الإفتاء وتطورها، وترجمة المفتين والتعريف بمكانتهم ومراحل حياتهم؛ بل حرص على تقديم نماذج من فتاوى المفتين الذين ترجمت لهم كلما استطعنا ، في محاولة لتعريف الناس بفقه هؤلاء الأعلام، وطريقتهم في استنباط الفتاوى والأحكام . كما ساهمت دار الإفتاء المصرية في تطوير وإنشاء العديد من الأقسام لتلبي حاجة المجتمع مثل قسم دعم الخدمات ،و تطوير البرمجيات، والتعليم عن بعد، وتدريب المبعوثين، والتدقيق اللغوي ( التراث )، وإدارة الحسابات الشرعية، وزيادة عدد اللغات إلى تسع لغات وتم وضع خطة تطويرمستقبلية تنتهجها دار الإفتاء خلال العام القادم؛ بمشروعات تسعي لإنجازها بنجاح وهي كالتالي : 1- استمرار التعاون مع كافة المنظمات والهيئات العربية والإسلامية، ودعم كافة الجهود الرامية إلى توحيد الرؤى، ووضع ميثاق موحد يتضمن الضوابط والمعايير الشرعية والعلمية للإفتاء. 2- الرغبة في تنظيم مؤتمر دولي عن الإفتاء يعقد في مصر يناقش أهمية الإفتاء ودوره التنموي في المجتمعات المعاصرة ودور الإفتاء المعاصر في وسائل الإعلام والإشكالات الموجودة فيها 3- إصدار مؤلفات إرشادية في: - فقه الزكاة - فقه النوازل - فقه الأولويات - فقه الأقليات 4- عقد محاضرات حول قضايا الإفتاء لخلق وعي فقهي لدى عامة الناس وهو ما يمكنهم من التمييز بين الغث والثمين اختتم فضيلة المفتي تقريره قائلا : نتيجة لما سبق ذكره كانت الثمار التي حصدتها الدار ممثلة في الإشادات المتنوعة من الهيئات العالمية مثل التقرير العالمي للسلام الصادر مؤخرًا من جنيف وحصول شخص مفتي مصر على شهادة الأيزو من اللجنة المنظمة لملتقي الجودة ( أيزو مصر )، وتكريمه ضمن 100 عالم الأكثر تأثيرا في زيارته الأخيرة لليابان ، وذلك نتيجة لجهود المفتي في مجالات الدين والإعلام والثقافة والفكر، وفي مجال حوار الأديان ونشر ثقافة التسامح بين شعوب الأرض وسعيه الدائم في البحث عن المشترك بين الأديان ورئاسته مجلس الحوار العالمي بالمشاركة مع أسقف لندن، وإعلانه الالتزام بتحسين العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي في أكثر من منتدى ومؤتمر حواري لوضع أسس إيجابية للعمل المشترك وتحذيره في كافة المنتديات الغربية من خطورة الاعتماد على تفسيرات مشوهة ومحرفة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ودعوته لوسائل الإعلام الغربية إلى السعي لتنمية دور القيادات الإسلامية التي تمثل المرجعية الوسطية ، بما يسهم في فهم الإسلام فهماً صحيحاً يساعد على العيش في سلام وسكينة.