توقفت كثيرا أمام واقعة احالة نائبة الكوتة د. مؤمنة كامل واثنين من زملاء المهنة إلي المحاكمة الجنائية والتي تحدث لأول مرة في الصحافة المصرية وفي أعقاب انتخابات برلمانية بها الكثير من المستجدات لتكمين المرأة من الممارسة البرلمانية. فقد انتابتني مشاعر الحزن لان النائبة شخصية عامة أعرفها جيداً علي المستوي الشخصي فهي أحد مصادرنا الهامة ولها بصمات مضيئة في المجال الطبي والانساني والسياسي فهي أول من أنشأ صناعة الدم في مصر من خلال انشاء بنك الدم في مستشفي الاطفال وقصر العيني وبنوك دم بجميع فروع الهلال الاحمر المصري. وفي مجال الإغاثة الانسانية لا ننسي لها جهودها عندما اسندت لها السيدة سوزان مبارك منطقة الدويقة فحولتها من منطقة منكوبة إلي منطقة بدأت تخطو خطوات واسعة نحو التنمية الحضارية والبشرية. كما تدرجت في العمل السياسي منذ أواخر الستينيات بداية من عضوية منظمة الشباب مروراً بالعمل الحزبي فأمينة المرأة بالقاهرة ثم عضوا بالامانة العامة للحزب الوطني ثم أمين عام المرأة بالجمهورية ثم لأول مرة أمين عام الحزب بمحافظة 6 أكتوبر بالاضافة إلي برامجها في الحد من الفقر للاسر المعدومة الدخل من خلال مشروعات القروض الدوارة بجهودها الذاتية فنالت تقدير الدولة وتم تكريمها علي المستوي المحلي والدولي. انني أسطر تلك السطور ليس دفاعاً عنها بقدر ما أنني أريد ان اوضح ان مهنة الصحافة لابد أن يتميز اصحابها بالموضوعية والدقة في تحديد الكلمات والمصداقية في نقل الخبر وعرض الحقائق دون لعب بالألفاظ حتي لا يقع الصحفي في سقطة يدفع المصدر ثمنها فالضمير الصحفي لابد ان يكون يقظاً لان مصير المتحدث بين يديه. ولا شك أن الاجواء الانتخابية الساخنة ساهمت في اشعال تلك السقطة الصحفية ولابد من تدريب الجيل الجديد من الصحفيين علي كيفية صياغة الخبر الصحفي مع الحفاظ علي مصلحة المصدر واحترام القارئ. [email protected]