د.آمال عثمان, د.زينب رضوان, د.جورجيت قلليني, ابتسام حبيب, هيام عامر, جمالات رافع, سناء البنا, سيادة جريس.. هؤلاء السيدات الفضليات جلسن تحت قبة البرلمان. في دورته المنتهية من بين444 عضوا هم عدد أعضاء مجلس الشعب المصري.. فكيف كان أداؤهن في هذه الدورة؟.. وهل اهتممن بقضايا المرأة والأسرة كما ينبغي أم تاهت قضاياها تحت القبة.. وما المتوقع من اداء المرأة البرلماني في الدورة الجديدة, خاصة بعد تخصيص64 مقعدا لها بنظام الكوتة فضلا عن مقاعدها في الدوائر العامة؟.. وهل سي في البداية يقيم د.مصطفي الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية والعربية والأمن القومي في مجلس الشوري الأداء البرلماني قائلا: برغم أن التمثيل كان ضعيفا فإن صوتهن كان مسموعا ووجودهن كان قويا, فوكيل المجلس عن الفئات د.زينب رضوان ورئيسة اللجنة الدستورية والتشريعية د.آمال عثمان والنائبة سناء البنا كان لها دور قوي في البرلمان العربي وكذلك النائبة سيادة جريس في البرلمان الدولي ود.جورجيت قلليني في البرلمان الافريقي, ولذا اتسم اداؤهن بقدر من الفاعلية في المناقشات العامة والمسائل القانونية وقضايا الوحدة الوطنية والتعليم, وبشكل عام فإن حضور المرأة الجلسات ومشاركتها كان أكثر انتظاما. ويتوقع د.الفقي بعد زيادة تمثيل المرأة في البرلمان في الدورة الجديدة أن يرتفع مستوي المناقشة ويسهم في ارتقاء مستوي السلوك داخل الجلسات, بينما تري فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي وعضو الهيئة السياسية بحزب التجمع أن النساء في الدورة المنتهية قد أدين أداء تقليديا عاديا ليس فيه ما يلفت النظر إلي أدوار مميزة ولم يختلف كثيرا عن أداء البرلمانيين الرجال وان كانت جمالات رافع قد أدت دورا محترما ود.جورجيت قلليني وقفت موقفا شجاعا في بعض القضايا الخاصة بالأقباط وبناء الكنائس.. ولكن كان المتوقع من هؤلاء النائبات اهتماما أكثر بقضايا المرأة, فلم يقدمن مشروعات قوانين بالرغم من أن المجتمع في احتياج شديد لتغييرات جوهرية في الأحوال الشخصية. سألتها كيف ترين الوضع بعد الكوتة؟ فقالت: من الملاحظ أن الاتجاه العام في الترشيحات للنساء علي هذه المقاعد مركز علي سيدات الحزب الوطني, وبالتالي سوف يكون اداؤهن أداء حكوميا وإن كان هناك اختلاف فسيكون في الدرجة وليس في المحتوي, فبدلا من8 نائبات ستكون هناك64 نائبة مثلا.. وبطبيعة الحال ربما تحدث مفاجآت غير متوقعة. ويقول د.مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة وعضو مجلس الشوري والمشرف علي مركز البحوث البرلماني إن المرأة لديها انطباع بأن دورها البرلماني أقل من دور الرجل, ولكن هذا لا يمنع أن التمثيل المحدود لها في هذه الدورة لا يقل مشاركة أو جدية عن النائب الرجل فالاثنان يستويان في الأداء البرلماني ولا يفصل بينهما الا الخبرة والثقافة السياسية والارتباط بأهل الدائرة من نائب لآخر. وسألت د.علوي عن مدي مساهمة المرأة النائبة في مركز البحوث البرلماني وماذا سيقدمه لها المركز في الدورة الجديدة؟ فقال: كانت هناك مشاركة دائمة من خلال السيدات خاصة أن د.آمال عثمان بوصفها رئيسا للجنة التشريعية والدستورية كان لها دور مهم, وكانت تشارك في ورش العمل, وفي البرلمان القادم سيبدأ المركز تنفيذ فكرة عمل برنامج تحت عنوان المرأة في البرلمان في ضوء الخبرة المصرية, والخبرات الدولية للاستفادة من الخبرات التي سبقتنا في هذا المجال بتعزيز دور المرأة في الحياة البرلمانية المصرية وجزء من هذا تخصيص شبكة اتصال دولية بين المرأة في البرلمان المصري والبرلمانيات في الدول الأخري. وبوصفها امرأة وليس بوصفها رئيسا لحي غرب شبرا الخيمة تلوم نجوي أحمد العشيري النائبات في المجلس الحالي لعدم اهتمامهن بقضايا المرأة وتقول إنه لولا جهود السيدة الفاضلة سوزان مبارك لم يكن هناك ما يسمي بالكوتة, فقضايا المرأة بوجه عام يحركها ويهتم بها المجلس القومي للمرأة. وأسألتها عن مدي مساندتها من واقع منصبها للمرأة المرشحة في القليوبية خاصة أن هناك ما يقرب من عشرين امرأة يتنافسن علي الكوتة في الحزب الوطني؟ قالت: أنا لا أملك غير صوتي, أعطيه لمن تستحق وأقول لغيري انها تستحق والناخب عليه الاختيار حسب قناعته الشخصية. وتتمني رئيس حي غرب شبرا الخيمة أن يكون أداء البرلمانيات علي المستوي الذي يمثل الجميع حتي يحققن الهدف الذي من أجله تم تخصيص الكوتة. أما د.إيمان بيبرس رئيس مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة والخبيرة الدولية في قضايا المرأة والتنمية فتقول: إنه بالرغم من تحفظي علي برلمان(2005 2010) فإنه كان للمرأة حضور أقوي من كثير من النواب الرجال, ولم نر منهن نواب قمار أو نواب قروض أو نواب علاج, بل علي العكس كن واجهة مشرفة في الداخل وفي الخارج وان كنت غير راضية عن تجاهلهن لقضايا المرأة خاصة المرأة القاضية التي اثيرت خلال هذه الدورة.. وأتمني بعد الكوتة في البرلمان الجديد أن يتكاتفن وان يثبتن أنفسهن ويقتنصن الفرصة التي اتيحت لهن تحت القبة. ونصيحة أخري للبرلمانيات القادمات تقدمها د.فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة, قائلة: المرأة البرلمانية عليها أن تعتبر نفسها مثل الرجل البرلماني وتعمل بجدية وتسن القوانين إذا لزم الأمر بل وتطلب من الرجل البرلماني أيضا أن يكون أمينا ومخلصا في عمله البرلماني. وأخيرا سألت د.جورجيت قلليني النائبة بمجلس الشعب في دورتيه الأخيرتين بالتعيين: لماذا لم تقدم أي نائبة منكن استجوابا واحدا في هذه الدورة؟ فقالت: لأننا جميعا كبرلمانيات كنا حزبا وطنيا وأعضاء حزب الحكومة لهم هيئة برلمانية مسموح لنا فيها بالدور التشريعي والدور الرقابي ومحاسبة الوزراء, ولكن لأن الإعلام ليس موجودا في هذه الهيئة البرلمانية, فبالتالي لا يلقي الضوء علي هذا الجانب من الأداء, ولكن فيما عدا ذلك كل نائبة حرة تقوم بأدائها حسب ظروفها ولا ننكر الدور الخدمي تجاه أبناء الدائرة والذي قامت به كل من النائبات د.آمال عثمان وجمالات رافع وهيام عامر مثلهن مثل أي نائب من الرجال يقوم بهذا العمل.. وبشكل عام لقد قمنا كنائبات بدورنا وإذا كانت الصحافة قد اطلقت علي بعض النواب نواب أبوالهول فذلك لم يطلق اطلاقا علي النائبات النساء وجميعهن شاركن وقدمن عددا من المشروعات والقوانين, كما كان للمنتخبات دور رقابي. وتتوقع قلليني في الدورة الجديدة أن يؤدي وجود المرأة البرلمانية بهذا الشكل المكثف إلي دفعة قوية في الأداء البرلماني سواء للنساء أو للرجال بشرط أن تلتزم الأحزاب بمعايير موضوعية مجردة ومنزهة في ترشيحاتها للمرأة في الانتخابات القادمة.. كما تتوقع أن يكون أداء المرأة في ظل الكوتة أكثر فاعلية عن ذي قبل لأنها ستتقدم بدعاية انتخابية علي مستوي المحافظة بأكملها لتحصل علي مقعد الكوتة وهذا سيجعلها تقدر قيمة هذا المقعد البرلماني الصعب وتحاول جاهدة أن تعطيه حقه. ومن جانبنا لابد أن نتذكر أنه خلال الخمسين عاما الماضية هو عمر المرأة في البرلمان لم تجلس المرأة إلا علي126 مقعدا فقط, منهن22 مقعدا جلسن عليها نائبات بالتعيين والباقي بالانتخاب.. ومن هنا نقدر ما خصص لها من مقاعد من خلال الكوتة ونتمني أن يكون الفيصل في أدائهن هو الكيف وليس الكم!