ترفض الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية الاعتراف بفكرة "العنوسة" مؤكدة أن هذه الفكرة لا تتفق مع عصرنا الحالي. حيث تخرج الفتاة للتعليم والعمل بعكس الفتاة في الأجيال السابقة عندما كانت تنتظر من يدق بابها وتضطر إلي اختلاق حيل وأسباب للخروج من المنزل. وكلما أعربت عن رغبتها في الخروج لشراء بعض احتياجاتها يكون رد الأم غالباً: "انتظري لما يجي لك عدلك".. لكن الآن المعروض أكثر من المطلوب واختيار الزوج أصبح متغيراً. وليس ثابتاً.. البنات تريد أن تبدأ من حيث انتهي الآخرون ومن خلفها الأهل والأسرة. فقد انقضي الزمن الجميل إلي غير رجعة. عندما كانت الفتاة تحتاج إلي من يحبها ويضمها ويحتويها. وعندما كان الشاب يبذل قصاري جهده ويصل الليل بالنهار لكي يتخرج في الجامعة ويحمل مؤهلاً عالياً. فقد أصبح السؤال الآن عن إمكانيات شريك العمر المادية وعن ماركة سيارته.. باختصار ثلاشت الأساسيات وتراجعت المشاعر وطغت الماديات وأصبحنا نلهث وراء مظاهر مزيفة في ظل تراجع قيمة العلم والتعليم.. باختصار العنوسة مش موجودة ولكننا نصطنعها..! وتري الدكتورة "إنشاد" أننا ندفن رءوسنا في الرمال ولا نستطيع التعامل مع الواقع ونتجاهل تعاليم الأديان السماوية. وعندما نطبقها يبالغ البعض في التطبيق بشكل يؤدي إلي تفاقم فكرة العنوسة وليس حلها. ومثال ذلك الأفراح الإسلامية حيث يتم تخصيص قاعة للسيدات والعروس. وأخري للرجال والعريس. فكيف يتم التعارف إذن. لقد كانت الأفراح في الماضي فرصة مواتية لاختيار شريك العمر. ولكن مثل هذا النوع من الأفراح يؤكد أننا نفتقد إلي الآليات التي نستطيع من خلالها مواجهة "الثالوث المرعب" "العنوسة - الزواج العرفي - الطلاق" فقد أدي غياب الرقابة الأسرية إضافة إلي تراجع الثوابت الأسرية وتهميش العلاقات العائلية إلي سيطرة التقنيات الحديثة علي مقدرات شبابنا وفتياتنا وساهمت الفضائيات والنت والموبايل في تفشي ظاهرة "الزواج العرفي" والتحرش الجنسي. ومثل هذا الزواج "مأساة" بكل ما تحمله الكلمة من معان. مما يؤدي بالتالي إلي تفاقم مشكلة الطلاق. فلم يعد الشباب يفرق بين الزواج والطلاق ومتي يجب أن يتزوج ومتي يضطر إلي قرار الطلاق لأن منظومة الزواج القائمة علي الاستقرار والمودة والتعاون قد اهتزت بشدة أمامهم. ولكن ما الحل يا دكتورة.. كيف نتصدي لتلك الظواهر السلبية؟ بصراحة أنا متشائمة. فالمناخ العام لن يصلح ما أفسده الدهر..!