والحقيقة ان هذه الصناعة الوطنية الرائعة أبلت بلاءً حسنا في ظروف اقتصاد عالمي شرس وحقوق ملكية فكرية أوشكت علي أن تسلب الصناعات الدوائية في الدول النامية حقها في تقديم علاج رخيص للفقراء. ومن ثم أجدني اليوم مهتماً بإبراز جانب مهم في الصناعات الدوائية المصرية وهو تحديثها لتستطيع المنافسة والاستمرار. د.حاتم الجبلي وزير الصحة كان له الفضل في الإصرار علي تطوير مصانع القطاع العام التي تنتج الدواء والحرص علي معاملها ونظافتها والعناية بجودة التغليف وإحكام الرقابة علي المادة الفعالة وغيرها من مكونات الدواء والدكتور كمال صبرة. استقدم د.الجبلي خبيرا مصريا في علوم الصيدلة من أيرلندا لتحسين خطوط الإنتاج بالشركات المصرية ووضعها في مرتبة واحدة مع كبري الدول المصدرة للدواء. انني انتهز فرصة عيد الصحة والدواء لأحيي د.حاتم الجبلي وزير الصحة علي الكثير مما قدمه لتحسين الأحوال الصحية للمصريين.. لقد زاد عدد الوحدات الصحية في محافظات مصر إلي حد كبير وهناك خطة للوصول بها إلي الضعف.. حيث وصلت القوافل الطبية خلال 2009 إلي 1410 قوافل عالجت 3.5 مليون مواطن وتم انشاء 70 مستشفي عاما ومركزيا وانشاء وتطوير 1800 وحدة صحية خلال الخمسة أعوام الماضية ومازال معدل الانجاز مستمرا لاتمام ما تعهد به البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس.. بالاضافة إلي تحقيق 28% انخفاضا في معدل وفيات الأطفال الرضع أقل من عام خلال خمسة أعوام واستمرار مصر خالية من شلل الأطفال. غير أن أشد ما يثير إعجابي في وزير الصحة انه رسم سياسة لتخفيض أسعار الأدوية في وقت ترتفع فيه أسعار كل شيء.. وزير الصحة يعلن كل شهرين أو ثلاثة عن خفض 40 دواء أو 50 دواء وذلك وسط أزمة مالية عاتية ترفع أسعار الخامات بشكل مبالغ فيه.. اصرار الوزير علي خفض أسعار الأدوية لم يكن ليتحقق إلا بسياسة اقتصادية وعلمية وفرت المواد الخام وحسنت ظروف الانتاج وضاعفته وبالتالي تمكن الوزير من خفض الأسعار وهناك خطة جديدة لزيادة عدد الأدوية التي يتم تخفيضها. لا أحد ينكر تحسن الخدمات الصحية في المحافظات وحصول الأطباء علي أجور مرتفعة نسبيا جعلت الطبيب يقضي وقتا أطول في الوحدات ويهتم بمرضاه.. ليس سرا ان جزءا كبيرا من اكتساح الحزب الوطني للانتخابات الأخيرة يعود الي تحسن الخدمات المقدمة للمواطنين مثل مياه الشرب والصرف الصحي والخدمات الطبية.. هناك فارق كبير بين المستشفيات العامة قبل 2005 وبعدها.. علي سبيل المثال مستشفي الأورام العالمي بالأقصر الذي افتتحه الرئيس مبارك مؤخرا دليل أكيد علي ان الاهتمام بالصعيد والمحافظات النائية لا يقتصر علي وحدات وأطباء بل يصل الأمر الي مستشفيات عالمية.. علي أية حال. لا يمكن أن نحتفل بعيد الصحة والدواء دون أن نذكر لوزير الصحة انه كان أول من نبه لخطورة مرض أنفلونزا الخنازير وقبلها أنفلونزا الطيور وهو الذي قاد حملة توعية واسعة ضد الوباءين لدرجة ان البعض حاول التقليل من خطرهما وذهب آخرون الي التنبؤ بانتهائهما لكن ها هو المرض يطل برأسه مرة أخري ويحصد أرواحا مما يؤكد ان الوزير كان علي حق بأنه سيعود مرة أخري. ويذكر للدولة انها وفرت ¢التاميفلو¢ بكميات وبصلاحية ممتدة ولم تتهاون في صحة المرضي كما دعمت المستشفيات بمخزون كاف ودربت الأطباء ورفعت وعي الجمهور. لكن المشكلة في مصر دائما اننا ننسي الخطر عندما يزول وننسي أصحاب الفضل في محاصرته ونتذكر فقط عندما يطل برأسه من جديد. كل عام وشركات الدواء المصرية بخير وليستمر وزير الصحة في دعمه المستمر لها وتشجيع الأبحاث العلمية التي ستضمن لمصر الريادة والتفوق في الأسواق العربية والافريقية كما تحافظ علي الأسعار حماية لمحدودي الدخل.