وبعضها يعلن بشكل صريح عدم التزامه بقرار الوزير وتطلب دفع مبلغ تحت الحساب أولاً، بينما رفعت المجالس الطبية يدها رافضة إصدار قرارات علاج لحالات الحوادث الطارئة، بينما هنالك مستشفيات تلتزم بتعليمات الوزير كمستشفى الهلال الأحمر التى تستقبل عشرات الحالات يومياً التى تصاب فى حوادث سواء فى القاهرة أو محافظات أخرى بل وتجرى لهم الجراحات المطلوبة مهما كانت تكلفتها. استمعنا لحكايات المصابين فى مستشفى الهلال، فأجمعوا على رفض المستشفيات الخاصة لهم، وتهرب الحكومية كذلك منهم سواء بإعلان عدم وجود إمكانات أو عدم توافر مكان، رغم أن بعضهم كان بين الموت والحياة ! فى البداية يحكى بسيونى رمضان بسيونى تفاصيل الحادث الذى وقع له على طريق الواحات، حيث اصطدمت الشاحنة التى يقودها بلودر ضخم فى موقع العمل، فأصيب بكسور متفرقة بأنحاء جسده بالإضافة لنزيف داخلى ورضوض شديدة، فتم نقله لمستشفى 6 أكتوبر المركزى الذى لم يكن مجهزا على الإطلاق ولا توجد به ادنى استعدادات لاستقبال الحالة، ليتجه به زملاؤه إلى مستشفى آخر رفض استقباله إلا بعد دفع مبلغ كبير، فذهب إلى مستشفى الهلال بالقاهرة وهو بين الحياة والموت لتجرى له ست عمليات. لا توجد أماكن ويضيف رأفت على محمد ��" فنى تبريد - أنه تعرض لحادث كبير، حيث صدمته سيارة فوق كوبرى القبة وهو على الموتوسيكل الخاص به ليفقد الوعى تماماً، ويحكى له الذين أنقذوه أنهم حاولوا نقله لأكثر من مستشفى لكنهم رفضوا جميعا استقبال الحالة بحجة عدم وجود أماكن، كما طلبت بعض المستشفيات مبلغاً تحت الحساب يصل لألفى جنيه، فى الوقت الذى كان لايزال ينزف حتى كاد يفقد حياته، ليتجه به الناس لمستشفى الهلال الذى قام أطباؤه بإيقاف النزيف والبدء فى علاج تفتت عظام الساق الذى نتج عن الحادث، ثم قامت إدارة المستشفى بإبلاغ أهله الذين حضروا ودفعوا ما استطاعوا ليتكفل المستشفى بباقى تكاليف العلاج، ويقوم كل يوم بإجراء عملية لإعادة تجميع عظام الساق. ويضيف عبدالجواد إبراهيم موظف بشركة مياه القاهرة الكبرى أنه تعرض لحادث سيارة بشبرا الخيمة بجوار كلية الزراعة، نتج عنه كسر مضاعف بالقدم اليسرى، وتم نقله لمستشفى الهلال الأحمر برمسيس حيث أجريت له جراحة لتركيب شريحة ذاتية الغلق أسفل عظمة الفخذ، ويحتاج لجلسات علاج طبيعى مكثفة حتى يستطيع الوقوف على قدمه مرة أخرى. من أسوان للقاهرة ويقول عابدين مصطفى ان سيارة مسرعة صدمت ابنه حسام بمنطقة كوم أمبو بأسوان، فنقله إلى مستشفى أسوان العام حيث تم إسعافه، ولكن الطبيب المعالج أكد على ضرورة نقله للقاهرة لوجود كسور شديدة بالساق اليسرى بالإضافة إلى قطع بطول الساق ولا توجد إمكانات مناسبة لهذه الحالة فى أسوان، فسافر به للقاهرة لترفض كافة المستشفيات استقباله عندما يعرفون أنه من أسوان ويطالبونه بدفع مبالغ باهظة تحت الحساب، فأشار عليه أحد الأطباء الذى تعاطف مع حالته أن يذهب لمستشفى الهلال الذى بدأ مع ابنه فى مشوار العلاج وبأقل تكاليف، ويطالب بتوفير ميزانية خاصة لحالات الحوادث والطوارئ بكل مستشفى حتى يمكن إنقاذ هؤلاء المصابين. وتعرض أحمد عبدالنبى شعبان لحادث سيارة مروع حيث صدمته وهو فى طريقه إلى المدرسة بالمنوفية، ونتج عنه كسر مفتوح بالساق اليمنى وكسر مغلق بالفخذ وتم تثبيت العظام بمسمار نخاعى تشابكى للساق والفخذ، بالإضافة للعديد من الخدوش والكدمات، ولكن مستشفيات المنوفية كانت عاجزة أمام الحالة، فاتجه أهله للقاهرة ليصطدم برفض المستشفيات الخاصة استقباله إلا بعد دفع تكاليف العلاج أولا، وعندما طالب أحد أقاربه بتنفيذ تعليمات الوزير باستقبال حالات الحوادث الطارئة رد عليه المسئول ببرود "لا توجد أماكن لدينا بالمستشفى"!! وأصيبت حكمت إبراهيم فى حادث سيارة نتج عنه قطع بالعمود الفقرى وتم نقلها لمستشفى هليوبوليس وقام أقاربها بدفع ثمانية آلاف جنيه لتدخل العناية المركزة فقط دون إجراء أى تدخل جراحي، وعندما شعرت إدارة المستشفى بعدم قدرتها على سداد تكاليف العلاج قاموا بطردها رغم إصابتها بالشلل، خاصة بعد رفض المجالس الطبية إصدار قرار بعلاجها على نفقة الدولة، فقام أهلها بإدخالها لمستشفى الهلال الأحمر بين الحياة والموت لتبدأ رحلة علاجها. الدكتور يسرى رجب مستشار رئيس الأمانة العامة والمشرف العام على مستشفى الهلال الأحمر من موقعه يطلق نداء لكافة المستشفيات بقبول حالات الحوادث والطوارئ حيث تعد حالات إنسانية من الدرجة الأولى، مؤكداً على وجود بعض المستشفيات الخاصة والحكومية ترفض قبول تلك الحالات وتكون النتيجة إما وفاة الحالة لعدم إنقاذها أو تكدس مستشفى معين بهذه الحالات. وأكد أن باب مستشفى الهلال مفتوح لهذه الحالات طوال ال 24 ساعة حيث يتم إسعافها وعلاجها حتى لو لم يملك المصاب مليماً واحداً، ويظل فى المستشفى حتى تستعيد الحالة عافيتها، ولكن يجب تضافر جهود كافة المستشفيات لرعاية هذه الحالات، فالمستشفى يتلقى حالات من خارج القاهرة ومن أماكن بعيدة وأغلبهم من محدودى الدخل، ولا يمكن أن نرفض حالة واحدة