لما جاء ملء الزمان وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك الي مدينة من الجليل اسمها ناصرة الي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم لو1: 38026 هكذا وردت هذه العبارة في كلام القديس بولس الرسول عن ميلاد السيد المسيح له المجد وتجسده وهي عبارة تشير الي دور الزمن وأهمية الوقت حيث تتحقق فيه الأحداث وفي كلامنا عن الزمن والوقت نتأمل في أربعة أمور: * الأمر الأول: عمل الله في الوقت. ان أول من عمل حسابا الوقت وأظهر أهميته وفاعليته هو الله عندما خلق الكون. إذ خلقه في ستة أيام واستراح في اليوم السابع وورد في سفر التكوين ما يبين النظر الي اهمية الوقت اذ يقول الوحي الإلهي: "وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين" وهنا كان الأساس هو قرب الوقت وفي مثل الابن الضال يقول: أقوم الآن وأذهب الي بيت أبي" أي انه مجرد ان قرر لم يتأخر ولو تأخر لضاعت الفرصة من أمامه وفي مثل الشاب الغني الذي لقبه الكتاب المقدس بصوت الله بأنه غبي كان هذا الغباء هو عدم تقدير للوقت أو معرفة حسابه بصورة صحيحة إذ عندما أخصبت كورته خاطب نفسه بقوله "وأقول لنفسي يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة فسمع صوتا من الرب يقول له "يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك منك" لو12: .20 * الأمر الثاني: الذين فقدوا الوقت صاروا خاسرين ان الذين لم يعملوا حسابا للوقت وأهملوا سقطوا ولم ينفعهم الندم حيث يقال ان عقارب الساعة لا ترجع الي الوراء فهؤلاء قوم أبونا نوح كان أمامهم زمن يتوبون فيه وهو مدة بناء الفلك ومناداة نوح لهم في هذه الفترة ولكنهم أهملوه واستهانوا ولم ينتفعوا بالوقت فأمسوا خاسرين إذ أغرقهم الطوفان والخسارة الكبري انهم ماتوا في خطاياهم ومضوا الي الهلاك الأبدي. * الأمر الثالث الذين عملوا فيه صاروا مستفيدين. أما الذين نظروا الي الوقت وقدروا قيمته وانه فرصة للخلاص استفادوا فائدة أبدية وليست مجرد فائدة مؤقتة وأبرز من استفادوا من الوقت هو اللص اليمين الذي قال للسيد المسيح علي عود الصليب اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك فأنقذه الرب من الموت الأبدي وأعطاه الفرصة الفريدة في أن يكون مع المسيح في الفردوس وكثير من الآباء الشهداء الذين أسرعوا الي الموت والاستشهاد لينالوا أكليل الشهادة. ويستفيد من الوقت أيضا التائبون الذين لا يتأخرون في التوبة والذهاب الي آباء اعترافهم والتقدم للأسرار المقدسة حتي لا يباغتهم الموت. ہ الأمر الرابع: وبكمال الوقت صرنا فرحين مخلصين وهذا ما عبر عنه الكتاب المقدس بقوله ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس غلا: 4 : .4كم كان الزمن الذي قضته البشرية قبل ميلاد المسيح كئيبا تألمت فيه البشرية وتعلق الأبرار في هذه الأجيال بالرجاء في مجيء السيد المسيح وملء الزمان وكمال الوقت من كل جانب