.. قطاع الإسكان هو الأسد الرابح فى غابة البورصة الرهيبة لاحتفاظه للاسبوع الثانى على التوالى بقوته وأسعاره المرتفعة بينما استراح قطاع الاسكان استراحة الفرسان الأشداء وهبطت أسعاره رويدا رويدا خلال الجلسة ليشارك فى حفلة (الدم) على شاشة البورصة. قضية هذا الاسبوع من الطرائف والعجائب لأنها تؤكد اننا نشارك فى المآتم بكل قوة بينما نعطى ظهورنا لحفلات الزفاف برغم اننا شركاء فى هذا الاحتفال وهذا ما تؤكده القضية الطريفة لأن طرفيها البورصة الامريكية المتوحشة والمصرية المغلوبة على أمرها.. فعندما ظهرت بوادرة الازمة الاقتصادية والمالية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب قضية الرهن العقارى كان مؤشر داو جونز للبورصة الامريكية حوالى 12 ألف نقطة ليتراجع هذا المؤشر بكل قوة ليصل إلى سبعة آلاف نقطة بينما كان مؤشر كيسى 30 للبورصة المصرية قد بلغ ايضا 12 ألف نقطة خلال عام 2008 ليتراجع هو الآخر إلى 7 آلاف نقطة.. حتى انقشعت الأزمة الاقتصادية فى أمريكا بشكل ملحوظ ليبلغ المؤشر حاليا 11 ألفا و435 نقطة فى حين توقفت المصرية عند 6922 نقطة فقط أى أن اصحاب الازمة انتعشوا وعادوا إلى المربع رقم 1 ونحن الذين حضرنا الزفة مازلنا فى القاع رغم انه لا علاقة لنا بأزمة الرهن العقارى الامريكى التى نشبت عام 2008 إلا اننا نملك قلبا عاطفيا ونلطم الخدود على ان مؤشر العام سام تراجع دون مشاركتنا فى احزان شرطى العالم الجميل. يبدو أن المستثمرين اكتفوا بطبق عاشوراء اللذيذ والفرجة داخل مقصورة البورصة. سلامة عبدالعزيز (مستثمر فى البورصة) يقول: إن معظم المستثمرين كان اقبالهم ضعيفا فى يوم عاشوراء رغم انهم اتجهوا إلى الشراء نسبيا إلا ان حركة التعاملات كانت محدودة جدا. أضاف: شيء طبيعى ان يحدث تبادل للادوار بين المستثمرين المصريين والاجانب حيث كان الاجانب مشترين خلال جلسات الاسبوع واصبحوا فى جلسة الخميس بائعين لجنى الارباح. إبراهيم منتصر (مستثمر فى البورصة) يقول: إنه من الطبيعى جدا ان ترتفع البورصة وتهبط لأننا من الصعب ان نثبت حركة الارتفاع بصفة مستمرة لأن لو حدث ذلك لوضع كل الشعب امواله حتى لو كانت ضئيلة فى محفظة البورصة. قال: قضية الانسحاب من الاستثمار فى البورصة صعبة على المستثمرين الذين يملكون محافظ اوراق مالية كبيرة وحققت ايضا خسائر كبيرة لأن الغرض فى النهاية هو رد هذه الخسائر بتنويع محفظة الأسهم. الإسكان المستأسد ياسر سعد طلبة (رئيس شركة الأقصر والخبير المعروف فى البورصة) يقول إن قطاع الإسكان هو المستأسد الوحيد داخل غابة البورصة رغم أن الشاشة حمراء حيث خسر مؤشر إيه جى إكس 30 حوالى 20 نقطة حتى منتصف جلسة الخميس. .. أضاف: يباع سهم المتحدة للإسكان بسعر 654 قرشا مقابل 633 قرشا والشمس للإسكان 606 قروش مقابل 583 قرشا وسجل سهم طلعت مصطفى 813 قرشا. أضاف ان قطاع البنوك نجم التعاملات على مدار جلسات الاسبوع الماضى ماعدا جلسة الخميس.. حيث أخذ استراحة من المعارك وتراجعت اسعاره داخل المقصورة بشكل كبير. قال إن سهم البنك التجارى الدولى سجل 46,2 جنيه مقابل 46,40 جنيه والبنك الوطنى للتنمية 607 قروش مقابل 614 قرشا وبنك البركة 12,42 جنيه مقابل 12,42 جنيه. ورحب طلبة بطرح شرائح من شركات البترول المصرية خصوصا ان وزير البترول سامح فهمى حفز الشركات للاتجاه لطرح شريحة من الأسهم داخل البورصة. قال إن عرض مثل هذه الشركات يجب أن يتم بشفافية مطلقة حيث يتم الاعلان عن ميزانيات هذه الشركات دون تذويق وان تكون الحقائق كاملة لأن قطاع البترول من القطاعات الجاذبة للمستثمرين. أرجع عدم صعود المؤشرات إلى سابق عهدها إلى عدد من الاحداث الخارجية والداخلية مثل مشاكل شركة أوراسكوم تيليكوم مع الجزائر بسبب رخصة جيزى وقضية طلعت مصطفى ابتداء من محاكمة المحاسب هشام طلعت مصطفى رئيس الشركة السابق فى قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم إلى الحكم ببطلان عقد مدينتى وما واكبه من تداعيات بالغة الخطورة على قطاع الاسكان بالبورصة. احمد ابراهيم (الخبير بالبورصة) يقول إن كل الشركات عانت داخل المقصورة خلال جلسة الخميس ولم يعد هناك كبير او صغير.. الكل ذاق الأمرين. قال: تراجع سهم اوراسكوم تيليكوم يسجل 434 قرشا مقابل 435 قرشا والمصرية للاتصالات 17,69 جنيه مقابل 17,67 جنيه وحديد عز 18,56 جنيه مقابل 18,88 جنيه وهيرمس القابضة 32,91 جنيه مقابل 33,16 جنيه وموبينيل 165,25 جنيه مقابل 166,18 جنيه.