** عاد ضيوف الرحمن إلي أوطانهم بعد انتهاء موسم الحج الذي شهد ازدحاما كبيرا هذا العام حتي أن البعض قدر عدد الحجاج بأكثر من 5 ملايين. للأسف الشديد كل حجاج الدنيا يذهبون ويعودون سعداء ويجدون تسهيلات من الحملات والبعثات التي تنظمها دولهم , بينما أغلب الحجاج المصريين لم يجدوا ما تم الاتفاق عليه سواء من شركات السياحة أو من الجمعيات وأيضا من حج القرعة حتي أن هناك من يخجل من مشاهد الحجيج وقد افترشوا الأرض سواء في مطار جدة أو علي الموانيء بالنسبة لحجاج البحر. نعلم جميعا أن الحج مشقة ولكن هناك فرقا كبيرا بين المشقة وإهدار الكرامة حيث إن الأماكن المحجوزة لحجاجنا تكون بعيدة جدا عن الحرم خاصة في مكة فلا يتمكن كبار السن من أداء الصلوات الخمس في الكعبة, لأن المشوار مثلا من منطقة العزيزية حتي المسجد الحرام يحتاج لساعة في الذهاب ومثلها في الإياب وقد يزيد الوقت في الزحام. وتحاول البعثات المصرية (من قرعة وسياحة وجمعيات) بقدر استطاعتها خدمة الحجيج ولكن للأمانة فإن التخطيط من البداية لا يكون سليما والحجز للسكن ولوسائل الانتقال في الغالب لا يكون مؤكدًا فيكتشف الحجاج بعد وصولهم هناك أن أماكن الإقامة تغيرت ولا توجد مواصلات ونادرًا ما لا يجدون الشخص المرافق للبعثة أو المسئول عنها ولا يدرون لمن يشكو.. ورغم أن السلطات السعودية لا تدخر جهدًا لخدمة ضيوف الرحمن إلا أن تعاملها (بالذات) مع المصريين يحتاج إلي إعادة نظر, ولا ندري لماذا لا يتم معاملتهم كالماليزيين أوالأندونيسيين أو أبناء دول مجلس التعاون الخليجي... لماذا الحاج المصري يعامل بجفاء خاصة في المطارات والموانيء السعودية ؟ لا ننكر بالط ويقول عدد كبير من الحجاج الذين أرسلوا إلينا بالشكوى أو تحدثوا بالتليفون من الأراضى الحجازية أو بعد عودتهم إنه حفاظا علي سمعة مصر وضمان أداء حجاج القرعة للمناسك بصورة سليمة، فالمطلوب مرافقة مشرفين من ذوي العلم والخبرة ولديهم دراية كاملة بالأحكام الشرعية وأماكن المناسك وأيضا بعلم الإدارة والقيادة ولا يتم اختيارهم للسفر كمجرد مكافأة أو مجاملة , وأن تكون هناك مرافقات من السيدات المؤهلات حتي تقوم علي خدمة «الحاجات» لأن الرجال لا يرافقون السيدات في أماكن الإقامة لذلك لابد أن تكون هناك امرأة واعية ومتفهمة وفقيهة تساعد النساء وترشدهن. ومن الملاحظ أيضا أنه أحيانا يتم تسفيرسائقين لا يكونون علي دراية بالطرق ولا بالأماكن المقدسة ولا أين توجد المزدلفة ولا المشعر الحرام بعد النفرة من عرفات. كذلك يشكو الحجاج من تكديسهم في مخيمات مني وعرفات مما يجعل الوضع غير آدمي ويزيد من المعاناة ويؤثر علي كرامة المصريين. ويطالبون أيضا بالتنسيق المسبق مع السلطات السعودية لوضع العلم المصري للبعثة في مكان ظاهر ليصل إليه الحجاج بسهولة ويسر ويكون أيضا لائقًا بمصر ومكانتها خاصة أن أكبر عدد من الحجاج كل عام يكون من المصريين وحرام أن يستمر الوضع كما هو، فهل يتم علاج هذه السلبيات في الأعوام القادمة ؟ يتقبل الله من كل من رجع من الأراضي المقدسة وحج مبرور وذنب مغفور وبعودة. تغيير أم تعديل ** استقبال الرئيس مبارك منذ أيام للدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات ووضع وزراء أياديهم علي قلوبهم، خوفا أن تكون المقابلة لاختياره رئيسا للوزراء أو وزيرا للاستثمار حيث رشحته الشائعات ليخلف الدكتور محمود محيي الدين الذي ترك الوزارة ليصبح مدير البنك الدولي مع أن الوزارة أقل من قدرات المحافظ. تنبأ البعض بإجراء تغيير شامل في الحكومة بمن فيها رئيسها بينما يتوقع آخرون أن يتم تعديل محدود في الوزارة يتبعه تغيير عدد من المحافظين بعد انتهاء مؤتمر الحزب الوطني، فماذا ستكشف عنه الأيام؟