شعرت باحترام بالغ وتقدير كبير للأستاذ علاء مبارك عندما استمعت إلي كلمته الرصينة وهو يتحدث بأدب جم وتواضع كريم في حفل تكريم حفظة القرآن الكريم ممن فازوا في المسابقة القرآنية التي أقامها سيادته باسم ولده الراحل محمد علاء مبارك أسكنه الله عالي الجنان مع الصديقين والشهداء والأبرار. والتي نظمتها المؤسسة الخيرية التي أقامها باسم نجله الراحل "مؤسسة محمد علاء مبارك الخيرية" وجعل من مهامها تشجيع حفظ القرآن الكريم وإجادة تلاوته. وفقاً لقواعد القراءات الصحيحة المتواترة. وسعدت كثيراً عندما شاهدت بعض الفائزين من الأطفال بنين وبنات وهم يتلون كتاب الله. بحفظ جيد وتلاوة صحيحة. ثم وهم يرددون اخلص آيات الدعاء بالرحمة للفقيد الغالي محمد علاء مبارك والصبر لوالده الكريم علاء مبارك. والسيدة المحترمة زوجته اللذين ظهرا معاً في حفل التكريم وأنوار الإيمان بقضاء الله وقدره تشع من وجهيهما. ثم تلك المسحة الجميلة من الصبر والاحتساب التي بدت في أقوالهما وتصرفاتهما وأفعالهما مع التلاميذ الأبرياء الفائزين في مسابقة مؤسسة المرحوم محمد علاء مبارك الخيرية وبحضور العالم الجليل فضيلة الأستاذ الكبير الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف وقد شدني في كلمة الأستاذ علاء مبارك ما كشفت عنه من ثقافة إسلامية رشيدة وصحيحة يتميز بها وتظهر في كل عبارة من الكلمة الجميلة المعبرة التي ألقاها بلغة عربية صحيحة. ولهجة خطابية هادئة ورصينة. ثم ذلك النطق الصحيح لآيات القرآن الكريم التي استشهد بها. حتي جاءت تلك الكلمة متكاملة متناسقة معبرة عن صدقه وإخلاصه وقوة إيمانه بربه وخالقه سبحانه. وقد تصرف الأستاذ علاء مبارك في تعامله مع قدر الله حين ابتلي بفقد ولده العزيز علي نفسه. والحبيب إلي قلبه تصرف المؤمن المحتسب الصابر الذي تقبل هذا القضاء بإيمان صادق واحتساب بالغ. فلم يجزع. ولم يقل ما يغضب ربه. بل كان رائده فيما حدث له قول النبي - صلي الله عليه وسلم - عندما ابتلي بفقد ولده إبراهيم وكان عزيزاً عليه وحبيباً إلي نفسه "ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. فلم يخرج تعامله مع قدر الله به عن الاقتداء بتلك السنة النبوية الكريمة التي وصف القرآن الكريم أصحابها بقول الله تعالي: "وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. وأولئك هم المهتدون". وما أظن الأستاذ علاء مبارك والسيدة الكريمة زوجته الا من هؤلاء المهتدين. ومن الأمور التي توافق صحيح الإسلام فيما صنعه من الأفعال الجميلة للتعامل القويم مع قدر الله. انه قد ترجم حبه لولده الراحل وحزنه عليه إلي عمل إسلامي سوف يظل مثمراً بالخير والعطاء إلي أن يرث الله الأرض وما عليها. فلم يؤثر الانزواء أو التفرغ لممارسة شئون الحزن علي ولده والتفكير فيه. بل ترجم حبه له إلي مشروعات مثمرة بالخير للدين والدنيا. وسوف يظل ثوابها قائماً ليشمل الفقيد الغالي ووالديه وأسرته بثواب الله. وكان اختياره للقرآن الكريم حفظاً وتجويداً ضمن الاغراض الخيرية التي تضطلع بها مؤسسة محمد علاء مبارك لفتة حضارية تدل علي عقل راجح وإيمان صحيح. وهدي قويم. انني أقدر هذا الرجل المتحضر المؤمن الصابر المحتسب. وأحييه وأدعو الله ان يتقبل ما يفعله بقبول حسن وان يجزيه علي ما ابتلاه به خير الجزاء.