علي الرغم من إلقاء الحرب الباردة لمدافعها.. وبدء تفاهم عالمي بين الولاياتالمتحدة القوة الأعظم وروسيا الاتحادية.. زعيمة ما تبقي من الستار الحديدي حول معالجة آثار الحرب العالمية الثانية.. وما تبعها من سبق للتسلح والابتكار النووي والكيماوي.. والرغبة في تحجيم التجارب النووية ومخزن السلاح النووي في ترسانة شملت الأرض والبحر والفضاء الخارجي.. إلا أن الأممالمتحدة ومؤسساتها والاتفاقيات التي تعلن عن ابرامها.. لاتزال تعكس انغماس البيئة العالمية.. في مخلفات الأسلحة وترف الدمار المستخدمة من الحلفاء والمحور خلال الحرب العالمية الثانية.. وفي الوسط بالطبع التفجير النووي فوق هيروشيما ونجازاكي "لأنه يعد البداية التي فتحت الباب لشر مستطير.. مهما حاول العالم التجمل واعلانات ابتكارات عن استخدام تلك النواة التي لاتري بالعين المجردة.. في خدمة البشرية.. بدءا من توليد الكهرباء وليس انتهاء بعلاج السرطان".. أولا لأن الحروب والصراعات مازالت مستمرة.. وتتدخل فيها نفس الأيدي التي حاربت الانسانية وآمالها في القرن الماضي.. سواء سرا أو بوضوح ولاتزال العديد من الدول الوسطي تبحث لها عن مكانة في حديقة "فزاعة" الكون بإجراء التجارب لانتاج القنبلة النووية.. بعضها نجح في ذلك مثل اسرائيل وكوريا الشمالية وقبلهما الهند وباكستان والان تحاول ايران عن طريق لعبة اليورانيوم المخصب.. داخل مفاعلاتها.. أو بالحصول عليه من الخارج كشرط للتخلي عن حلمها النووي.. ومع تنبه الأسرة العالمية "علي مستوي القاعدة" لهذا الشر المستطير.. وادراج مواجهته في إعلان أهداف الألفية الثالثة.. نجدها تعلن عن يوم عالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية يتمني المرء إذا كان مقتنعا بالسلام وحمايته.. أن يمتد لشهور وأعوام.. ليحمي الآثار التي ألصقتها هوليوود في نفوس البشر.. تحسن وتجمل من صورة معارك الحرب العالمية الثانية ودحر النازية وحلفائها الإيطاليين واليابانيين.. وتركز علي مناخ النبل الانساني.. الذي اعتمده جنود الحلفاء المنتصرين وبالأخص "الأمريكان" لازاحة هذا الكابوس عن العالم.. وتناسوا أن "السوس" مازال تحت الضروس!! وان وقائع هذه الحرب الطاحنة..ثم ما تلاها من حروب.. أصابت بيئة الانسان بأضرار بالغة.. حيث أتلفت نظم الحياة.. والموارد الطبيعية..وضاعفت حدة التلوث.. وغرست الألغام محل الأشجار.. وأتت بالتصحر.. وثقب الأوزون.. ويتصدر هذا الخطر اليورانيوم المستنفذ أو المنضب.. ولابد من معالجة واقعية تعيد المخ الانساني إلي صواب تفكيره.. وتخرجه أولا من هذا الابهار الهوليوودي.. حتي يستطيع المشاركة في انقاذ أخيه الانسان من المخاطر وتهيئة المناخ الطبيعي الصالح للحياة. اليورانيوم المخصب متصدر الخطر.. عبارة عن ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم في المفاعلات النووية.. ويقابله من الناحية الكيمائية اليورانيوم الطبيعي.. وعندما يتم استخراج وفصل النظير "اليورانيوم 235" يتبقي اليورانيوم 238 غير القابل للانشطار النووي.. حيث لا يمكن أن تصنع منه القنابل النووية ولكنه يستخدم في تصنيع رؤوس قذائف الدبابات ويزن المتر المكعب منه حوالي 19 طنا أي ما يعادل 7,1 مرة ضعف الرصاص.. وتكمن خطورته في تدمير البيئة والحياة الانسانية.. ويحول هذه المناطق إلي غير صالحة للحياة.. ويقدر العلماء متوسط حياته ب40 مليار سنة.. ويتوقعون مساحات شاسعة من الأراضي في البلقان والكويت والعراق ملوثة به. ويري العلماء أن العراق أرض محروقة بالسموم المختلفة منذ عام ..1991 ويعتبرون اليورانيوم المخصب وراء تزايد الاصابة بالسرطان.. خاصة في الجنوب.. بالإضافة إلي انبعاثات المصانع غير المراقبة ومياه المجاري غير المعالجة والملوثات التي تصب في نهري دجلة والفرات..وقلصت من خصوبة الأهوار لتدخل حيز الجفاف.. بل تلوث النهرين قد وصل إلي مناطق أبعد في الخليج العربي أثرت علي الحياة البحرية.. بالاضافة إلي ما سببته حرب الخليج الأولي من تأثير بيئي هو الأسوأ من خلال النظام العراقي في تلك الفترة 11 مليون برميل من النفط "فبراير مايو1991" تسببت في تلويث 800 ميل من الشواطيء السعودية والكويتية.. وإشعال نصف ابار الكويت.. بل أن الولاياتالمتحدة مسئولة أيضا عن تخريب البيئة في الخليج.. بإغراقها 80 سفينة تنقل النفط العراقي الخام.. مما أدي للقضاء علي كميات غير معلومة من الأحياء المائية والطيور والكائنات البحرية.. بالإضافة لضربها أهدافا عراقية بمخلفات اليورانيوم المخصب.. بأكثر من 971 قنبلة وصاروخا مشعا.. وظهرت تأثيرات هذا القصف بعد انتهاء الحرب وتمثلت في انتشار الغاز من حقول البترول.. والعواصف الترابية التي ساعدت علي التصحر.. وبدأت السلطات العراقية المواجهة بحملة تشجير وسط وجنوب العراق.. إنها إذن حرب ما بعد الحرب.. كما تقول منظمة أصدقاء الأرض الدولية.. حيث خلفت طبقة سامة علي سطح مياه الخليج أثرت علي صحة الطيور والحيوانات البحرية لفترة طويلة.. كما أسهم تلوث دجلة والفرات في جفاف 90% من مناطق الأهوار وتدمير خصوبتها.. وأدي تحرك العجلات العسكرية إلي إزالة التربة في الصحراء.. وعريتها.. بل وأثرت علي انتاج وإمدادات الطاقة الكهربائية وتحولت 90% من أراضي العراق إلي صحراوية.. مما دفع الحكومة لبدء حملة مجتمعية نشطة لمقاومة التصحر.. واستهلكت 80% من مواردها لاستيراد الحبوب.. لتلبية احتياجات المواطنين.. ولا يختلف الوضع كثيرا في مناطق النزاع والحروب.. سواء في أفغانستان التي فقدت جزءا كبيرا من قدرات شعبها بسبب غابات الألغام الكثيفة..وفي فلسطين حيث تستهدف سلطات الاحتلال الاسرائيلي المزارع والبيارات وتجرف الأرض كما تقتل البشر.. وكذلك في الصومال التي تعد من أخصب المناطق الإفريقية.. ونفس الكلام ينطبق علي دارفور وكشمير.. والقائمة طويلة.. لن يحلها إلا صحوة الانسان وتمسكه بحبال السلام.