غدا بداية دورة برلمانية جديدة لمجلسي الشعب والشوري.. هل نتفاءل؟ هل بداخلنا أمل في دورة جادة.. لا يصفق فيها النواب "عمال علي بطال" للحكومة.. هل نأمل في مواجهة حقيقية بين البرلمان والحكومة.. حول أهم قضايانا وتشريعاتنا.. أم ان هذا المجلس سوف يقترب بأدائه من المجالس القومية المتخصصة.. ويختفي الدور الرقابي للمجلس علي أعمال الحكومة.. لا أريد ان اسبق الأحداث.. واتكلم عن هذه الدورة.. بالرغم من ان كل الشواهد تؤكد أنها دورة هادئة.. بعد خروج المعارضة ورموزها من المجلس.. لكن الأمل في المستقلين.. وفي دورهم المنتظر منهم.. ولعل هذه الدورة.. تشهد أكبر تواجد للمستقلين في تاريخ البرلمان.. لكن الخوف.. ان يهرولوا للانضمام للحزب الوطني.. أو يحاول الحزب ان يستقطبهم.. نأمل ان يحافظ المستقلون علي استقلاليتهم التي انتخبهم علي أساسها الناس.. وان يرتفعوا الي مستوي المسئولية.. فان الأنظار سوف تسلط عليهم.. خاصة أنهم يتحررون من قيد الالتزام الحزبي.. والتوجهات المسبقة.. والإشارات باليد والعين وغيرها. نريد نوابا يحركون الحياة البرلمانية الي الأفضل نريد نوابا حقيقيين.. لا يلهثون وراء مصالح خاصة.. ولا مكاسب عديدة.. علي حساب الأداء داخل البرلمان.. نريد نوابا لا يجاملون الحكومة ولا الوزراء ولا أي مسئول كبير.. نريد من نواب الشعب.. ان يثبتوا للجميع.. أنهم بالفعل يمثلون الشعب.. وانهم يحملون همومه وآلامه وايضا طموحه.. نريد ان يحاسبوا الحكومة علي جنون ارتفاع الأسعار.. وزيادة أسعار فواتير الكهرباء والمياه.. وهبوط مستوي التعليم.. وأزمة المرور.. واشياء أخري كثيرة نعاني منها. نريد ان يقتحم نواب الشعب.. مشاكلنا المزمنة بكل صدق وأمانة.. واضعين أمام اعينهم مصلحة الوطن.. وليس أي شيء آخر. نريد ان ينتهي الي الأبد.. مجاملة القيادات وكبار المسئولين وان يرفض نواب الشعب الموافقة علي القوانين والتشريعات سيئة السمعة.. وان تنتهي ايضا ظاهرة غياب النواب من الجلسات.. خاصة المسائية التي تلجأ الحكومة اليها لتمرير أهم وأخطر القوانين.. نريد ان نري نماذج لنواب من المحترمين.. الذين لا ينحنون لأحد.