اكتشف حاسته الفنية في نقش النحاس وعمل تكوينات فنية بديعة منه. فترك الدراسة ونزل لورش الجمالية يتعلم هذا الفن الأصيل. وعندما عرضت عليه وظيفة في مصنع للفضيات تركها فورا بعدما وجد أن الاعتماد الكلي فيها علي الآلات والقوالب الجاهزة. ليعود إلي مهنته الأساسية وورشته. كان عزت علام طفلا صغيرا وهو يتنقل بين شوارع حي الجمالية الذي نشأ فيه. فأعجبت عيناه بتكوينات الصدف ونقوش النحاس وأعمال الأرابيسك التي تزين مساجد المنطقة التي تضم أكبر تجمع لهذه الورش الفنية. وفي السادسة نزل للعمل باحدي ورش النحاس. ليفاجأ العاملون بالورشة بالحي الفني العالي لهذا الطفل الصغير الذي أخذ يرسم نقوشاً شديدة البساطة والجمال علي "كنكة قهوة". وعندما ألحقه والده بالمدرسة لم يبد عزت تفوقاً أو اهتماماً بالدراسة. فكان ينتظر بفارغ الصبر موعد الانصراف ليعود إلي الورشة التي يجلس فيها طوال اليوم. عندم اشتد عوده وأصبحت له خبرة واسعة في فن النقش وتشكيل النحاس. وأخذ أصحاب الورش يتهافتون عليه. لكن في هذه الأوقات استدعي للالتحاق بالجيش ليكون أحد جنود 6 أكتوبر. وعندما انتهت الحرب عاد لعمله لينقش مشاهد من الحرب التي أثرت فيه علي لوحة كبيرة من النحاس. وجد فرصته للعمل باحدي شركات صناعة الفضيات. فأخذ يصنع الخواتم والسلاسل والصواني الفضية. لكنه لم يحب الورش المكيفة والتعامل مع الآلات التي تصنع النقوش المعقدة في دقائق من خلال القوالب الجاهزة التي تقتل موهبة الابتكار والحس الفني. فخاف علي صنعة يده من الضياع. فترك العمل بعد ثلاث سنوات. وعاد إلي مهنته الأولي ليؤسس ورشة صيغرة للنقش علي النحاس. يقول عزت انه انجب خمسة أولاد واستطاع أن يكبر ورشته وافتتح محلا يبيع فيه منتجاته. وقد لمس في اثنين من أولاده حب هذه المهنة والحاسة الفنية المطلوبة. ليساعداه في عمله بالورشة والمحل.