ترك الفيلم العراقي "ابن بابل "أثراً فى نفوس المشاهدين وألماً عندما شاهدوا آلاف الهياكل العظمية من خلال مقابر جماعية حقيقية تدين عصر صدام حسين القمعى والذى قضى على أسر وعائلات بأكملها ..الى جانب شباب راح رعونة الحاكم ..واعتبر فيلم "إبن بابل "وثيقة تدين هذا العصر وتمكن مخرجه الشاب محمد الدارجي أن يحصد 16 جائزة دوليه في المهرجانات العالمية.. تدور أحداث الفيلم الذي يشارك في المسابقة العربية بعد سقوط نظام صدام وفى شمال العراق نرى الطفلا الصغير أحمد الذي يبلغ من العمر 12 عاماً يسير مع جدته في الصحراء بحثاً عن والده المفقود في حرب الخليج ..حيث تدور الأحداث ورحلة من أقصى شمال العراق حتي جنوبه . تحدث المخرج محمد الدراجي عن نفسه قائلاً : لقد تخرجت فى كلية الفنون الجميلة في العراق ثم درست التصوير السينمائي في هولندا وحصلت على ماجيستير التصوير والإخراج السينمائي من هناك لأعود للعراق وأخرج أول أفلامى "أحلام" والذى عرض في مهرجان القاهرة منذ خمس سنوات ويعد فيلم ابن بابل ثانى فيلم روائى طويل لى . وحول تمويل الفيلم قال : راودتنى فكرة الفيلم عام 2003 عندما كنت أسير فى شارع الرشيد ببغداد وشاهدت المقابر الجماعية وآثار الحرب والدمار.. وكنت أرى عمتى التى فقدت ابنها فى الحرب الإيرانية تبكى بحرقة عليه وتجمع النسوة ليبكين معها وأما أحداث الفيلم فتدور حول "أم إبراهيم" التى سجن ابنها في "الناصره" بعد غزو العراق للكويت فتبدأ فى رحلة بحث عنه مع حفيدها , وقد استعنت بممثلين غير محترفين دربتهم لمدة أربعة أشهر أثناء التحضير للفيلم الذي استغرق عامين واتبعت أسلوب اللعب والرسم مع الطفل الذي جسد شخصية أحمد في الفيلم حتى اخرجت منه ذلك الفنان الذي رأيتموه على الشاشة . وأنجزت الفيلم بمشاركة عدة دول هي مصر والامارات وهولندا وفرنسا وبريطانيا بالاضافة للعراق وقد شارك الفيلم في اربعون مهرجاناً عالمياً حصد منها 16 جائزة . وحول اختيار ابن بابل عنواناً للفيلم على الرغم من أن الطفل ينتمي لأقليم كردستان قال : العراقيون أولاد بابل بلا استثناء ..وقد شاهدنا كيف وعدت الجدة حفيدها بانها ستجعله يزور حدائق بابل التي تعتبر بالنسبة له مثل الجنة التي يحلم بزيارتها.., وعن إدانته للنظام العراقي السابق وحزب البعث وترديد البعض أنه يجامل الأمريكيين قال : لقد ذكرت وقائع حقيقية حدثت في العراق أثناء فترة حكم حزب البعث والمقابر الجماعية التي حدثت بعد ثلاثة أسابيع من الاحتلال الأميكي للعراق فالنظام الحاكم وقتها هو الذي أوصل العراق لما وصلت اليه أما بالنسبة للامريكان فيكفى أن السائق الذي ظهر بأول الفيلم سبهم .. وأؤكد أنه لم تكن هناك مجاملة لأحد , بالعكس فالفيلم يحمل رسائل كثيرة للأمريكيين . وعن استخدامه لآلة الناى والأغنية الحزينة في الفيلم قال لقد كانت آلة الناى هى وسيلة التواصل بين الابن وأبيه الذى كان يعزف على الناي وبعد وفاة الجدة في نهايه الفيلم لا يجد الطفل سوى الناى صديقاً له , أما الأغنية فقد استمعت إليها بالصدفة وكانت ترددها امرأة فقدت ذويها تنتمى لمنظمة ترعى النساء اللائى فقدن أهلهن وقمت بتسجيلها بجهاز التسجيل الخاص بي ووجدت فيما بعد أنها مناسبة جداً للأحداث .