بينما مصر تعيش حالة من الترقب والاحتقان السياسي لانتخابات مجلس الشعب 2010 وما ترتب عليها من تغيرات في الخريطة السياسية البرلمانية وذلك التحول الشعبي نحو أحزاب ومعارضة وابتعاد بصورة أو بأخري عن جماعة الإخوان. وأيضًا هذا الزخم النسائي علي مقاعد الكوتة والذي وصل إلي أكثر من 370 مقعدًا غير مقاعد المرأة في الدوائر العادية. كل هذا يؤكد علي أن المناخ العام والحالة المزاجية والنفسية للمصريين بعد الحشد السياسي والاعلامي للانتخابات كانت حالة بعيدة تمامًا عن جو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي افتتح بعد 48 ساعة فقط من الانتخابات وفي ذات اليوم الذي أعلنت فيه نتائج المرحلة الأولي للانتخابات ومن ثم فإن المشاركة والمتابعة لهذا المهرجان كانت من قبل الفنانين والمنظمين للمهرجان وضيوفه أكثر بكثير من التغطية الاعلامية والثقافية ولكن هناك عدة ملاحظات تخص ذلك المهرجان قبل بدايته: ضيوف المهرجان ومصر في كل مرة تتم استضافة نجم أو نجمة كضيفي شرف لحضور حفلي الافتتاح أو الختام. وفي هذا العام نجد عمر الشريف الضيف الأول والذي قدم الضيوف وهو بالقطع فنان ونجم عالمي له حضور وتميز. لكنه عندما تحدث عن المهرجان قال إنه يعشق الشعب المصري خاصة الفقراء!! وفي كلمته عن المهرجان في حفل الافتتاح الرسمي تحدث عن صعوبة اللغة العربية. خاصة حرف العين. وضج الجمهور المصري بالضحك وهو ينطق اسم رئيس المهرجان عزت أبوعوف بينما الضيوف الأجانب لم يدركوا النكتة. ومن ثم لم يتجاوبوا معه. ولم يفهموا مقصده وعلاقة ذلك بالسينما.. لكن النكتة الكبري هي أن الضيفين العالميين "ريتشارد جير" و"جوليت مينوش" عندما سألهما المذيعون والمذيعات عن السينما المصرية أجابا بكل فخر وثقة أنهما لا يعرفان عنها شيئاً. وأنهما لم يشاهدا فيلمًا مصريًا واحدًا. ولا يعرفا أي نجم أو نجمة مصريين عدا عمر الشريف ولو أنه في عرفهما هو نجم دولي وليس مصرياً!! فهل يعقل أنه عند توجيه الدعوة واستضافة هؤلاء النجوم أن يحضروا دون علم أو دراية أو حتي تقدير لمصر وفنها وفنانيها وهؤلاء ذاتهم إذا حضروا أي مهرجان في أفريقيا أو آسيا سوف يفخرون بأنهم يعلمون عن سينما تلك البلاد المضيفة. ولماذا لم يتكرم السادة المنظمون للمهرجان بأن يعرضوا عليهم بعضاً من أعمال السينما المصرية الكلاسيكية والحديثة حتي لا تكون تلك إجاباتهم ويتم ترديدها علي مستوي العالم في جميع وسائل الاعلام ولكأنهم قد حضروا إلي مصر للتنزه والسياحة ومشاهدة الهرم والجمل وتماسيح النيل.. مصر في عيون العالم وإذا كان شعار المهرجان أو التيمة الرئيسية له هي صورة مصر في عيون العالم فهل صورة مصر الدائمة أنها الفراعنة والصحراء والتماسيح والجمال حتي أن وجه نفرتيتي هو الذي يتصدر شعار المهرجان ولكأنه مهرجان للسياحة والآثار وليس مهرجاناً للفن والسينما الحديثة. إلا إذا كانت نفرتيتي ممثلة شهيرة لها أعمال فنية إبان العصر الفرعوني والأسرة الخامسة أو السادسة. فأين هي مصر الحديثة التي علينا تقديمها للعالم.. وما هي الصورة المشرقة أو المظلمة. ولكن الفنية السينمائية الدرامية التي قدمتها السينما المصرية للعالم أو كيف صور العالم مصر اليوم. مصر الحديثة. فها هم الضيوف يحضرون إلي بلد ليكرموا وتلتقط لهم الصور وتجري معهم اللقاءات ويمضون أيامًا في ضيافة بلد نام يعاني من مشكلات وقضايا اجتماعية واقتصادية وهم لا يعرفون شيئاً عن هذا البلد أو عن فنه أو حتي عن المهرجان الذي يحضرونه. ومع كل المشاركات العالمية في المسابقة الرسمية نجد أن مصر تشترك بعمل واحد "الرغبة" أو "الشرق" لخالد الحجر بينما هناك مسابقة أخري تسمي مسابقة الأفلام العربية ومسابقة للأفلام الديجيتال. ولكل مسابقة رئيس لجان تحكيم ومجموعة من المحكمين. وكلها أفلام مهرجانات لا ترقي إلي مستوي الجوائز وفي ذات الوقت أفلام بعيدة عن الجمهور وعن العالمية. فهل تلك الأفلام تمت ترجمتها إلي اللغات الأجنبية المشاركة في المهرجان. وهل هناك لجان للتسويق والتحكيم الجماهيري الذي يجب أن يكون مشاركًا في التحكيم سواء الرسمي أو العربي حتي نعرف أين تقف تلك الأعمال جماهيريًا ونقديًا وعالميًا حتي يشاهدها الأجانب. إن مهرجان القاهرة السيمائي الدولي اشتهر بالسجادة الحمراء والملابس الفاخرة العارية للنجمات المصريات والعربيات. وكأن نجوم المهرجان هم مصممو الأزياء والشعر والماكياج. خاصة ان أسئلة السادة المذيعين والمذيعات تركزت علي أناقة وجمال ورشاقة الفنانات. وتألقت النساء في الحفل الذي صاحبته موسيقي غربية وأغنيات ساخنة المعني والإيقاع لا تمت بأي صلة إلي مصر أو القاهرة. أو حتي أجدادنا الأعزاء الفراعنة الراحلين.. أقترح أن يكون اسم المهرجان.. مهرجان الفراعنة الأزيائي المتحرك.. [email protected]