لم تأت مكانته العلمية التي وصل عليها وتميزه في مجال طب وجراحة الأطفال من قبيل الصدفة وإنما نتاج رحلة طويلة من العمل وبذل الجهد واعطاء كل ما يمتلكه من علم لخدمة مهنته إلي أن جاء تتويج هذا المشوار باختياره ممثلا للاتحاد الدولي لجمعيات رعاية الأطفال مرضي السرطان بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.. ولانه عايش آلام هؤلاء المرضي ويشعر بمعاناة أسرهم قام بتأسيس جمعية خيرية ودار ضيافة تقوم علي تقديم العون والمساعدة للمرضي ولذويهم دون تقاضي أي أجر ولا يقتصر هذا الدور علي الجانب الطبي والعلاجي فقط بل بتقديم الدعم النفسي والمعنوي الذي يخفف عنهم هذا الهم الثقيل ويحسن قدرتهم علي مواجهة هذا المرض الذي يتصدر قائمة الأمراض الفتاكة والمهددة للحياة. الدكتور ياسر سعد الدين رئيس قسم جراحة الأطفال بكلية الطب جامعة الإسكندرية وزميل الجمعية البريطانية لجراحي الأطفال وممثلا الاتحاد الدولي لرعاية الأطفال مرضي السرطان بالمنطقة العربية والشرق الأوسط ورئيس مجلس إدارة جمعية الإسكندرية لرعاية الأطفال مرضي السرطان والتي هي شغله الشاغل وهمه الأول لأن دورها لا يقتصر فقط علي النواحي العلاجية والصحية لكن يمتد إلي النواحي المعنوية وتقديم المساعدة لأسر المرضي من خلال دار الضيافة التي تستقبلهم في حالة قدومهم من المحافظات المجاورة لتلقي العلاج في الإسكندرية ونقلهم من وإلي المستشفي لتخفيف عناء المواصلات عنهم خاصة بعد تلقيهم لجلسات العلاج الكيماوي إلي جانب العلاج النفسي الذي لا يقل أهمية عن الجانب الدوائي. وعن تفاصيل هذه التجربة يقول د.ياسر: جاءت فكرة تأسيس جمعية الإسكندرية لرعاية الأطفال مرضي السرطان عام 2000 بعد تزايد أعداد الإصابة بهذا المرض ووقع اختيار جمعية الهلال الأحمر ومحافظة الإسكندرية علي حي محرم بك وتحديدا خلف كلية العلوم ليكون مقرا لها وتم هذا بالتعاون مع رجال الأعمال ونادي "روتاري" والهلال الأحمر والجمعيات غير الأهلية وسيدات المجتمع السكندري المهتمات بالعمل العام وتملكتني هذه الفكرة بعد أن قمت بزيارة العديد من الصروح الطبية والمستشفيات والمعاهد العلاجية الكبري حول العالم وحضور المؤتمرات الدولية ووجدت ان فكرة احتواء المريض وذويه خاصة في حالة الإصابة بهذا المرض اللعين هي أهم خطوات التصدي له. يضيف: ان الجمعية تقدم الدعم المادي من خلال توفير نفقات العلاج ومد أقسام الأورام في مستشفيات الطلبة والشاطبي والرئيسي الجامعي بالأجهزة الطبية غير المتوفر نتيجة ضعف الميزانيات واستضافة المريض وأسرته أثناء تلقيه العلاج وتقديم كل العون له من غذاء ورعاية وانتقالات كل هذا بالمجان بمساعدة الجهات التي تتعاون معنا وجهود أهل الخير من المجتمع السكندري الذي لعب دوراً كبيرا في انجاح هذه التجربة التي بدأت في عهد اللواء عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية السابق وبمجهوداتهم تم توسعة الدار إلي أن أصبح مركزا ومجمعا كبيرا للخدمات في عهد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية وقامت جمعية الهلال الأحمر بإلحاق مستوصف خيري ودار حضانة به. يضيف د.ياسر: ان أهم ما أركز عليه بعد سنوات طويلة مع معايشة مرضي السرطان هو ضرورة الفحص المبكر للمرض الذي يسهم في تحقيق نتائج ايجابية وفي وقت قصير الأمر الذي يحتاج إلي التوعية الصحية لدي المواطنين مشيرا إلي ان مصر يتوفر لديها الخبرات والكفاءات العلمية وجراحي الأورام والعلاج الاشعاعي والكيميائي المتطور لكن ينقصها الكشف المبكر ويأتي هذا من عدم وعي الآباء بأهمية الفحص العاجل وكذلك اهمال أي عرض أولي يمكن ان يكون خيطاً لاكتشاف المرض وسرعة العلاج وقد يكون الأمر في كثير من الأحيان لعدم وعي بعض الأطباء الممارسين وعدم الاستفادة من الأساتذة الكبار أصحاب الخبر في هذا المجال. ومن أجل ذلك والكلام علي لسان د.ياسر تقوم الجمعية إلي جانب دورها الصحي بعقد المؤتمرات والندوات العلمية التي تقوم بتوعية الأطباء بالأعراض المبكرة للأورام وكيفية التعامل معها هذا إلي جانب تنظيمها المؤتمر السنوي لجراحة الأورام بالإسكندرية والذي يشارك فيه أساتذة وخبراء علاج الأورام من جامعة الإسكندرية والمعهد القومي للأورام بالقاهرة ولفيف من أساتذة وخبراء كافة الجامعات المختصة بعلاج هذا المرض. وعن أمنياته يقول الدكتور ياسر: أتمني أن يكون في الإسكندرية قريبا مركز أو معهد للأورام السرطانية للأطفال علي أعلي مستوي وأن يحظي المواطنون بالوعي الصحي الكافي لتجنب خطر الإصابة بهذا المرض وان يرزق الله المصريين الصحة لأنها هي أساس كل شيء لأن الصحة تاج علي رءوس الأصحاء لا يراها إلا المرضي.