فكر كثيرا واستنتج طويلا. وتحدث قليلا. ولا تهمل ما تسمعه بل ادخره فمن المؤكد أنك ستحتاجه في المستقبل.. مثل صيني تذكرته أثناء لقائي مع السفير الصيني بالقاهرة السيد سونغ ايقوه وهو يقول إن أكثر من 24 مليون صيني يدخلون سوق العمل سنويا ولكن عندهم أكثر من 150 مليونا آخرين يعيشون تحت خط الفقر ويخططون للقضاء علي الفقر والفقراء عام 2050. شفت ازاي القفزة النوعية اللي عملتها الصين اللي بتعتبرنفسها زي مصر مش أكتر أو أقل وماتقوليش ديمقراطية وحقوق إنسان وإنما زي ما قال سفيرهم حبهم للشغل وعدم التواكل وإيمانهم بأن العصر الحالي اللي بنعيشه مليان بالفرص بس للي عايز يشتغل بجد. طب إيه اللي عملته الصين لتصبح عملاقا اقتصاديا وتتقدم نحو ريادة الاقتصاد العالمي وبتجهز نفسها للسيطرة علي اقتصاد العالم؟. ده بقي السؤال المهم اللي بيطرح نفسه اليوم بقوة ولأن الحكمة الصينية بتقول "الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلي العالم" فقام كاتبنا ومفكرنا السياسي عاطف الغمري بوضع أفكاره وخبرته التي عايشها في الصين وأمريكا في كتابه الذي صدر حديثا "القرن الآسيوي" ويحمل عنوانا فرعيا "الصين تغير ميزان القوي العالمية. يقع الكتاب في 176 صفحة. ويقول إن العالم عاش معظم سنوات القرن العشرين. فيما يسمي ب "القرن الأمريكي". بعد انتقال قيادة الغرب إلي الولاياتالمتحدة. لما تمتعت به من تفوق في القدرات العسكرية. والاقتصادية. والتقدم في التعليم. والتكنولوجيا. والارتقاء بشعبها إلي مستويات معيشية عالية. ثم تحولت النظرة إليها في كثير من مجتمعات العالم باعتبارها مركز إلهام ثقافي وحضاري. مع نهايات القرن العشرين بدأت ظاهرة صعود الصين تجذب الاهتمام. لقفزاتها غير المألوفة في التنمية الاقتصادية. وانعكاسها علي صعود آسيا. وتوقعات بانتقال مركز التأثير والجاذبية الدولية من الغرب - الذي تقوده الولاياتالمتحدة - إلي آسيا. وانتقال العالم إلي ما سيحمل مسمي "القرن الآسيوي". الغمري يستعرض عدة موضوعات منها "صعود الغرب" ويتناول من خلاله المعجزة الاقتصادية في آسيا. استعمار العالم الجديد. الزحف الأوروبي وهبوط الصين. صعود الولاياتالمتحدة إلي وضع القوة العالمية الأولي. ويفتح باب حوار معمق حول "هبوط الغرب وصعود الشرق" متطرقا ل "حكم بوش الذي أظهر علة الهبوط. وتهافت قيم الحضارة كمؤشر لهبوط الغرب". كمان بيستعرض "قصة صعود الصين" الأهداف الثلاثة الاستراتيجية التنمية والتقدم. ويقدم الصين وجها لوجه من خلال زياراته علي مدار 40 عاما. ثالث أكبر اقتصاد في العالم يتساوي مع أمريكا بعد 10 سنوات. القوة الناعمة بخصائص صينية. بعث الهوية الوطنية. "الحلقة الإنتاجية الآسيوية" يشرح فيها "التكامل الإنتاجي بين دول الجوار. تجربة التجميع الصناعي المشتركة في أمريكا اللاتينية". وموضوعات أخري بعنوان "مركز الجاذبية الدولية ينتقل إلي آسيا". "نموذج للتنمية في العالم الثالث". "الصين منافسا في السوق العالمية للطاقة". "أمريكا والصين وتقارب المصالح". "إشكالية الديمقراطية في الصين". "العالم العربي والصين". "عصر مختلف يلزمه تغيير الثوابت الاستراتيجية". ويفضح الكاتب القصور والتخلف العربي ولكنه لم يذكر واقع التجزئة والتشرذم اللي احنا واقعين فيها وهو أهم أسباب تخلفنا. الحل بسيط وسهل ومعروف التكامل العربي. ولكن تقول إيه في العقلية العربية المحافظة علي كل أبجديات التخلف في عصر لا نستطيع مواكبة التطورات العلمية والمعرفية والحيلولة دون المداخلات والضغوط الخارجية إلا من خلال تكامل الإمكانيات والقدرات ضمن التكتلات الإقليمية الكبري. تعالوا بقي نفكر ونسأل أنفسنا هل تستطيع الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تحتفظ بدورها القيادي لو تجزأت وبقت الخمسين ولاية دول منفصلة ورفعت كل منها علما فوق مبني الأممالمتحدة في نيويورك كما هو حال الأعلام العربية الاثنين والعشرين؟ سؤال إجابته للدول والقوي الخفية اللي قسمتنا بين دول ممانعة ودول اعتدال. من الأقوال الصينية "قطرة فوق قطرة بحر.. وحكمة فوق حكمة علم" والرجل الذي لا يتعلم شأنه شأن الأرض الجرداء التي لا تنبت شيئا.. امتي بقي مانبقاش أرض بور ونعرف أننا مش حنتقدم إلا إذا بقينا إيد واحدة ونحب بعض بجد. [email protected]