بعد ساعات سيكون الشعب المصرى كله أمام اختبار صعب فإما أن يتوجه لصناديق الاقتراع ويعبر عن ارادته بحرية كاملة ويثبت للعالم كله انه شعب حر يشعر بالمسئولية والمخاطر والتحديات التى تتعرض لها بلاده. وإما أن يتخلى عن واجبه ويستسلم للأمر الواقع ويجلس فى البيوت أو على المقاهى أو داخل الأندية أو يتسكع فى الشوارع ويهمل أهم واجباته اعتقادا بأن الانتخابات ستزور لصالح فئة معينة من المرشحين أو قرفا من النواب الذين يقبلون الأيادى والأقدام قبل الانتخابات ثم لا نرى لهم أثرا بعد إعلان نجاحهم ودخولهم المجلس الموقر حيث ينشغل كل منهم بمصالحه ونهب ما يستطيع من المال العام. من لديهم قناعة بأن الانتخابات ستزور لصالح مرشحى الحزب الوطنى عليهم أن يتخلوا عن سلبيتهم ويتوجهوا جميعا إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن أنفسهم والوقوف ضد التزوير أو على الأقل مشاهدته وانكاره والاعتراض عليه وتسجيل شهادتهم ضده. ومن فقدوا الثقة فى مجلس الشعب ومواقف معظم نوابه الذين ابتلينا بهم خلال السنوات الماضية مطالبون أيضاً بالخروج إلى صناديق الاقتراع لانقاذنا من مجلس الشعب أسوأ من سابقه واختيار «أفضل الوحشين» فقد تقدم للانتخابات عدد كبير من مرشحى الأحزاب والمستقلين وبالتأكيد بينهم شخصيات محترمة قادرة على تمثيل الشعب المصرى والتعبير عن همومه ومشكلاته والتصدى بشجاعة لكل من أدمن مص دمائه. ينبغى أن نتخلى عن سلبيتنا ونخرج يوم الأحد القادم لنؤكد للعالم كله اننا كشعب قادرون على حماية ارادتنا ومراقبة انتخاباتنا ولسنا فى حاجة إلى مراقبة خارجية من هنا أو هناك. ينبغى أن نتخلى عن سلبيتنا ونخرج بعد غد إلى صناديق الاقتراع لنقول كلمتنا بكل حرية ونسجل ادانتنا لكل صور البلطجة التى يلجأ إليها الفاشلون الذين يتطلعون إلى عضوية مجلس الشعب ليحموا تجاراتهم المشبوهة ويضعوا أياديهم القذرة على المزيد من أراضى الدولة ويستوردوا المزيد من الأطعمة الفاسدة. ينبغى أن نخرج جميعا إلى صناديق الاقتراع لنقول «لا» لكل المستغلين والحرامية الذين أنفقوا عشرات الملايين على حملاتهم ليدخلوا المجلس الموقر ويحصدوا أكثر منها من الاستغلال والاحتكار والجشع وأساليب النصب والاحتيال التى أدمنوها ولم تستطع الحكومة بمواقفها وسياساتها الفاشلة التصدى لهم وتقديمهم للعدالة. ينبغى أن نخرج يوم الأحد القادم لنقف إلى جوار الأسماء المحترمة بصرف النظر عن انتماءاتها السياسية ودرجة غناها أو فقرها فقد آن الأوان أن يتخلص مجلس الشعب المصرى من النوعية الغريبة التى تدخل وتخرج دون أن يشعر بها أحد والتى أطلق عليهم الزميل محمود نفادى لقب «أبو الهول فى مجلس الشعب». لا ينبغى أن نوجه اللوم للنظام أو الحكومة إذا ما جاء مجلس الشعب القادم مثل سابقه أو أسوأ منه.. فاللوم نوجهه لأنفسنا نحن الذين نتقاعس عن أداء واجباتنا ونترك صناديق الاقتراع للمزورين والذين قبضوا الثمن. نحن قادرون على التصدى للتزوير وكل صور الخداع وشراء إرادة الفقراء والبسطاء فى انتخابات بعد غد إذا ما خرجنا جميعا إلى صناديق الاقتراع وعبرنا عن ارادتنا الحرة كما نفعل فى انتخابات الأندية والنقابات والجمعيات الأهلية والتى نسجل فيها صورة رائعة للديمقراطية. نحن قادرون على الوقوف فى وجه كل المزورين الذين يحاولون تشويه صورتنا فى العالمين إذا ما خرجنا إلى صناديق الاقتراع وقلنا كلمتنا بحرية واخترنا المرشحين الذين نثق فى نزاهتهم وحبهم لبلدهم وحرصهم على خدمة الناس بالفعل بعيدا عن الشعارات السياسية والدينية الخادعة. نحن قادرون على مراقبة الانتخابات والاحتجاج على كل صور التزوير والبلطجة إذا ما حدثت فى انتخابات بعد غد، فالمصريون أكثر شعوب العالم ثورة ضد الظلم والقهر والغش والتزوير وما شاهدناه خلال السنوات الماضية من احتجاجات فى الشوارعوالشركات وأمام مجلسى الشعب والشورى وما تبثه الفضائيات المصرية من صور الإدانة والرفض لسياسات ومواقف الحكومة خير شاهد على ذلك. يوم الأحد القادم هو يوم الشعب المصرى وعلى الشعب أن يقول كلمته ويعبر عن ارادته ويقذف كل المرشحين المستغلين الفاشلين المحتكرين الطامعين فى المال العام بالحجارة.