يوم الاثنين الماضي.. عقد حبيب العادلي وزير الداخلية اجتماعاً موسعاً مع مساعديه للمناطق والقطاعات الجغرافية والنوعية.. ومديري الأمن.. ومديري إدارات البحث الجنائي.. وقد كان هذا الاجتماع استمراراً للقاءات التي يعقدها وزير الداخلية مع مساعديه والقيادات الأمنية المختلفة لمراجعة مسارات الأداء ومعدلاته وكذلك المستجدات الأمنية. لقد وجه حبيب العادلي خلال هذا الاجتماع العديد من الرسائل «المهمة» إلي العديد من الجهات.. هنا.. وهناك.. لابد لأي متابع أن يتوقف عندها كثيراً. وعلي الرغم من أن انتخابات مجلس الشعب التي ستجري يوم الأحد المقبل يمكن القول إنها «حديث الساعة».. إلا أنها لم تكن هي وحدها التي كان عليها التركيز خلال اجتماع العادلي مع مساعديه. نعم.. استعرض الوزير الإجراءات «التأمينية» للانتخابات وأكد علي عدة نقاط مهمة في هذا الشأن.. لكن في نفس الوقت كانت هناك تأكيدات وتصريحات شدد عليها الوزير لا تقل أهمية عن تأمين العملية الانتخابية.. وهذا يدل علي الفكر الذي تنتهجه وزارة الداخلية بقيادة حبيب العادلي وهو النظر إلي «مفهوم الأمن» باعتباره منظومة متكاملة.. في أي وقت.. وأي مرحلة.. وأي مناسبة. تحدث وزير الداخلية عن الانتخابات خلال الاجتماع باعتبارها «تعبيراً عن إرادة شعبية».. وشدد علي ضرورة الالتزام بكافة الضوابط القانونية التي يكفلها الدستور والقانون لتأمين مجريات العملية الانتخابية «دون التدخل» في فعالياتها وضمان إدلاء الناخبين بأصواتهم بسهولة وفقا للقانون وبما لا يتعارض مع «مبادئ حقوق الانسان وصون حرياته». في نفس الوقت أشار الوزير إلي أن أجهزة الأمن ستتصدي بكل حسم وحزم لأي محاولة للخروج عن الشرعية أو المساس بالمصالح العليا للبلاد. في موضع آخر من الاجتماع تحدث العادلي عن الإرهاب وكان حديثه في هذا الموضوع مليئاً بالدلالات المهمة التي تكشف مدي الجهد الذي تقوم به أجهزة الأمن في رصد وتتبع مخاطر الإرهاب والتطرف سواء بالنسبة للمحيط الذي تعيش فيه مصر أو حتي ما يتعلق بهذا الخطر بالنسبة للعالم أجمع. وكشف الوزير مدي إدراك أجهزة الأمن لحجم هذا الخطر.. وكيف أن مكافحة هذا الخطر تأتي في صميم أولويات تلك الأجهزة.. كما أشار الوزير إلي أن مصر مازالت مستهدفة من قبل المتربصين والحاقدين علي هذا البلد.. عن طريق الدفع بعناصر إرهابية من الخارج لتنفيذ المخططات التي تريد نسف مقومات الاستقرار وأمن الوطن والمواطن.. وتطرق الوزير في ذلك إلي محاولات أنشطة تنظيمية سرية لانتهاك الشرعية.. وكذلك محاولات أخري تهدف إلي النيل من وحدة نسيج الوطن. وقد أشاد الوزير برجال مباحث أمن الدولة والجهود التي يبذلونها في هذا المجال سواء ما يتعلق باحباط محاولات الدفع بعناصر إرهابية من الخارج أو تكوين بؤر إرهابية أو إحياء نشاط عناصر كامنة. ولأن «الأمن منظومة متكاملة».. فقد تطرق الوزير إلي المستوي المتميز الذي حققته قطاعات الأمن العام ومكافحة المخدرات والأمن المركزي في مجال سرعة كشف الجرائم وضبط الجناة والبؤر الاجرامية.. وأشار الوزير في ذلك إلي أرقام وإحصائيات في هذا المجال.. فقال انه خلال الأشهر الماضية تم ضبط 11 ألف شجيرة من زراعات النباتات المخدرة و85 طناً من البانجو و13 طناً من الحشيش و220 كيلو جراماً من الهيروين و1450 قطعة سلاح بحيازة المهربين بالاضافة إلي 6 آلاف سلاح ناري لدي أشخاص يحوزونه حيازات غير شرعية. «المرور» أيضا كان له نصيب وافر من هذا الاجتماع.. وكان الحديث عنه يحمل عناصر وأبعاداً جديدة غير نمطية.. فقد شدد الوزير خلال الاجتماع علي أهمية دعم الخدمات المرورية واشار إلي ضرورة العمل علي مواجهة ظروف مناخية وموسمية.. تتزايد معها معدلات الشبورة والأتربة علي نحو ضاعف من مخاطر رعونة بعض السائقين وترتب عليها زيادة الحوادث المرورية. كان الله سبحانه وتعالي في عون رجال الأمن.. فعلي عاتقهم يحملون أمن الوطن والمواطن بدءاً من محاولات المتربصين والإرهابيين وحتي تهور سائق نقل علي الطريق السريع!! كنوز : قال الحبيب محمد - صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم -: عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله.. وعين باتت تحرس في سبيل الله.. صدق الرسول المصطفي - صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين - آمين. [email protected]