قصة بطولة وبسالة وتضحية بالنفس في سبيل الوطن العزيز أثناء حرب أكتوبر 1973 حكاها لي اللواء متقاعد ابراهيم حسين من سلاح المشاة وزوج شقيقة البطل الشهيد رائد عادل محمد علام "46 - 1973" أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 وسلاح المشاة أيضا.. حيث كان يخدم الشهيد علام في احدي كتائب لواءات الجيش الثالث الميداني وكانت الأمور تسير طبيعية كمعركة شرسة ضروس إلي أن حدثت مشكلة الثغرة وبدأت وحدات إسرائيلية مدرعة تزحف من خلال الثغرة لتدمر وحداتنا القتالية وتبيد الأهالي والمدنيين الذين قابلتهم في تلك المناطق خاصة السويس وكبريت وفايد وقمة فايد وجبل مريام ونفيشة والصحراء التي تحيط بهم من كل جانب.. في هذه الأثناء حدثت خسائر جسيمة لكتيبة المشاة التي يخدم بها هذان البطلان علام وجرجس وكانا برتبة النقيب وكلاهما يتولي قيادة احدي سرايا هذه الكتيبة المقاتلة ولظروف المعركة والاحداث والخسائر اضطر البطل علام ان يتعامل مع وحدات العدو المجنزرة دبابات وناقلات جند بواسطة المدفع الميداني الخفيف "B11" وكان يحتاج لمعاونة له حيث ان الطاقم ثلاثة أفراد وبالتالي انضم إليه زميله النقيب إلهامي فوزي جرجس وبدأ يعمر له الدانات الصاروخية ليطلقها النقيب عادل علام بنفسه تجاه مجنزرات العدو علي مسافة حوالي 1000 متر وربما أقل وهي معركة غير متكافئة علي الاطلاق بين طرفين ونتائجها محسومة مقدما ولكن استمر البطلان يطلقان هذه الدانات تجاه الغول المتقدم فأحدث خسائر تقدر ب 3 دبابات « قطعتين مجنزرتين وبدأ العدو يتعامل معهم باطلاق دانات مباشرة تجاههما فاضطر للاحتماء خلف ساتر ترابي بالمنطقة الا ان احدي الشظايا اصابت البطل الشهيد الرائد عادل محمد علام مباشرة في منطقة الصدر والبطن ففصلت جسده إلي شطرين تقريبا ورقد بجوار شجرة بالمنطقة وبجواره صديقه الحبيب الذي لم يتركه وهو يعلم ان العدو قادم وسيقتل أيضا ولكنهما رجال من معادن خاصة جدا أوجدهم الله سبحانه في هذه المعركة لهذا الغرض السامي الوطني وفي خلال حديث أخير قصير استغرق حوالي 10 دقائق اخرج البطل الشهيد عادل علام من جيب سترته محفظته الجلدية وسلمها لزميله طالبا منه توصيلها لوالده أو أسرته بمحافظة بورسعيد وكذلك ساعة يد ذهب فاخرة « خاتم « سلسلة ذهبية قرآنية وأكد عليه ان يبلغهم حبه وتقديره لهم ويوصي اخوته بمراعاة والده بعد وفاة والدته وفارق الحياة بعد ذلك مباشرة فما كان من الزميل المسيحي المقاتل الرائد إلهامي فوزي إلا ان حفر مقبرة سريعا تحت هذه الشجرة اليتيمة بالمنطقة الصحراوية ولف البطل علام في بطانية عسكرية وجدها هناك ومعه سلاحه الشخصي ومهماته العسكرية وصلي عليه وهو يبكي حزنا وفرحا بهذا البطل العزيز الخالد وكتب له النجاة من هذه المذبحة الميدانية ووصل سليما إلي قيادة جيشه بعد عدة أيام وابلغ المسئولين عن استشهاد هذا البطل المغوار الرائد عادل علام ومكان دفنه أما المقتنيات الشخصية والوصية فلقد سافر في أول اجازة ميدانية له إلي بورسعيد وأوصل الأمانة إلي أصحابها وذكر لهم تفاصيل آخر ساعات في حياة بطلنا الشهيد المقدام وبعد وقف اطلاق النيران بشهور قررت العائلة ان تحضر الجثمان الطاهر ليدفن بجوار أهله وأسرته بمدافن آل علام بالقاهرة فسافر زوج شقيقة اللواء م/ابراهيم حسين من ابطال حرب أكتوبر 1973 وسلاح المشاة أيضا ومعه الشقيق الأصغر للشهيد البطل وكان طالبا بكلية الشرطة "حاليا لواء بالمعاش ورجل أعمال" ونقلا الجثمان الطاهر من مقره المؤقت بصحراء سيناء إلي مدفن آل علام بالقاهرة وكان ثالثهما هو رفيق عمر البطل المقاتل الشرس الجسور إلهامي فوزي جرجس وقد توفي سنة 2009 متأثرا بالمرض وهو برتبة العميد بالمعاش رحمه الله عليهما جميعا وعلي كل ابطالنا شهدائنا الابرار ومصر لا تنسي رجالها ولقد كرمتهم الدولة باطلاق اسمائهم علي أهم شوارع واحياء وميادين البلاد.