* الألفاظ الخادشة للحياء التي تفشت في مجتمعنا والتي استدعت تدخل وزير الإعلام ولجنة تقييم الأداء الإعلامي إلي وقف العديد من البرامج التي تصدر من خلالها هذه الألفاظ وغيرها ليست وليدة ظروف طارئة ولكنها محصلة انهيار في شئون التعليم وأصول التربية وسنوات من ضياع وضغوط حياة. * ولا شك أن أوضاعا كثيرة تغيرت في المجتمع بعد أن تقاربت واختلطت ثقافات الشعوب وصار العالم قرية صغيرة ولهذا حدث تأثر شديد بالغير. خذ مثلا: الكلام عن الجنس في كل الأفلام الأجنبية التي تعرض علينا ليلا ونهارا تقريبا من خلال الدش مليئة بكلمات وحوارات قذرة عن الجنس وعالمه ولغته بل إن الشتائم المقزرة وبعض الألفاظ البذيئة اصبحت مفردات تتردد تلقائيا بين الأصدقاء والأعداء علي السواء وقد انتقل كل ذلك إلي لغتنا التي نتداولها سويا. * والأفظع أن النساء شاركن في جرأة شيوع حوارات فجة كثيرة من قبيل تفتيح المخ أو مواكبة العصر ومواجهة ضغوط الحياة وإدعاء محاولة التخفيف من الهموم إن كل ذلك وغيره يجعل الضيف المتحدث أمام الشاشة نتاجا لعالم تأثر به وطبعا لن يردعه عندئذ أن يكون في عنقه أو في ياقة قميصه ميكروفون ينقل كلامه أو كاميرات تبث صورته علي الهواء إلي الملايين عبر الشاشة لأن المسألة يحسمها سلوك وحوار عام متداول وشائع بين الناس لابد من مراجعته. * إن كل أزمة نتعرض لها سواء في المباريات أو صراع علي لاعب كرة ربما لا يكون موهبة أو انتخابات برلمانية مثل تلك التي تدور رحاها حاليا أحد الأسباب التي تضاعف هذه الأزمة. * إننا يجب أن نصحح أوضاعا كثيرة في مجتمعنا كي نتخلص من كثير من المفردات التي اقتحمت قاموس حياتنا إننا عندما نتيح لنوابغنا في العلم والثقافة وحتي في لعبة الكرة ان يتقدموا وأن تكون لهم الصدارة وعندما نؤكد لاصحاب الواسطة والنفوذ ومن لهم "ضهر" في موقع ما أو برلمان أننا لن نتقدم بهم وعليهم التراجع. عندئذ فقط سوف نخفف من الضغوط النفسية وننشر لغة مهذبة بين الجميع. علينا قبل أن تتضاعف هذه الظاهرة أن نهيئ لحوارات راقية في البيوت وأن تكون هناك توعية إعلامية بذلك ثم في المدارس وأن تكون تلك هي البداية الحقيقية لصناعة بشر يتحدثون بتلقائية في كل زمان ومكان وأن يكون الحذر نابعا من النفوس قبل "حصار" ميكروفون أو كاميرات للتليفزيون. ف.ك [email protected].