حفلت الساحة الكروية في الآونة الأخيرة بالعديد من المواقف والأخبار التي تستحق التوقف أمامها. في ظل حالة الغضب التي تجتاح البعض. وتزايد حدة التعصب بين جماهير الأندية. واتخاذ مواقف تستحق التعليق. كان نجم فريق نادي الزمالك شيكابالا. هو مثار اهتمام الجماهير والمسئولين والخبراء في الأسابيع الأخيرة. بعد تألقه الواضح في مباريات الدوري العام وقيادته للفريق الأبيض لتصدر جدول مسابقة الدوري العام لأول مرة منذ فترة طويلة. ونال إشادة الجميع. إلا أن شيكابالا فاجأ الجميع ورفض الانضمام لصفوف منتخب مصر بداعي الإصابة التي شكك فيها البعض. داخل الجهاز الفني للمنتخب واعتبرها مجرد محاولة من اللاعب للتهرب من اللعب للمنتخب تحت قيادة الجهاز الفني الحالي مكتفيا باللعب مع فريق الزمالك. شيكابالا. حالة خاصة في الكرة المصرية في الفترة الأخيرة. بما يملكه من موهبة واضحة. لفتت أنظار الجميع إليه. ولكن لابد وأن هناك أسبابا وراء عدم انضمامه لصفوف المنتخب. لاسيما وأن اللعب للمنتخب أمنية أي لاعب كرة قدم في جميع أنحاء العالم. ولكن أن يرفض لاعب يمتلك موهبة شيكابالا اللعب علي المستوي الدولي. فلابد وأن لديه أسبابا وراء ذلك. شيكابالا. اشتكي من عدم الاهتمام به في منتخب مصر. ولديه شعور دفين بأنه لا يلقي المعاملة التي يستحقها في منتخب مصر. وأن هناك لاعبين آخرين يلقون معاملة أفضل منه. وهو ما يؤثر عليه نفسيا وبالتالي فنيا. ويفضل عدم اللعب لمنتخب مصر لهذا السبب. وهو ما يجب مناقشته والبحث عن حل له خوفا من إهدار هذه الموهبة. فهو يحتاج للتقويم وليس للكسر. إذا كان الجهاز الفني لديه تحفظات علي طريقة أداء شيكابالا. فلابد من توضيحها للاعب وللرأي العام. ومحاولة إصلاحها. كما أنه إذا كان للجهاز تحفظات علي اللاعب فلماذا تم استدعاؤه. اللهم إلا إذا كان هذا الاستدعاء مجرد ¢سد خانة ¢ لعدم التعرض لهجوم من جماهير الزمالك. قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن البعض - وكاتب هذه السطور منهم - طالب محمد أبوتريكة. بإعادة التفكير من مستقبله الكروي علي المستوي الدولي علي الأقل. بعد تراجع مستواه الفني والبدني في الفترة الأخيرة. ولم يعد هو أبوتريكة الذي عرفته الجماهير. والذي كان يصنع الفارق لفريقه سواء منتخب مصر او فريق الأهلي. حمل البعض مشعل الدفاع عن أبوتريكة. بشكل يحمل في طياته درجة نفاق فجة. وكأن من طلبوا من أبوتريكة دراسة الأمر من جديد والوقوف مع نفسه. محاولة لإجباره علي الاعتزال. وهو قرار لا يستطيع أحد إتخاذه سوي اللاعب نفسه. أو أن الأمر لمجرد الهجوم علي أبوتريكة. وهو مالم يقصده أحد. لأن أبوتريكة قيمة وقامة كبيرة ستبقي في تاريخ الكرة المصرية. فالجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة ¢المعلم¢ حسن شحاتة. ضم أبوتريكة. لمعسكر المنتخب في مباراة أستراليا الودية الدولية الاخيرة. رغم أن أبوتريكة لم يشارك مع الأهلي في الفترة الماضية. وجاء هذا الاستدعاء كمحاولة لمساندة اللاعب نفسيا بعد المعاناة التي عاني منها مؤخرا. وتخلي جهاز المنتخب عن شروط الانضمام لصفوف الفراعنة التي وضعها منذ أن تولي المسئولية في ديسمبر 2005. تخلي جهاز المنتخب عن شروطه لضم اللاعبين لصفوف الفريق الوطني. لم تتوقف عند أبوتريكة فقط. بل إن الجهاز فتح باب الاستثناءات أمام العديد من اللاعبين. منهم محمد زيدان لاعب فريق بروسيا دورتموند الألماني. والغائب عن الملاعب منذ سبعة شهور تقريبا بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي. برر الجهاز الفني لمنتخب مصر ضم زيدان. بأنه نوع من تجهيز اللاعب وإدخاله جو المنتحب. وهو مبرر غير مستساغ أو مقبول وفيه مجاملة واضحة للاعب. وهذا ليس تقليلا من إمكانيات زيدان. لانه يمتلك إمكانيات كبيرة بالفعل. ولكن منتخب مصر ليس مجالا لتجهيز اللاعبين. باب المجاملات فتح علي مصرعيه في منتخب مصر مؤخرا. وسيدفع الجهاز الفني ثمن مجاملاته مستقبلا. لأن العدل أساس الحكم كما هو معروف في كتب القانون. ومتفق عليه. وعندما يتخلي الجهاز الفني عن عدله الذي كان يطبقه في الماضي القريب. فإنه سيكون مطالبا بمجاملة بقية اللاعبين. عدل الجهاز الفني للمنتخب تخطي لاعب الإسماعيلي عبد الله السعيد. الذي كان يستحق الانضمام لصفوف المنتخب. بعد تألقه الواضح واللافت للنظر مع فريق الدراويش في الدوري العام. خاصة وأنه مازال صغيرا. وبررالجهاز الفني عدم اختيار السعيد. بوجود أكثر من لاعب في نفس مركزه. وهو مبرر غير مقنع. اللهم إلا إذا كان تجاهله لحساب لاعبين آخرين. الجهاز الفني أعلن عن بداية مرحلة تجديد صفوف الفريق الوطني منذ إنتهاء بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة. وتجديد الصفوف كما نعرفه يكون بضخ دماء جديدة في المنتخب. وليس الإبقاء علي اللاعبين القدامي. وضم لاعبين جدد أمثال حفني أو إبراهيم صلاح وأحمد دويدار. أمر جيد ويحسب للجهاز الفني. ولكن لابد وأن يستمر العدل علي جميع اللاعبين. واختيارات اللاعبين حق مكفول للجهاز الفني في النهاية لأنه من سيحاسب أمام الجماهير الغاضبة بسبب موقف الفريق في تصفيات أمم أفريقيا.