* ربما تكون هي المرة الأولي التي أتناول فيها حديثاً عن الرياضة وبخاصة كرة القدم.. ولعل ما دعاني لأن أخوض في غمار هذا الموضوع.. ذلك العُرس الرياضي الأفريقي الذي تحتضنه "أرض الكنانة" مصر ممثلاً في بطولة كأس الأمم الأفريقية والذي كان مقرراً أن يُقام في المغرب الشقيق ولكن لظروف عدم الجاهزية اعتذر الأشقاء فأسقط في أيدي مسئولي الاتحاد الأفريقي "كاف" آنذاك ومن ثم ولظروف وضيق الوقت اعتذرت الشقيقات الأفريقيات عن عدم استضافة البطولة وكاد يتم "العصف" بالبطولة لولا القرار الشجاع للقيادة السياسية والذي كان قاطعاً بقبول "تحدِ جديد".. وتقدمت "أم الدنيا" لاستضافة البطولة ورفعت الحرج عن الاتحاد الافريقي أمام العالم أجمع.. وجنّدت الدولة بمختلف الأجهزة جهودها لإنجاز وإنجاح البطولة فوق أرض الكنانة التي هي في ذات الوقت رئيس الاتحاد الافريقي والافتتاحية الرائعة للبطولة تنم عن الجهود الكبيرة التي بذلت خلال الفترة التي سبقت انطلاق البطولة.. حيث قامت كتيبة كاملة من شباب المصريين بتنفيذ التكليفات لتخرج البطولة بتلك الروعة وكان عامل الوقت "الضيق" تحدياً في حد ذاته ولكن إرادة المصريين قهرت كل هذه الصعاب وأنجزت وقدمت أمام العالم أجمع شكلاً أكثر من رائع لبطولة تضاعف اعداد المنتخبات فيها من 16 منتخباً إلي 24 للمرة الأولي في تاريخ بطولة كأس الأمم الافريقية.. والأكثر من ذلك أن "رأس الدولة" كان متابعاً بنفسه لكل صغيرة وكبيرة تخص البطولة وكثيراً ما كانت زياراته الميدانية المفاجئة لمتابعة الاستعدادات التي كانت تجري علي قدم وساق. * تلك هي مصر التحدي وأولئك هم المصريون.. شعب إذا أراد العلا والرقي والتقدم صنع ذلك بارادة يحسده عليه كثيرون والناظر المتأمل المحايد يدرك حجم التحديات التي عاشها المصريون منذ فجر التاريخ فصنعوا حضارة قمة في الرقي ومازالوا يواصلون العطاء.