الإنجليز احتلونا لسنوات وسنوات. وامتصوا فيها خيراتنا واستولوا عليها.. وأعتقدوا أن الدول العربية ستظل مستعمرات خاضعة لهم.. ولم يخرجوا إلا عندما انتفض العرب وثاروا..! والإنجليز أو البريطانيون مازالوا يعتقدون في وصايتهم علي المنطقة العربية وفي رسم السياسات لها وتحديد مساراتها وتقرير مصيرها. والإنجليز الذين كانوا سبباً في كارثة ضياع فلسطين من خلال وعد بلفور المشئوم يتعاملون مع المنطقة العربية ودولها باستعلاء وغرور نابع من فكر استعماري لدولة تعتقد أنها مازالت الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس. ولأن الفكر الإنجليزي مازال فكراً تآمرياً قائماً علي سياسات "فرق تسد" التي اتبعوها لترسيخ احتلالهم للدول العربية فإنهم مازالوا علي اعتقادهم بجدوي هذه السياسات ونجاحها في التفريق بين الأشقاء العرب وتأليب الشعوب علي الأنظمة والأنظمة علي الشعوب. والصحافة البريطانية هي انعكاس لعقلية وفلسفة واتجاهات امبراطورية الشر التي تحولت إلي امبراطورية خاضعة للامبراطورية الأمريكية الجديدة التي تحكم العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. والصحافة البريطانية الآن تحاول الإيقاع بين السودان الشقيق والدول العربية لمساندة له من أجل استقراره وعبور المرحلة الانتقالية التي يمر بها منذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير. وبريطانيا التي تستضيف قادة لجماعات العنف والإرهاب في أراضيها لا تبحث عن المصلحة العربية.. ولا عن حقوق الإنسان في عالمنا العربي.. ولا عن خطوات إصلاحية.. فبريطانيا لو كانت تطبق وتدرك وتستوعب المبادئ التي تتحدث عنها لكان لزاماً عليها أن تدفع للعالم العربي أو لا تعويضات هائلة عن سنوات الاحتلال وأن تعتذر لكل الدول التي احتلتها عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان في هذه الدول.. وأن تتركها لحال سبيلها تقرر شأنها بنفسها دون حاجة لنصائح بريطانية مسمومة ومضللة. *** ونبدأ اليوم عيد الفطر المبارك.. وهو أول عيد يأتي في هذه الأجواء الجدلية الساخرة حول موعد نهاية شهر رمضان الفضيل. فمواقع التواصل الاجتماعي انفجرت من الكم الهائل من التعليقات الاستظرافية الساخرة حول إعلان بداية عيد الفطر في يوم الأربعاء وليس الثلاثاء كما كان الناس قد أعدوا عدتهم وتأهلوا نفسياً لذلك. وما حدث غريب ومثير ولا تفسير له.. فدار الإفتاء وفي بيان التزم بقواعد الرؤية الشرعية أعلنت أنها لم تتمكن من رؤية الهلال وعليه فيوم الثلاثاء كان المتمم لشهر رمضان. وبدلاً من تقبل البيان بالسعادة لأننا سنعيش يوماً آخر في أجواء الشهر الفضيل. فإن الناس انطلقت في حوارات من التنكيت والتبكيت والسخرية حول "تأجيل" العيد..! ولم يكن في الأمر ما يستدعي كل ذلك خاصة أن الدولة كانت قد أعلنت عن إجازة للموظفين تبدأ من يوم الثلاثاء.. ولم يكن هناك ما يدعو لأن الناس معظمها كان مريضاً أو علي سفر.. وفي الحالتين كان الشهر الفضيل فد انتهي..! *** ولأننا بدأنا العيد والناس في إجازات فإن الحديث الجدي في هذه الأجواء لن يكون مناسباً كثيراً.. وان كان لابد أن نذكر أن قانون المرور الجديد يدخل مراحله الأخيرة. وسيتم استكمال مناقشاته في مجلس النواب بعد العيد.. وهو قانون نعقد عليه الآمال في استكمال مسيرة الدولة العصرية وفي أن يكون هناك شكل حضاري إنساني للشارع المصري وأمنه وانضباطه. والقانون الجديد يشدد العقوبات علي السرعة وعلي الالتزام بمسافة بين السيارات وعلي قواعد السلامة والأمان. والقانون الجديد إذا ما خرج إلي الوجود بالصورة التي عليها. وإذا ما وجد أيضا طريقه للتطبيق الصادم فإنه سيكون أفضل وأقوي ثورة حضارية في تاريخ مصر تضع حداً لنزيف الدم في الحوادث المرورية التي فاقت كل المعدلات العالمية. *** ونعود لحديث السحر والشعوذة. واتهامات وجهت إلي طارق العشري المدير الفني لنادي حرس الحدود باستخدامه السحر من أجل التعادل مع نادي الزمالك. والاتهامات مضحكة وغير مقنعة. فلو كان العشري ساحراً ويتعامل مع الجان لكان قد فاز بالدوري العام بدلاً من أن يكتفي بالتعادل في مباراة.. ولكان قد منع هزيمة العشري وحرس الحدود من الزمالك في مباراة الدور الأول..!! والدوري راح بفعل جن آخر..! *** وستعود المطربة شيرين للغناء في مصر مرة أخري بعد أن أصدرت نقابة الموسيقيين قراراً برفع الإيقاف عنها بعد أن قدمت شيرين اعتذاراً للشعب وللنقابة..!! ونأمل أن نتعلم شيرين من أخطائها وأن تلتزم بالغناء فقط بدلاً من التعليقات المسيئة لغيرها من الفنانين.. ولوطنها أيضا. وان كنا نشك في ذلك.. لأن أزمة شيرين لم تكن مع النقابة.. أزمتها مع نفسها.. وهي أزمة ثقافة.. وأزمة غرور..!