لاقت مبادرة "ثلاجة الخير" التي دشنها مجموعة من الشباب استحسان المواطنين والدعوة للتكافل والتراحم بين الناس.. يضع فيها القادرون الأطعمة والعصائر والفواكه للمحتاجين دون مقابل.. بدأت بحي المعادي وانتشرت في معظم الأحياء خاصة في شهر رمضان لتكون عنوان الخير والمودة بين المواطنين. محمد محمود- صاحب محل أدوات منزلية- يقول قام أحد فاعلي الخير من سكان المعادي والمقيم خارج البلاد بنشر فكرة "ثلاجة الخير" وتم اختيار ثلاثة أماكن حيوية في منطقة المعادي لتكون النبتة الأولي لتلك الفكرة التي لاقت مشاركة فعالة وترحيبا كبيرا من سكان المنطقة. وتوضح- هبة العربي- أنها فكرة خيرية جيدة تحفز الأجيال المختلفة علي مبدأ مشاركة ومساعدة الآخر وتتمني انتشارها في كل أنحاء الجمهورية وبالتالي لن نجد أي محتاج. ويقول سعيد محمد- هذا المشروع خيري من الدرجة الأولي فهو ينشر فكرة التكافل الاجتماعي بين الناس ومواجهة الغلاء الذي يقف حائلا أمام الفقراء والمحتاجين لسد احتياجاتهم. وتري مها علي- أنها وجدت هذه الثلاجة بجوار قسم شرطة بولاق الدكرور وتسابق الأهالي في وضع مختلف العصائر والأطعمة بها حتي يتسني للصائمين والمحتاجين الحصول علي طعام الإفطار ويتم تغيير المتبقي منها يومياً حتي لا يفسد الطعام ولا يضر بأحد. ويؤكد محمود محمد- أن هذا العمل الخيري انتشر حالياً بشكل غير مسبوق حتي شاهدته في شارعي قصر العيني والهرم.. فالكل يسعي للخير أينما كان وانتشارها بهذه السرعة دليل علي مدي تعاون المواطن المصري مع أي عمل خيري.. مضيفاً أن الفكرة استمرت بفضل نجاحها حتي الآن وأصبحت الثلاجة تمتلئ يومياً حيث يتبرع المواطنون بوضع العصائر والفاكهة الطازجة وزجاجات المياه المعدنية كذلك بعض الأكياس التي تحتوي علي عدد من خبز الفينو وقطع الجبن المغلف وتعتبر كوجبة إفطار. بشير مسعد- مهندس- يري أن الفكرة ممتازة لتدعيم مبادئ التكافل الاجتماعي التي كانت موجودة بالماضي حيث تحفز القادرين علي شراء بعض المنتجات كل حسب مقدرته ووضعها للمحتاجين دون مشقة البعد عنهم والتي وفرت المساعدة للمحتاجين دون التفرقة بينهم علي أي أساس عرقي أو ديني قائلاً "هي دي مصر". سامية محمود- ربة منزل- تشاركه الرأي قائلة. معظم الناس تقوم بإعداد الوجبات المتنوعة لأسرهم ولا ننكر أن الفائض منها يظل في الثلاجة إلي أن تنفذ صلاحيته ويلقي بالقمامة في الوقت الذي لا يجد البعض قوت يومه وفي مشهد محزن يبحث عنه بين صناديق القمامة. وتعد هذه الثلاجات منفذا جيدا لمن يبحث عن عمل الخير فإذا قامت كل ربة منزل بتحضير علبتين أو أكثر من كل وجبة تقوم بإعدادها وتضعها في ثلاجة الخير تكون قد تصدقت عن أسرتها ومالها ومجهودها وستساعد الغير بصورة غير مباشرة لا تجرح مشاعرهم. ويتفق معها عبدالفتاح إبراهيم- انه نظراً لنجاح الفكرة فقد انتشرت في بعض الأحياء الأخري مثل الزاوية الحمراء والبساتين وبعض المحافظات كأسيوط والبحيرة والمنوفية وذلك من خلال صفحات تم تدشينها علي الفيس بوك باسم "ثلاجة الخير".. فالقادرون يدعمون تلك الثلاجات بأصناف من الخضار معبأة في أكياس تكفي احتياجات الأسبوع وبذلك يتم رفع عبء أحد البنود الهامة من ميزانية الأسرة وتمتد الفكرة لتضم الفاكهة وغيرها من السلع الأساسية التي تحتاجها ربة المنزل.