بحثت كثيراً عن مرض الذئبة الحمراء "الفراشة الحمراء" قبل عرض مأساة فعرفت أن للجهاز المناعي في جسم الإنسان مهام ووظائف عديدة. أهمها مقاومة الميكروبات والأجسام الغريبة التي قد يتعرض لها الجسم. وفي حالة حدوث خلل ما مثل مهاجمة الجهاز المناعي أجزاء من الجسم ذاته عن طريق الخطأ فهذا يعطي إشارة تنبيه بوجود مرض مناعي. والحقيقة هناك العديد من أمراض المناعة الذاتية. دعونا نركز اليوم علي واحد من هذه الأمراض المناعية وهو ما يعرف بالذئبة الحمراء والتي لايزال سببها غير معروف لدي الأطباء سوي أنها مرض مزمن من أمراض المناعة يرافق المريض مدي الحياة. ويصيب العديد من أعضاء الجسم أكثرها تأثراً المفاصل والجلد. أما أخطرها إصابة فهي الكلي والمخ والرئة والقلب. هذا المرض يجعل لجهاز المناعة يفقد القدرة علي التفرقة بين خلايا وأنسجة الجسم والأجسام الغريبة الدخيلة عليه. مما يؤدي لإنتاج أجسام مضادة تري خلايا الجسم علي أنها خلايا دخيلة فتحاول القضاء عليها والتخلص منها فتحدث التهابات في أجهزة الجسم المختلفة وعندما تستمر لفترة طويلة يؤدي إلي تلفها واختلال وظائفها الحيوية.. ورغم كل ذلك لم يتوصل العلم إلي معرفة سبب محدد لهذا المرض حتي وقتنا هذا وبرغم اختلافه وتفاوته من شخص إلي آخر. ولكنه بشكل عام له أعراض تؤكد وجوده تبدأ بارتفاع في درجة حرارة المريض تستمر لمدة طويلة دون أسباب واضحة ويصحبه إحساس بالتعب والإرهاق والآلام أو تورم بالمفاصل أو نزف بالجلد نتيجة لنقص الصفائح الدموية أو طفح جلدي أحمر بالوجه والذي يُعرف بطفح الفراشة لوجوده علي الأنف والخدين مشكلاً ما يشبه الفراشة. وبطلة اليوم "أ.ل.س" عمرها 23 عاماً أصيبت بمرض الذئبة الحمراء منذ نعومة أظافرها وهي في التاسعة من عمرها عندما لاحظ والداها ارتفاع درجة حرارة جسدها. لف بها والدها الرجل البسيط "أرزقي" كعب داير علي المستشفيات ولكن لم يستطع أطباء محافظتها تشخيص حالتها حتي نصحه أحد الأقارب بعرضها علي أطباء مستشفي أبوالريش وهناك قام الأطباء بتشخيص حالتها وصرف العلاج لها.. ورأي والداها أن صحتها أهم من تعليمها.. مرت الأيام والسنون وكبرت.. وقام مستشفي أبوالريش للأطفال الذي كان يتابع حالتها بتحويلها علي قصر العيني لأنها لم تعد طفلة وبالفعل تم قبول ملفها وصرف علاجها بانتظام حتي بداية السنة الجديدة 2019 تم وقف صرفه دون مراعاة لحالتها الصعبة ودون سبب واضح رغم أنها في أمس الحاجة إليه لتخفيف آلامها وأوجاعها. وخلال الشهرين الماضيين أصبحت طريحة الفراش لا تقوي علي التحرك حتي داخل منزلها البسيط بسبب تورم مفاصلها وشعورها بالإعياء المستمر. ** فهل يتدخل المهندس مصطفي مدبولي رئيس الوزراء والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة لمساعدة "البنوتة" المسكينة وينظر لها بعين الرأفة لتوفير علاجها بشكل مستمر ومنتظم لتسكين آلامها؟