عند زيارتي مكة والمدينة منذ أسبوعين لأداء العمرة وأثناء الطواف حول الكعبة والسعي ما بين الصفا والمروة ورؤيتي لمئات الآلاف من المعتمرين المسلمين الوافدين من كل دول العالم الإسلامية والمسيحية وانبهرت بأداء المجموعات القادمة من الدول الآسيوية والأفريقية خاصة من اندونيسيا وماليزيا والفلبين والعراق وتركيا وايران والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين وبنجلاديش وباكستان وسنغافورة حيث يؤدون المناسك بأسلوب جماعي وشعرت بسعادة بالغة عند سماع الأناشيد الدينية الإسلامية والدعاء الجماعي الملحن باللغة العربية من مواطنين لا يتحدثون أصلا العربية وكله دعاء إلي الله سبحانه وتعالي ونبينا محمد رسول الله. وقارنت بين هذه الايجابيات الرائعة وسلبيات المسلمين والأمور المتردية الحالية للدول والشعوب الإسلامية عامة والعربية خاصة ودار في ذهني كيف يعقل أن يتجمع مئات الألوف من المعتمرين يوميا حول الكعبة في مكة وبالحرم النبوي بالمدينة المنورة وبين دولهم اقتتال وحروب عسكرية مثل اليمن والسعودية والإمارات وقطر وتركيا وسوريا والعراق والمغرب وموريتانيا واقتتال بين فئات الشعب الواحد كما يحدث حاليا داخل سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال والسودان.. الخ. وتأملت الدور السلبي للفوضي التي عمت الدول العربية منذ عام 2011 وحتي الآن والتشريد والتدمير والقتل والاصابات التي عمت هذه الدول ودار في ذهني ماذا يحدث لو نجح القادة العرب ورؤساء الدول الإسلامية الذين هم من جسد واحد في رأب الصدع الموجود حاليا وماذا يحدث لو ظهر قائد عربي اسلامي يدعو للتصالح بين الدول العربية والإسلامية وشعوبها وتكاتف الدول الإسلامية والعربية مع بعضهم البعض في مجالات تنموية لصالح الشعوب الإسلامية وتقليل النفقات في مجالات التسليح والمعدات المستوردة كلها من الدول الأجنبية التي وضعت بذرة الفوضي ومازالت تدعم الاقتتال بين بعضنا البعض وفكرت لماذا لا يتولي زعيم مثل الرئيس عبدالفتاح بأسلوبه واصراره وعزيمته أن يتولي هذه المسئولية الاسلامية العربية الافريقية الآسيوية بالتعاون مع زعماء آخرين. وفكرت لماذا لا يقوم مصريون بتأدية مناسك الحج والعمرة بالذات بأسلوب جماعي مثل باقي الشعوب والذي يؤكد عدم وجود العمل الجماعي للمصريين في كثير من المجالات والذي ينعكس سلبيا علي أعمال البحث العلمي والصناعة والزراعة داخل الدولة المصرية وتأكدي بأهمية دور المسئولين السياسيين والدينيين بالدولة المصرية والأسرة المصرية لتشجيع الأبناء والأحفاد علي العمل الجماعي وانكار الذات كوسيلة هامة لإحداث تطوير ملحوظ بالدولة المصرية في المجالات الانتاجية والبحثية. ودار في ذهني الأهمية الدينية والروحية والتأثير الايجابي علي الفرد والمعتمر والحاج حيث يؤدي قيام المسلم بالعمرة وتواجد عشرة أيام داخل المسجد الحرام ورؤيته الكعبة وتقربه إلي الله سبحانه وتعالي والتأسي بسيدنا محمد الرسول الأمين ودعائه والاستغفار والتوبة وتأكيده البعد عن الموبقات والتمسك بالإيمان يؤدي كل ذلك إلي شحن الفرد المعتمر بقوة ايجابية عالية تجعله أكثر ارتباطا بالاسلام والدولة والعمل ولذلك رأيت ان أسلوب فرض رسوم مالية اضافية عالية علي الافراد مكرري العمرة بواسطة الحكومتين السعودية والمصرية يحتاج إلي إعادة دراسته حيث لا يعقل أن يتم فرض رسوم اضافية علي إنسان يسافر لأداء الحج والعمرة محققا نواحي ايجابية للفرد والوطن ولا يتم فرض رسوم اضافية علي الفرد المسافر للدول الأوروبية والآسيوية للسياحة التي لا تعود بفوائد ايجابية للمواطن والدولة. ودار في مخيلتي الايجابيات المحققة لصالح الفرد والوطن والعالم الإسلامي لو قام كل المعتمرين الوافدين من كل دول العالم والذي يقدر عددهم بما لا يقل عن 50 مليون فرد كل عام بتنفيذ مبادئ الإنسان المؤمن كما ورد بكل آيات القرآن الكريم وهي الإيمان والتقوي والطاعة لله سبحانه وتعالي والتأسي برسوله محمد النبي الأمي وكما جاء بالقرآن الكريم "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" البقرة 136. وفكرت لماذا لا يقوم علماء المسلمين والمدرسين والآباء والأمهات بالاستمرار في شرح مقومات الفرد المسلم المؤمن لأبنائنا واحفادنا والتي تتركز في مئات النقاط وأهمهم كما ورد بالقرآن الكريم اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والحج لبيت الله الحرام إذا استطاعوا إليه سبيلا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وذكر الله سبحانه وتعالي والإعراض عن اللغو وقراءة القرآن ولا يجعل مع الله إلها اخر والاحسان والبر بالوالدين وايتاء ذي القربي حقه والمسكين وابن السبيل وعدم التبزير ولا يجعل يده مغلولة إلي عنقه ولا يبسطها كل البسط ولا تقربوا الزني ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده وأوفوا الكيل وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تمشي في الأرض مرحا والمؤمنون هم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون والساجدون واجتنبوا الرجس وقول الزور حنفاء لله غير مشركين به وهم بالآخرة يوقنون.