"الجمهورية" تقضي يوماً كاملاً في المدينة التعليمية بأكتوبر

التصحيح الإلكتروني بكفاءة عالية .. دون تدخل بشري

أكدت الدكتورة دينا البرعي مستشار وزير التربية والتعليم للتقويم والامتحانات أن تجربة منظومة التصحيح الالكتروني التي بدأت بالفعل منذ الخميس الماضي تعمل بكفاءة عالية بعيدا عن أي تدخل بشري في تقدير درجات طلاب الصف الاول الثانوي وقالت إن هناك ما بين 500 و 800 معلم متميز يشاركون في تصحيح كل مادة من خلال 15 مركزا الكترونيا علي مستوي الجمهورية.
قالت " للجمهورية" إن السؤال الواحد في ورقة الاسئلة يتولي تصحيحه وتقدير الدرجات للاجابة عليه اثنان من المصححين في مركزين مختلفين .. واذا اختلف المصححان في تقدير الدرجة يقوم الكمبيوتر تلقائيا باحالة الإجابة الي مصحح ثالث لوضع الدرجة المستحقة بالفعل بما يحقق مصلحة الطالب.
ناشدت الدكتورة دينا البرعي اولياء الامور والطلاب بالتزام الهدوء ومتابعة التجربة لتقييمها والتأكد من انها نقلة نوعية حقيقية في تقدير درجات الطلاب تحافظ علي حقوق الطلاب وتنهي ازمة كبيرة يعاني منها الطلاب واولياء الامور سنويا مع اخطاء المصححين.
تم تجميع أكثر من 500 موجه ومعلم في اللغة العربية لتدريبهم علي تشغيل المنظومة حيث تلقي المركز الرئيسي للتصحيح اجابات الطلاب الذين ادوا الامتحانات عبر التابلت او الكمبيوتر الخاص بهم ليقوم تلقائيا بتقسيم اسئلة الامتحان وتوزيعها علي مراكز التصحيح بشكل عشوائي دون أن يعرف الموجه الجالس علي الطرف الاخر أي معلومات عن الطالب صاحب الاجابة .. ويقوم كل مصحح بتطبيق مسطرة التصحيح علي الاجابة التي يقدر لها الدرجات فاذا كان السؤال في الاصل ليس مقاليا يطبق الجهاز الذي يحمله المصحح القواعد المخزنة عليه ويمنح الدرجة ثم يعيد الاجابة مقدرة الي المركز الرئيسي مرة أخري.
أما في الاسئلة المقالية فيتم التصحيح الكترونيا ايضا حسب المعايير الموجودة مسبقا من حيث عدد الكلمات والافكار التي تتضمنها الاجابة والعناصر التي تغطيها بحيث لايمكن لأي مصحح ان يمنح درجة للطالب لايستحقها حيث يقتصر دوره هنا علي قراءة الاجابة والعناصر التي قام الكمبيوتر بفرزها فاذا ما تأكد من توافرها يقوم بالضغط علي زر الموافقة لتمنح الدرجة المناسبة للاجابة.
وهنا يمكن ان يختلف المصححان اللذان تابعا اجابة الطالب المقالية في تقدير درجات هذه الاجابة وبمجرد ان يرسلا الدرجات الي المركز الرئيسي للتصحيح يتولي الكمبيوتر المركزي احالتها الي مصحح ثالث ليكون الفيصل النهائي في تقدير الدرجة التي تستحقها الاجابة.
وقام مركز التطوير التكنولوجي بالوزارة بتشكيل غرفة عمليات مركزية "كول سنتر" مرتبط بكافة المدارس والادارات والمديريات التعليمية.
وعاشت الجمهورية ساعات داخل الغرفة التي تحتوي علي عدد ضخم من الشاشات الالكترونية واجهزة الكمبيوتر لامكانية الاتصال الصوتي والمرئي بأي مكان مرتبط بالعملية الامتحانية وتلقي الملاحظات والشكاوي من اخصائي التطوير ومديري المدارس حيث يتاح امام كل شخص داخل الغرفة أرقام تليفونات كافة المدارس الثانوية واسماء الاخصائيين المكلفين بالمتابعة والعمل ومديري المدارس للتحقق من شخصية كل منهم.
تفقدت الجمهورية مكونات وقاعات غرفة العمليات والكول سنتر مع رئيس مجلس إدارة الشركة المسئولة عن منظومة امتحانات التابلت وادارة كافة مكوناتها للتأكد من عمل المنظومة التكنولوجية بكامل طاقتها وكفاءتها.
زرنا غرف العمليات المركزية المرتبطة الكترونيا بحوالي 2400 مدرسة ثانوية لمتابعة سير الامتحانات داخل المدارس وتلقي الملاحظات والشكاوي من مسئولي وحدات التطوير بالمدارس والمديريات التعليمية والعمل علي حلها فورا بالاتصال المباشر وفي نفس لحظة تلقي الملاحظة أو الشكوي.
وتفقدنا غرفة الفيديو كونفرانس التي تتضمن 15 شاشة تليفزيونية مربوطة بكافة قاعات التطوير من خلال 2200 جهاز .. يتم من خلالها الاتصال المباشر وعمل الاجتماعات بالفيديو لتلقي التعليمات الفورية من المركز الرئيسي بالمدينة التعليمية بأكتوبر.
وبجانب هذه الغرفة يجلس المتابعون لفريق تلقي الشكاوي والملاحظات.
وأصدر وليد الفخراني مدير عام البنية الاساسية بالوزارة تعليماته الي مديري التطوير بالمحافظات بعمل معسكر مفتوح لكافة العاملين بالتطوير التكنولوجي بالمديريات والادارات علي مدار اليوم لمتابعة كافة الامور وتفاصيل العمل والتأكد من التغلب علي كافة العقبات والمشاكل ووضع الحلول العاجلة لها.
من جانبه قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم انه وسط هذا الضجيج الهائل والتوتر المحيط بأبنائنا وعناوين الفشل والسقوط والانهيار . أقبل شبابنا في الصف الأول الثانوي علي تأدية الامتحانات التدريبية من كل مكان وفي كل وقت من أوقات النهار واثبتوا درجة عالية من الوعي والرغبة في التعلم والاستكشاف رغم كل محاولات تخويفهم ورغم كل دعاوي فشل النظام بأكمله.
قال الوزير انه إذا دخل كل الطلاب "570.000" لمدة 4 أيام فإن عدد الامتحانات سيكون 2 مليون و280 ألفاً ولكن نظراً لأننا نجري "بروفة" والدخول اختيارياً فإن الأرقام المسجلة لدينا تؤكد عدداً من الحقائق أهمها:
قدم نظام الامتحانات الإلكترونية عدد " 2مليون و110000 امتحان" في 4 أيام فقط امتدت من عصر يوم الإثنين 25 مارس إلي نهاية يوم الخميس 28 مارس.
استلمنا إجابات كاملة عددها "883 ألفاً" في هذه الأيام الأربعة.
عدد الأسئلة التي نقوم بتصحيحها حالياً هو "22 مليوناً و75 ألفاً و75" وما زلنا في منتصف الجدول "متوسط عدد الأسئلة 25 في كل امتحان".
ودعا الوزير إلي أن نفكر معاً في عدد المصححين والأيام المطلوبة لتصحيح هذا العدد العائل من الأسئلة مع ملاحظة أن عدد الأسئلة كان سيقفز إلي 57 مليوناً لو دخل كل طلاب الأول الثانوي وأكملوا الامتحانات.
هناك 50 لجنة تصحيح وفي كل لجنة 30 معلم مصحح أي 1500 معلم إذا قام كل معلم بتصحيح 1000 سؤال في اليوم سوف نحتاج 15 يوماً وإذا تذكرنا أنه باقي مواد أخري في جدول الامتحانات فإن الاحتياج هنا يتجاوز 5 أسابيع لتصحيح هذه الامتحانات!
أشار شوقي إلي أننا أعددنا نظاماً رائعاً للتصحيح الإلكتروني يقوم بتصحيح الأسئلة متعددة التخصصات بينما يقوم المصححون بتصحيح الأسئلة المفتوحة أو المقالية "وهي تمثل حوالي 25% من عدد الأسئلة" في هذه الحالة يحتاج التصحيح للامتحانات كلها حوالي أسبوع واحد بدلاً من 4- 5 أسابيع.
أكد أنه بدأ التصحيح الإلكتروني صباح الخميس واشترك فيه المئات من معلمي مصر ويستمر حتي نهاية فترة الامتحانات التدريبية.
أكد الوزير أن مصر تمتلك الآن نظاماً قومياً للامتحانات الإلكترونية والتصحيح الإلكتروني / البشري يعمل بكفاءة تامة مع كوادر مصرية قادرة علي إعداد بنوك الأسئلة في كل العلوم وكوادر مصرية مدربة علي التصحيح الإلكتروني في كافة العلوم.
كما تمتلك شباباً واعيا يدرك قيمة التعلم وشغوفاً بالتقدم بدليل الأرقام التي نراها تتعلم علي نظام التعلم الرقمي علي بنك المعرفة والأرقام السالفة ممن اختاروا تجربة الامتحانات الإلكترونية.