في حوار جريء مع "الجمهورية".. أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة أن الفكر الإرهابي المتطرف لم يعد له مكان داخل الجامعة وان جميع الكليات "نظيفة" تماما من الجماعات المحظورة بعدما تمت مواجهتهم بالفكر المستنير وتوعية الطلاب من خلال الندوات واللقاءات والمؤتمرات وأيضا الأنشطة بكافة أنواعها. قال الخشت ان جامعة القاهرة نجحت بامتياز في تطوير المنظومة التعليمية والبحثية وكان لها السبق في نشر ثقافة ريادة الأعمال والتحول من ثقافة الاستهلاك إلي ثقافة الانتاج.. كما أنها شاركت في كافة المبادرات التي اطلقتها الدولة لخدمة المواطنين ومنها "100 مليون صحة" و"حياة كريمة" و"عينك في عيننا" بالاضافة إلي "صنايعية مصر" حيث تم تنظيم دورات تدريبية في مختلف الحرف والمهن لمن يرغب داخل الجامعة للحصول علي شهادة معتمدة. أكد احتلال الجامعة المركز 101 علي مستوي العالم بمجالي الصيدلة والهندسة المعمارية مشيرا إلي انه تم إنشاء ادارة للبحوث المسئولة عن تطبيق البحث العلمي علي أرض الواقع والعمل علي تحويل ثقافة المواطن من الاستهلاك إلي الإنتاج بجانب اقرار مادتي النقد الفكري وريادة الأعمال لاكمال خطة تطوير ما قبل الجامعي. قال ان مستشفيات جامعة القاهرة ستشهد طفرة تاريخية بتنفيذ مشروع تطوير قصر العيني وبناء أبوالريش الياباني وزيادة الطاقة الاستيعابية لمعهد الأورام بنسبة 30%. اضاف ان الجامعة تخلصت من ديونها وأصبحت لها موارد خاصة بها وذلك من خلال زيادة اعداد الطلاب الوافدين ووضع أكثر من 173 برنامجاً غير مدفوع الأجر. * كيف واجهتم الفكر المتطرف؟ ** اطلقت الجامعة مبادرة محاربة الارهاب ونبذ التعصب والتطرف بتفعيل الأنشطة والفنون المختلفة واجراء العديد من المسابقات الابداعية والتأكيد علي القيم الوطنية والإنسانية وخصصت الجامعة دعما كبيرا للمسابقات الداخلية والخارجية حيث حققت العروض الفنية المختلفة علي مدار السنوات السابقة حركات ابداع غير عادية وابرزت العديد من المواهب ونأمل دخول عصر جديد للفن المصري علي ايدي طلاب جامعة القاهرة يقوم فيه الفن باصلاح الوجدان المصري والحس الجمالي وعودة الروح ومحاربة كل فكر متطرف يسعي لهدم البلد أو محاولة تدمير عقول أبنائها. والجامعة سوف تقدم مزيدا من الدعم للفرق المسرحية بالكليات غير المدعومة من كلياتها بمبلغ 15 ألف جنيه في منافسات الجامعة الداخلية والمشاركة في مسابقة ابداع السابعة بعشرين ألف جنيه فنحن نقدر قيمة المسرح وفعتبره وسيلة لمحاربة العنف ونبذ الإرهاب والتأكيد علي القيم الوطنية والإنسانية حيث ان هذا الأمر ساهم في نجاح الجامعة في عبور أزمتها ومواجهة هذه الهجمة الشرسة لهذا التيار الإرهابي المتخلف الذي يعادي الدين والوطن وان الفنون المسرحية تعد بجميع أنواعها من أهم الاسباب التي تؤدي لرقي الشعور وتهذيب الأخلاق. والفنون تعتبر وسيلة لنقل الأفكار بصورة محببة للعقل البشري والنفس البشرية ومن ثم كان للفن المسرحي وكتابه في شتي بلدان العالم دور رائع في تنمية الوجدان والاحساس بالقيم الانسانية والوطنية والعروض المسرحية التي أنتجتها الجامعة خلال الفترة الأخيرة تميزت بحركة ابداع غير عادية من جانب الطلاب كما اننا قمنا بازالة تراب تراكم ثورة 25 يناير لأن المسرح كان شبه مغلق. * في رأيكم هل دور الجامعة اختلفا عما قبل؟ ** الجامعة يجب ان يتجاوز دورها التعليمي الحالي إلي خدمة الأهداف القومية والوطنية وخدمة الاقتصاد الوطني وتخريج أجيال تمتلك مهارات ريادة الأعمال والقدرة علي الابتكار والجمع بين التعليم والبحث العلمي واستغلال المعرفة وانتاج قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والنظرة المستقبلية هي الحاكمة لمسيرة التعليم في جامعة القاهرة لبناء إنسان مصري جديد وخريجين مؤهلين لتحقيق التنمية في المجتمع بواسطة تطوير التعليم وتحقيق التميز في أداء الباحثين. فمثلا كلية العلوم قامت بتمويل 20 مشروعا تخرج لطلاب المستوي الرابع ببرنامج البيوتكنولوجي لتعزيز فرص التواصل مع سوق العمل واكتساب المهارات البحثية وتم اختيار لجنة محكمين لمشروعات الطلاب من بين أساتذة الجامعات والأساتذة العاملين بالمراكز البحثية ومشروعات الطلاب جاءت وفقا لما طرحناه من رؤية حول ربط مشروعات التخرج للطلاب بريادة الأعمال وفكرة المشروعات الصغيرة المرتبطة بالتنمية في الدولة كخطوة لتحقيق نظام الجيل الثالث الذي تسعي إليه الجامعة وقد قمنا بالمشاركة بالعديد من المبادرات كمبادرة "100 مليون صحة" والتي لاقت اقبالا كبيرا ومبادرة كش فالمخدرات والتي يتم ارسال تقرير يومي لمعرفة ان كان هناك حالات تعاطي ومبادرة "صناع مصر" و"نور الحياة" ونقوم بعمل قوافل طبية وبيطرية. * اضافت الجامعة مؤخرا مقرر النقد الفكري فما هو الهدف من ذلك؟ ** اقرار مادتي النقد الفكري وريادة الأعمال بداية نظام تعليم جديد محازاة وتزامنا للتعليم ما قبل الجامعي لأنها يكملان بعضهم البعض وطرح فكرة التابلت والعمل علي تطوير الثانوية العامة ونظام الامتحان فيجب ان يكون التطوير علي التوازن حتي يتخرج الطالب من التعليم قبل الجامعي متطوراً ويدخل سقف الجامعة لتكمل نفس المسيرة وان هذه المواد ليست مجرد مواد نظرية بل انها من وسائل مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وغير السليم وانها تعد من المواد التطبيقية ولها نسبة 75% حضوراً من أجل النجاح. * وكيف تنظرون إلي وظيفة البحث العلمي؟ ** البحث العلمي أولي خطواتنا للتطوير وذلك من خلال مجموعة بحثية من ضمنها توفير بديل علف للأسماك المستورد وبديل علف للدواجن المستورد ومشاريع بحثية في واحة سيوة لتوفير مياه المشروع المليون ونصف المليون فدان من أجل تحويل ثقافة المواطن من ثقافة الاستهلاك إلي ثقافة الانتاج والاقتصاد الندرة ونعمل علي الابحاث التي تخص الاقتصاد القومي.