باهر عبد المعطي شاب مصري عمره 30 سنة .سافر لألمانيا وهو ابن 21 سنة درس وتخصص في اللياقة والقوة البدنية والعلاج الطبيعي..مهمته وضع البرامج ليعمل عليها المدربون سواء للرياضيين أو طلاب المدارس يكتشف المواهب الرياضية في سن صغيرة ويحدد اللعبة المناسبة للنشء عبر اختبارات علمية.. يؤمن أن ممارسة الرياضة تحقق فوائد كثيرة مثل علاج الأمراض بكورسات تدريبية.. وهو بطل للرياضات القتالية.. درس العديد منها ويدرب المهتمين بها.. حكاية باهر بين مصر وألمانيا في هذا الحوار. حدثنا عن البداية؟ درست نظم المعلومات وحصلت علي شهادات دولية في البرمجة وقررت البحث عن بداية مبكرة بالخارج.. وبين فرص العمل في الكويت وكندا وألمانيا اخترت ألمانيا وكنت أميل للعمل نصف الوقت لدراسة اللغة لذلك عندما أصر مديري بشركة كمبيوتر علي العمل لدوام كامل "40 ساعة في الأسبوع" تركت الشركة وتنقلت بين عدة مهن مثل النظافة والعمل في المطاعم حيث مواقف الحياة اليومية تتحول إلي خبرات. البعض يتهم الشباب بالاستعداد للعمل في أي مهنة في الخارج و¢الدلع¢ عند الاختيار داخل الوطن.. فما ردك؟ بحب الشغل في كل مكان.. كنت أعمل أثناء الدراسة.. أشيل رمل وطوب وأركب دش وأصلح كمبيرتر وأساعد أخوالي في إدارة مكتبة بطنطا.. ولما سافرت لألمانيا وتعثرت فرصة العمل بشركة الكمبيوتر كان من الممكن أن أعيش بإعانة حتي أجد فرصة أفضل ولكني أصررت علي العمل وعندما كان يرفضني المدير باعتبار أنني مؤهل لوظائف أخري كنت أطالبه بمهلة لإثبات نفسي وأمسح وأطبخ وأغسل وأذاكر بين العمل والآخر وبالفعل تقدمت في اللغة وكسبت ثقة رؤسائي وبعد عام ونصف العام من المساعدة في المطعم عرضوا علي الادارة ولكني وجدت تحديا اخر في الرياضة.. كيف كان الانتقال من البرمجة للرياضة ؟ أمارس الرياضات القتالية من سن 14 سنة في نادي اتحاد الشرطة الرياضي مثل الكونج فو والكاراتيه والتاي بوكسينج وحصلت علي مراكز أولي في بطولة الجمهورية والقاهرة لذلك واصلت رياضة K1 محترفي الكيك بوكسينج وشاركت في بطولات في جنوبألمانيا وأصبت بأزمة ربو فمنعني الطبيب والمدرب من اللعب لمدة 6 شهور استثمرتها في تعلم رياضات أخري ووجدت نفسي مع الوانج تشون ¢أحد فنون القتال الصينية¢ بعد أن فهمني المدرب وعرف شخصيتي وأعجبني أنها تهتم بالقوة الحقيقية التي يمكن استخدامها في المواقف العادية إذا تعرضت لاعتداءات في الشارع بعكس البطولات حيث تلعب لكسب النقاط . وبدأ المدرب يوجهني كيف استخدم كل عضلة في الجسم واستطعت الحصول علي درجة خبير بعد 4 سنوات من الدراسة النظرية والعملية. هل كان الانتقال سهلا ؟ جمعت بين الدراسة والعمل وحصلت علي شهادات متخصصة فدرست في جامعة ديربي بانجلترا تطوير المنتخبات في الرياضات القتالية ودرست في DFLV الهيئة الألمانية لللياقة والقوة البدنية وحصلت علي الماجستير وعملت فيfirst fitness وهو مركز رائد والالتحاق به بعد اختبارات شاقة ولديهم جامعة خاصة لإعطاء الكورسات وإعداد المدربين. ماذا تعمل حاليا ؟ عملي الأساسي في شركة Holstentherme كمسئول عن اللياقة لأكثر من 200 عامل و700 ألف زبون في العام وأنا أيضا مدرب لياقة بدنية وأحمال في EFC EintrachtNorderstedt أحد فرق الدرجة الثالثة محترفين بالدوري الألماني. كما أعمل مدير فني أضع البرامج التدريبية وأنظم الأحداث الرياضية وأختار المواهب الرياضية في 4 مدارس بهامبورج وفي ديسمبر الماضي وقعت عقدا مع وكيل لاعبين لتحقيق التوافق النفسي والبدني لمجموعة من اللاعبين علي رأسهم باتريك بيفيفر مدافع هامبورج بالاضافة إلي تدريب الفنون القتالية "الوانج تشون" . هل واجهتك صعوبات في العمل في ألمانيا ؟ بالطبع البعد عن الأهل ليس سهلا ولكني أصريت علي النجاح وكان من الممكن أن يكون السفر مبكرا لفرنسا وأنا ابن 14 ضمن الجمعية المصرية لرعاية النابغين. وفي المانيا لمست احترام المجتمع للعامل وتوفير ظروف النجاح والمهم الاستعداد بالدراسة و القدرة علي العمل تحت ضغط والتعامل الدبلوماسي وسأتوج ذلك بدرجة العالم في الرياضة العام القادم. ما الذي تعلمته في ألمانيا؟ الالتزام بالوقت وقيمة الدقيقة والتحكم في مشاعري ولا أخضغ للضغوط والتفكير بموضوعية وكل ما يساعد علي جودة العمل. ما الخبرات التي تود نقلها للوطن؟ تحويل الرياضة إلي ثقافة.. هناك أمراض كثيرة علاجها بالرياضة مثل النوع الثاني من السكر وأمراض القلب والرئة حتي الضغط يمكن التحكم فيه بالرياضة ويهتم كثيرا بدعوة الرئيس للشباب لممارسة الرياضة للحفاظ علي الصحة. وبالنسبة للمدارس أتمني وجود منظومة رياضية تتيح للطلاب إخراج الطاقة السلبية ليكونوا نافعين في المجتمع وفي كرة القدم أتمني إدخال الأسلوب العلمي.. والدليل الأداء غير المرضي في كأس العالم لم يكن سببه نقص المهارات إنما ضعف التوافق العضلي العصبي و يجب مراعاته منذ الصغر.. لذلك يتمني باهر نقل الخبرات التي اكتسبها لبلده بالتعاون مع المؤسسات الرياضية وهو حريص علي إقامة ورش تدريبية للياقة والتغذية أثناء زيارته لمصر كما يقدم استشارات مجانية عبر صفحته علي الفيس بوك. ما أحلامك وطموحاتك للمستقبل ؟ومتي تفكر في العودة ؟ عايز اتعلم صح وبأساليب علمية وطموحي التدريب في البوندسليجا "دوري الدرجة الاولي" وأطمح للمساهمة في البحث العلمي في مجال الرياضة.. وبالنسبة للعودة لمصر أنا باشتغل وباستمتع و باتعلم عايز أوصل لأعلي درجة وبعدين أخد القرار مع الاستعداد التام لخدمة بلدي في أي وقت .