شهد معرض الكتاب في يوبيله الذهبي بمقره الجديد اقبالاً كبيراً من الزوار كباراً وصغاراً.. في يومه السادس.. حيث حرص المترددون علي شراء ما يلزمهم من كتب سواء سياسية أو دينية أو علمية أو للاطفال وغيرها من الإصدارات التي تتضمنها الأجنحة المختلفة سواء من مصر أو خارجها. بالاضافة إلي الندوات الثقافية. عبر الزوار عن سعادتهم لما يحتويه المعرض من إصدارات متنوعة وروايات عالمية ودوريات وترجمات لامهات الكتب الغربية واكدوا أن نقل المعرض الي مكانه الجديد بالتجمع الخامس لم يمنعنا من الذهاب إليه. لأننا ننتظر هذا العرس السنوي بشغف حيث تجتمع فيه كافة ما يلزمنا. بالاضافة إلي العروض الفنية والشعبية والسينمائية الخاصة بالأطفال. اكدوا أن توفير وسائل النقل الي المقر الجديد من مختلف الأحياء بالقاهرة ساهم في زيادة أعداد الزوار والاقبال عليه. شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي هذا العام تحولًا كبيرًا با نتقاله إلي منطقة التجمع الخامس. وهو ما دعا البعض للتشكيك في الإقبال الجماهيري عليه. وكذلك دور النشر . معللين ذلك ببعد المسافة وعدم وفرة وسائل المواصلات بصورة كافية والمشاركة المحدودة لسور الازبكية. لكن الواقع يقول من خلال آراء الناس وخاصة المثقفين والمبدعين الذين زاروا المعرض أخيرا والذين التقتهم "الجمهورية". إن هناك إقبالًا كبيرًا وسعادة تغمر الوجوه نظرا للتسهيلات الكبيرة التي قامت بها الجهات المنظمة ومعاونوها من حيث نظام العرض والنظافة وسهولة الوصول للمعرض. الناقد الكبير د.أحمد يوسف. الأستاذ في كلية الآداب جامعة الزقازيق. قال إن المعرض حدث ثقافي استثنائي في تاريخ الثقافة المصرية المعاصرة.كانت بدايته العام 1969م في المقر الأقدم بالقرب من برج القاهرة. ثم أرض المعارض بمدينة نصر.هذا التحول من مقر إلي مقر له عندنا دلالات من أهمها ازدياد إقبال الزائرين من مصريين وعرب وازدياد الطلب علي الكتاب بوصفه مصدر المعرفة والعلم والتعلم والثقافة. والمقرالجديد الحالي مقر له سمة الزمن الذي نعيشه وهو التنافسية بين مصر وغيرها من البلاد الأخري . ثم بين مصر وغيرها من بلاد العالم المتقدم الذي تعد الثقافة أحد أهم دعائم تقدمه ونفوذه وقوته الناعمة. مصر بهذا المقر تعلن أنها علي قدر المنافسة والتنافسية. وأنها تعيش تاريخها وتصنعه. وأنها أبدًا لاتخرج من التاريخ كيف وهي أرض التاريخ وفجر الضمير. أضاف أن ما لفت نظري هو ما رأيته علي واجهات صالات العروض صورتان دالتان علي اليمين واليسار إحداهما لثروت عكاشة والثانية لسهير القلماوي. الأول مؤسس صرح الثقافة المصرية بكل أفرعها ومؤسساتها الباقية حتي الآن. والثانية أول طالبة تخرجت في جامعة القاهرة وأول تلامذة طه حسين ورئيسة الهيئة العامة للكتاب وواضعة اللبنة الأولي لهذا المعرض. هاتان الصورتان دالتان علي أن ذاكرة الوفاء والعطاء المصرية لم تجف ولَم تنضب. تجولت في أنحاء كثيرة من أجنحة الكتب بوصفي زائرًا تاريخيًا وبوصفي مؤلفًا للعديد من الكتب المنشورة في مصر والبلاد العربية . لذلك كنت حريصًا كل الحرص علي التعرف علي الجديد من الكتب. فلفت نظري كتب جديدة في نقد التحولات الاجتماعية التي مرت بها مصر علي امتداد خمسين عاما. وكتب أخري في الشأن الثقافي المصري وصلاته المتعددة بالعولمة والثقافات الشرقية تحديدًا. وتوقفت عند الإنتاج الروائي الكبير واهتمام دور النشر بهذا الإنتاج. لكني لاحظت أنه علي الرغم من وفرة هذا الإنتاج لاتجد اسمًا بارزًا متخطيًا أقرانه كما كنا في زمن ليس بعيدًا نحتار في اختيار لمن نقرأ. أكد إن هذه الوفرة من الكتب المعروضة وكثرة دور النشر والإقبال المتزايد من الجمهور ليدعوني التشكيك في القول السائد أن الناس لايقرأون وأنهم اكتفوا بما تقدمه لهم شبكات التواصل الاجتماعي. وأن بضاعة الكتب قد نفقت. وهذا غير صحيح علي الإطلاق. مازال العقاد وطه حسين ونجيب والحكيم وإدريس وعبدالصبور مقروئين إلي الآن ومازالت كتبهم في متناول الفقير والغني. أما الناقد د. عزوز علي إسماعيل قال أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي هذا العام في ثوب جديد بعد أن انتقل من مكانه القديم إلي أرض المعارض بالتجمع الخامس. ويأتي كذلك في ظرف متميز حيث مرور خمسين عاماً علي إنشائه. بقرار من وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة بعد أن عرض الفنان عبدالسلام الشريف فكرة إقامة معرض للكتاب في القاهرة في ذكري وصول القاهرة إلي ألف عام فأعجب بالفكرة وأشار علي الدكتورة سهير القلماوي رئيسة هيئة الكتاب والنشر آنذاك بعمل معرض للكتاب ولاقت الفكرة إعجاب الكثيرين وكان للمثقف الكبير الأستاذ إسلام شلبي الدور البارز للترويج للمعرض وإعلام الدول الغربية به فقد كان متحدثاً لبقاً باللغة الإنجليزية. وله الفضل في أن يأتي إليه 27 دولة غربية وبحضور 400 دار نشر. لذلك علينا أن نتذكر تلك الأسماء الكبيرة التي تركت لنا هذا التراث. بالفعل معرض هذا العام معرض متميز جداً وقد بذل السادة القائمون عليه جهداً كبيراً لإنجاح هذه الدورة الاستثنائية ولكن ما يحزنني غياب مشاركة أوسع لسور الأزبكية والذي كان يتهافت عليه الكبير والصغير نظراً لسعر الكتب الزهيد به. وعن رأيي الخاص في هذا المكان فهو مكان مناسب للمعرض نظراً لما يتمتع به المكان من معايير دولية لإقامة المعارض حيث أصبح معرض القاهرة الدولي من حيث الكم الفكري والثقافي وتعدد النشاطات الموجودة به يضارع أي معرض للكتب في العالم. بينما قال الشاعر والمترجم أسامة جاد أنه عندما أعلن عن نقل معرض الكتاب في دورته الجديدة "اليوبيل الذهبي" إلي أرض المعارض الجديدة في التجمع الخامس. تولدت لدي مخاوف حقيقية تتعلق ببعد المكان عن الموقع السابق للمعرض. وظل هاجس بعد المكان يشغلني لفترة. علي الرغم من محاولات طمأنتي بخصوص مواصلات المعرض. والاستعدادات الجبارة التي بذلتها قطاعات كثيرة في الدولة مثلت عدة وزارات في مقدمتها الثقافة والنقل والمواصلات. ومن بعدها مبادرة القوات المسلحة لتوفير باصات نقل مجانية من أمام محطة مترو أرض المعارض القديمة. غير أن تلك الهواجس لم تحسمها سوي زيارتي الأولي للمنطقة يوم مؤتمر الإعلان عن المعرض بحضور وزيرة الثقافة. يومها عرفت بشكل واقعي أن تلك المخاوف لم تعد كونها مجرد هواجس ناجمة عن التغيير الذي حدث. والإنسان عدو ما يجهل. ومنذ انطلاق المعرض فعليا يوم الأربعاء الماضي أسعدني كثيرا عدم وجود أي صعوبات تذكر. في تجربتي الشخصية. بخصوص هذه المسألة. بل. وظهر المعرض في موقعه الجديد بصورة أكثر تنظيما واحترافية إلي حد بعيد. أضاف جاد: نعم حدث نوع من الزحام علي بوابات الدخول. ولكنه الزحام الناجم عن وجود أعداد كبيرة للغاية من زوار المعرض في يوم الإجازة الأسبوعية. وهو الأمر الذي لم يختلف كثيرا عنه في دورات المعرض السابقة. غير أنه زحام مؤقت أمام بوابات الدخول. لم يستغرق بالنسبة لي أكثر من دقائق قليلة أمام أجهزة الفحص الإلكترونية. سرعان ما ينفرج. ولكن ما إن تدخل من البوابات حتي تفاجئك التجهيزات عالية المستوي. وحسن التنظيم وتوزيع قاعات العرض وقاعات الندوات التي جاءت منظمة وبعيدة عن بعضها بعضا بما يسمح للمشاركين بسماع محاوراتهم. بعد أن كنا لا نكاد نسمع أحدا من ضجيج الصالة. أو من أصوات المناقشات في قاعات أخري كما كان الأمر في المعارض السابقة. أشار أنه ربما تكون هناك بعض العيوب التي لا بد من توقعها مع كون دورة اليوبيل الذهبي هي الأولي في المكان الجديد. ولكنها العيوب التي لا بد من وقوعها تأسيسًا علي فكرة العمل علي مراجعة الدورة الحالية بما لها. وبما عليها. لتلافيها في الدورات التالية. والحقيقة. لقد سعدت للغاية بأن يظهر المعرض بهذه الصورة المشرفة التي تليق حقا بأهم معرض للكتب في الشرق الأوسط. وهو بالمناسبة الثاني علي العالم بعد معرض فرانكفورت.