في إطار احتفال العالم بالذكري المئوية لميلاد المخرج السويدي الشهير انجمار برجمان تشهد القاهرة أسبوعا لأفلام المخرج الكبير ويشاهد الجمهور 7 أفلام من اخراجه بدأت يوم الأحد الماضي بسينما كريم بعرض فيلم "صيف مع مونيكا" وأول أمس فيلم "الختم السابع" وأمس فيلم "الفراولة البرية" واليوم يشاهد الجمهور فيلم "بيرسونا" وغدا فيلم "سوناتا الخريف" وبعد غد فيلم "فاني والكسندرا" ويختتم الأسبوع عروضه يوم السبت القادم بعرض فيلم "سارا باند" وجميع الأفلام تعرض في السابعة مساء ومترجمة للغة العربية بالتعاون مع سفارة السويدبالقاهرة. ولد برجمان في مدينة أوبسالا بالسويد عام 1918 وتوفي عام 2007 وتخرج في جامعة ستوكهولم عام 1937 وبدأت رحلته مع السينما منذ عام 1944 واتجه أيضا إلي المسرح وكتب وأخرج العديد من المسرحيات وتولي رئاسة المسرح الملكي السويدي في الفترة من 1963 وحتي 1968 وحصل علي عشرات الجوائز أشهرها الدب الفضي من مهرجان برلين وأوسكار أحسن فيلم أجنبي. وفي موسوعة السينما الأوروبية ذكر لارس جوستاف أندرسون أن أعمال برجمان هي أعظم إسهام سويدي في فن السينما منذ عصر السينما الصامتة وخلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية أصبح برجمان المخرج والمؤلف الأكثر هيمنة والأكثر حضورا في السينما السويدية وأحد القلائل الذين لهم تأثير عالمي ولم يكن نجاح برجمان بين يوم وليلة. لقد سعي وهو مخرج شاب بحثا عن أسلوب شخصي ولم يرحب به النقاد وكثيرا ما اختلف مع المنتجين. وكانت أفلامه الأولي معالجات ميلودرامية لحب بائس ولشباب في صراع مع المجتمع متأثرا بذلك بالفيلم نوار ومعبرا عن جو الركود في منتصف الأربعينيات وقد اكتسب شهرة عالمية بعد عدد من الأفلام منها "صيف مع مونيكا" 1953 و"الختم السابع" 1957 و"الفراولة البرية" 1957. تحركت شخصيات برجمان في أفلامه بدوافع خاصة مثل "الخوف من الوحدة" و"الخوف من الموت" وفكرة الفشل في الحب والانفصال بالاضافة إلي الرؤية المادية للحياة والابتعاد عن الجانب الروحي. ومن ناحية المؤثرات الخارجية في شخصيات برجمان فنجد: الحرب وذكريات الطفولة وحب الفن والمسرح والجنس وقد تأثر برجمان بالسينما الأمريكية في مرحلة شبابه وكذلك بسينما الفرنسيين كارنيه ودوفيفيه. فاز فيلم "الختم السابع" بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان عام 1957 وفاز "الفراولة البرية" بجائزة الدب الفضي من مهرجان برلين 1958.. يتناول الفيلم الأول بأسلوب المدرسة الانطباعية الألمانية شخصا يراوغ الموت ويتمسك بالحياة وفي الفيلم الثاني دراما نفسية لانسان مكتئب ينتظر الموت وبرع برجمان في كسر أسلوب السرد التقليدي وخلط بين الحلم والرؤية والحقيقة. وتكمن القيمة الحقيقية لأفلام برجمان في اللغة السينمائية التي يعبر من خلالها عن المعاني التي يريد تقديمها للمشاهد. فهو من أفضل المخرجين الذين قدموا الوجه الانساني علي الشاشة لأننا أمام أفلامه لا نري الواقع كما هو عليه بل نراه كما يراه أبطال الفيلم الذين يعبرون عن رؤية المخرج. وتعرضت العديد من أفلام برجمان للنقد والرفض من السياسيين واتهموه بالاساءة إلي المجتمع السويدي بسبب تصويره لحزن الانسان وسوء علاقته بالآخرين والغريب ان أعلي معدلات الانتحار موجودة بالسويد ورغم ذلك يرفضون أفلام برجمان التي تتحدث عن الوحدة واليأس والتفكير في الموت.. ولم يفكر برجمان في الهجرة إلي الولاياتالمتحدة كما فعل الكثير من المخرجين الأوروبيين وذلك لأسباب كثيرة أولها انه لا يريد تقديم الأفلام بالشكل الهوليودي المعروف. كما انه كان ينظر إلي نفسه كفنان مسرحي اتجه إلي السينما لذلك فإن أعماله المسرحية في السويد كانت تعوضه كثيرا عن رفض النقاد والصحافة السويدية لأفلامه. عام 1982 حصل فيلم "فاني والكسندرا" علي 4 جوائز أوسكار ولكنه توقف بعد ذلك لسنوات طويلة وعام 2003 قدم فيلم "سارا باند" بطولة ليف اولمان وايرلاند جوزفسون وموضوعه مواجهة أخيرة بين حبيبين علي أعتاب الشيخوخة.. ثم عاد بعد ذلك للمسرح وقدم نص أبسن الشهير "أطياف عائدة".