قال هينري كيسنجر عميد الدبلوماسية الامريكية علي مدار تاريخها في مذكرته أن الرئيس السادات رجل دولة من الطراز الأول فلم يكن السادات رجلا عاطفيا بل كان ماهرا في الدفاع عن مصالح بلاده فقد كان رجلا مؤمنا بالأمل في عالم ملئ بالعداوات. العديد من الوثائق الامريكية أكدت أن مبادرة السلام الجزئية التي تبناها الرئيس السادات وزيارته غير المتوقعة إلي تل أبيب في شجاعة نادرة أخضعت الجمود في الصراع العربي الإسرائيلي لحالة العلاج بالصدمات الكهربائية مقارنة بمبادرته الجريئة بشن حرب 1973 وربما لم يفهم الكثيرون حينذاك فكر الرئيس السادات الذي سبق به عصره ونجح في إسترداد الأرض بالحرب والسلام معا ووصفت دوائر صنع القرار الامريكية الرئيس الراحل بعد إتمام معاهدة السلام مع إسرائيل بأنه شجاع وصاحب رؤية وقد ساعدت حكمته في توحيد الشعوب وإحلال السلام وحظي بإحترام وتقدير العالم. وكشفت الصحافة الأمريكية أن السادات حمل مصر والعالم علي يديه عندما قاد الحرب ضد أسرائيل كما أن المخاطر التي تحملها من أجل السلام كانت كثيرة لكنه كان صاحب رؤية وبصيرة قوية ونافذة ولديه ثقة في النفس ولم يكن غريبا أن يوقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب قانونا وافق عليه الكونجرس لتكريم الرئيس الراحل السادات بمناسبة مرور 100 عام علي ميلاده وتم منحه ميدالية الكونجرس الذهبية إعترافا بإنجازاته في إقرار السلام بالشرق الأوسط. والإحتفال بمئوية السادات يؤكد أيضا إهتمام الدولة برموز صنعت تاريخ ومجد هذا الوطن فهذا الامر يدعم روح الإنتماء والعزة والفخر بين أبنائه من الأجيال الجديدة الذين لم يعاصروا تلك الفترة من عمر الوطن حتي يتعرفوا علي أبطال حفرت أسمائهم بحروف من نور في سجلات التاريخ. لقد تولي الرئيس السادات مسئولية البلاد في لحظة تاريخية شديدة المرارة والصعوبة في مصر والأمة العربية كلها لكنه إستطاع بحكنة وحكمة غير مسبوقة أن يحول اليأس إلي أمل والهزيمة إلي إنتصار وتحرير الأرض من دنس الإحتلال . ووضع الرئيس السادات مصلحة الوطن فوق كل إعتبار وتحدي كل الصعوبات وتحمل الكثير من النقد والهجوم سواء بعلم أو بدون علم من أجل تحقيق الهدف الأهم وهو تحرير الأرض وتحقيق السلام. وجاء خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في مئوية الرئيس السادات ليضع الأمور في نصابها الصحيح تجاه زعيم نجح في تحرير الأرض بالحرب والسلام .. وانصف رجلا سبق عصره بكثير.