عندما يأتي شهر ديسمبر من كل عام . فهو إيذان بنهاية سنة . دون أن ندري أو نشعر أن هذا انتقاص من أعمارنا . فالعمر كلما زاد نقص . وكل وقت يمر فهو يقرب الإنسان من نهايته المحتومة. نجد أننا نفعل اللامعقول . فنحن نحتفل بأعياد ميلادنا . ونعتبرها ذكري طيبة . وحتي لو كانت كذلك . فلماذا لاندرك أننا نحتفل بشكل معكوس نفرح بأشياء سلبية وليست إيجابية وهذه الاحتفالات أصبح عندنا منها كثير مثل اللواتي تحتفلن بالطلاق أو بالحصول علي الخلع وخلافه. عمر الإنسان هي اللحظات السعيدة التي يعيشها وهي الإنجازات التي يحققها لذلك فمليارات البشر منذ بدء الخليقة توالدوا وعاشوا وماتوا من دون أن يعرف أحد عنهم شيئا ولكن هناك الآلاف الذين تعيش أعمالهم وإنجازاتهم واختراعاتهم وكذلك عطاءاتهم للإنسانية نذكرهم وقد فارقونا منذ مئات بل ربما آلاف السنين وما نتذكرهم إلا لأنهم تركوا خلفهم ما يعيش ويجعلهم دائما نصب أعيننا وفي ذاكرتنا. يأتي في مقدمة هؤلاء الأنبياء من آدم إلي محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين جاءوا بالصلاح للإنسانية وما ينفعها في دينها ودنياها وتركوا وراءهم ما أيدهم الله به من كتب سماوية وما فعلوه من تصرفات وأفعال تظل نماذج للصلاح والإصلاح لو اتبعها الناس لعاشوا في سلام وأمن وأمان ورغد من العيش ثم يأتي بعد ذلك العلماء الذين كرمهم الله لأنهم أشد الناس معرفة به وخشية منه "إنما يخشي الله من عباده العلماء". إذا ونحن مع نهاية عام من السنة ومن أعمارنا . علينا ألا نحتفل بانتهاء عام ولا بقدوم عام جديد وإنما يجب أن نحتفل بما أنجزه كل منا في حياته أو في العام المنصرم يجب أن يخلو بنفسه لحظات يستجمع فيها ذاكرته ويحاسب فيها نفسه ماذا قدم وماذا فعل من عمل يمكنه أن يحتفل به وعلي الجانب الآخر ينظر هل له في العام القادم خطة أو مشروع بدأ في تنفيذه. هل كل الأيام عندنا متشابهة متساوية تمر بلا فائدة ودون جدوي من كانت عنده كذلك فعلي الدنيا السلام وعليه أن يكتفي بارتداء الطراطير في ليلة رأس السنة. أما من أنجز ومازال مصرا علي العيش وله قيمة في الحياة فمن حقه أن يحتفل ويسعد ويفرح ويستحق التهنئة. كل عام والجميع بخير.