بعد أكثر من 20 شهرا من المحادثات والمفاوضات المضنية باتت بريطانيا علي بعد خطوة واحدة من الخروج من الاتحاد الأوروبي إثر موافقة القادة الأوروبيين علي الاتفاقية. كسبت رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي معركة ولكن ليست الحرب فما زالت أمامها معركة إقرار الوثيقتين في البرلمان البريطاني. تصطدم رئيسة وزراء بريطانيا بمعارضة شديدة في مجلس العموم المطالب بالتصويت علي الاتفاقية في غضون 15 يوما من موافقة الاتحاد وسط معارضة عشرات النواب للاتفاقية بالإضافة إلي حلفاء ماي وأعضاء من حزب العمال البريطاني. تريزا ماي أطلقت حملة لإقناع النواب البريطانيين بالمصادقة علي اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي اعتبرته ¢أفضل اتفاق ممكن¢. والوحيد المتاح. كما اجتمعت ماي بحكومتها لرص الصفوف بعدما استقال مؤخراً عدد من الوزراء احتجاجاً علي الاتفاق. أكدت ماي أن الاتفاق هو الأفضل الممكن. كما دعت النواب إلي تأييده باسم المصلحة الوطنية. وحذّرت رئيسة الوزراء من أن رفض الاتفاق يعني فتح الباب علي مزيد من الانقسامات والضبابية. ناشدت رئيسة الحكومة النواب بالموافقة لأنها تعد الصفقة الأفضل للحفاظ علي الاقتصاد البريطاني والوظائف بحسب قولها. كما أكدت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن ماي وبهدف استرضاء بعض النواب وعدت بترشيحهم إلي مجلس اللوردات. ¢الغرفة العليا في البرلمان¢ التي يشغل أعضاؤها مناصبهم مدي الحياة ويستفيدون من تقديمات كثيرة. لكن تصويت البرلمان لصالح الاتفاق لا ينهي متاعب تريزا ماي. من جانبه. أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر علي أنه لا فرصة أمام إعادة النظر في أي من أجزاء حزمة بريكست. قائلا إن النواب البريطانيين الذين يرغبون في مفاوضات أخري من أجل الحصول علي اتفاقية أفضل فانهم سيشعرون بخيبة أمل لأن الاتفاقية الحالية هي الأفضل والوحيدة الممكنة لبريطانيا مع المجلس الأوروبي. فيما قال ميشيل بارنييه إن هذا الاتفاق هو خطوة ضرورية لبناء الثقة بين لندن وأوروبا مؤكدا أن بريطانيا ستبقي حليفة للاتحاد الأوروبي وشريكة قوية له. ماي حصلت أيضا علي دعم جزء من الصحف البريطانية. بينها صحيفة ¢تايمز¢ التي اعتبرت أن الاتفاق وإن لم يكن جيداً بالفعل إلا أن رئيسة الوزراء محقة بقولها إن البديل الوحيد هو الخروج من التكتل دون اتفاق أو إلغاء بريكست. كما دعت صحيفة ديلي ميل. البريطانيين إلي اختيار بريكست الذي توصّلت إليه ماي وإلا القفز في المجهول. في المقابل انتقدت صحيفة ¢ذا صن¢ المؤيدة لبريكست ما اعتبرته استسلاماً أمام الاتحاد الأوروبي في حين اعتبرت صحيفة ¢ديلي تلجراف¢ أن الاتفاق لا يعكس حقيقة تصويت البريطانيين في استفتاء 2016. في المقابل اعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون وهو عضو في البرلمان البريطاني أن الاتفاق ¢كارثي¢ ومذل للمملكة المتحدة - بحسب قوله - ويبقيها خاضعة لتأثير الاتحاد الأوروبي. كما أن المعارضة العمالية برئاسة جيريمي كوربن ومؤيدي بريكست المتشددين في حزب المحافظين وحليفه الحزب الوحدوي الديمقراطي الآيرلندي الشمالي يقولون إنهم سيصوتون ضد الاتفاق.