أهم ما يجب أن يدور في أذهان الرئيسين الصيني شي جين بينج والأمريكي دونالد ترامب أثناء حضورهما قمة مجموعة العشرين في بوينس أيرس نهاية نوفمبر الجاري هو نزع فتيل الحرب التجارية بينهم البعض. هذا يعني التوصل إلي اتفاق في وقت يتفاءل فيه الجميع لاستعداد الطرفين للمساومة. قام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس منذ أيام بتوبيخ الصين ورفض منتقدي سياسة ترامب وقال بنس كما لخصته صحيفة ¢واشنطن بوست¢ إن الصين إذا أرادت أن تتجنب الحرب الباردة مع الولاياتالمتحدة. فعليها أن تغير سلوكها بشكل جذري. كما صرح نائب الرئيس بأنه يتعين علي الصين أن تفصل بين نظامها الاقتصادي والسياسي, وقال إن الاستبداد ليس له مكان في المحيطين الهادي والهندي لهذا يتوقع بنس أن الاتفاقات مع الرئيس الصيني لن تجدي نفعا. كان هانك بولسون وزير الخزانة الأمريكية الأسبق حذر في بداية نوفمبر الجاري من ¢الستار الحديدي الاقتصادي¢ الذي قد يُسدل بسبب استمرار الاقتصاد الأمريكي والصيني عملية ¢الانفصال¢ التي يترتب عليها عواقب وخيمة. من المفترض أن الصين وأمريكا تمثلان 40 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 50 % من النمو العالمي, ورغم ذلك فإن أهدافهما متعارضة ويتنافسون بشكل يهدد النظام الاقتصادي العالمي. ألقي بالفعل الصراع التجاري بين الصينوالولاياتالمتحدة بظلاله علي القمة الاقتصادية الآسيوية ¢أبيك¢ التي انتهت بدون صدور بيان ختامي رسمي للزعماء. لأول مرة وشهدت القمة ظهور رؤي تنافسية حول المنطقة بين الدولتين. إذا كانت البلدان لا تستطيعان إيجاد طريقة لتطوير العمل سويا. فهذا يشكل خطرا نظاميا ذات أبعاد هائلة ليس فقط علي الاقتصاد العالمي بل مع النظام الدولي والسلام العالمي, وبناء علي ذلك. فإن بنس قد نصح الإدارة الأمريكية بالتفاوض مع الصين رغم وجود رهانات كبيرة علي ذلك. للوهلة الأولي. قد يبدو الحل الوسط ممكناً حدوثه وأشار بالفعل كل من الرئيس الصيني ونائبه في الآونة الأخيرة إلي استعدادهما للتحدث مع الولاياتالمتحدة. وأكد شي علي التزام بكين ¢باقتصاد عالمي مفتوح¢.. لكن هل يعني كل من شي ووانج ما يقولانه؟ لقد سمعنا هذا من بكين حرفياً مئات المرات من قبل ولكنها لا تستطيع الوفاء بوعودها التجارية في هذه الأيام. ومع ذلك. فهناك سبب آخر وراء عدم جدوي المفاوضات رغم الحاجة إليها وهو أن شي لا يريد التنازل عن ¢الحلم الصيني¢ حول الهيمنة علي الاقتصاد والأسواق العالمية. بدأت الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة عقب السادس من يوليو العام الجاري. حينما فرضت واشنطن رسوما بنسبة 25 % علي استيراد 818 منتجا من الصين. ومن جانبها وكإجراءات مضادة فرضت الصين في نفس اليوم رسوما جمركية بنسبة 25 % علي استيراد كمية مساوية من البضائع الأمريكية. أصبحت ¢الحرب التجارية¢ واحدة من أكثر المصطلحات التي يتم البحث عنها في محركات البحث علي جانبي المحيط الهادي.. عندما يجتمع ترامب وشي في بوينس آيرس . هذا ما يجب أن يركزوا عليه.