ياللا نقرأ

عودة بطلات الرواية في مسك التل

هل جربت شعور أن تمزج بين قالب سكر وقليل من الملح في كوب ماء ثم تتجرع الكوب؟ هكذا تصف دعاء بركات شعورها كقارئة لرواية مسك التل للدكتورة سحر الموجي الأستاذة بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية التي ترشحها للقراءة هذا الأسبوع عبر 290 صفحة. صدرت في 2017 تنتمي الي أدب الفانتازيا. حيث لا واقعية لكافة شخصياتها وأحداثها .
تقول دعاء: حكاية الموجي عن مريم الطبيبة النفسية التي عانت من قسوة أمها وفراق حبيبها فأصبحت فريسة للكوابيس وأدوية العلاج النفسي فتلجأ الي مكتبة والدها فتفتح صفحات بعض الروايات وتمسك بشخصيات بطلاتها وتصنعهن رفيقات: أمينة بطلة ثلاثية نجيب محفوظ. كاثرين ارنشو بطلة رواية "مرتفعات وذرنج ". وفيرجينيا وولف الكاتبة الانجليزية الشهيرة ! كن هن الصديقات اللواتي أخرجتهن البطلة "مريم" من الورق لتحيا معهن في حاضرها. لتحيط نفسها بدائرة من البشر في محاولة أخيرة من عقلها للتمسك بالحياة .
نقلب الصفحات رغم الألم والجرح والذكريات السيئة. تبني حياة جديدة للبطلات مختلفة عن الماضي: أمينة الثلاثية تعود في الألفيات .. تكتب يومياتها. تبحث عن عمل وتجده. تتنقل في شوارع القاهرة بحرية.
أما كاثرين تعمل بالتدريس وتحب زميلها "يوسف" وتشاركه في كتابة مسرحية.
واذا كان بعضنا يعرف ماضي أمينة ويسمع عن حياة كاثرين وربما قرأ لفرجينيا. لكن طرح المؤلفة في الرواية : كيف يمكن للمرأة أن تغير حياتها وتفتح أبواباً تطل منها علي حيوات أخري معاصرة ؟ مع الموجي ندق باب بيت السيرينت. البيت المنعزل في مكان مليء بالخضرة والتلال والبحيرات. يجمع بطلات الأدب العربي والعالمي.. فمن خلاله نلتقي ب "ليلي" بطلة الباب المفتوح. وعزيزة بطلة الحرام. وليدي ماكبث بطلة المسرحية الشهيرة. وغيرهن من بطلات الروايات اللواتي عشن برفقة أمينة وكاثرين.
وتري دعاء أن البيت يعكس رغبة لكل فتاة رأت في نفسها جانبا من شخصية امرأة قرأتها ذات يوم في كتاب ما .. زيارته كانت حلماً شخصياً بالنسبة لها .. فهل تجده يوماً؟
مسك التل اعادة قراءة لثلاثية نجيب محفوظ ورواية مرتفعات وذرنج ولكن بصورة نسوية. فلا محل للرجال في الرواية بدرجة أولي .. النساء هن المحور ومحركات الأمور . ورغم دسم الرواية بالأدب الانجليزي وبطلاته فانها تتطرق الي أحداث واقعية كحريق مسرح بني سويف وتفجير كنيسة القديسين نخرج من عباءة ثلاثية محفوظ لندخل الي أحداث التل عابرين سنوات ما بين 1919 الي 2010. فنقرأ عن بيت بين القصرين الذي تم هدمه بموافقة واشراف رءوف حفيد أمينة وأحمد عبد الجواد ونعرف اخبار أولاد وبنات أحمد عبد الجواد معرفة تخرج عن حدود الثلاثية لتلتقطها صفحات مسك التل .