كشفت القاصة والروائية سحر الموجي، أن رواية «مسك التل»، من أصعب التجارب الروائية التي قدمتها خلال مشوارها الأدبي، لافتة إلى أن الصعوبة كانت في كيفية إعادة شخصيات روائية قديمة إلى الحياة مرة أخرى. وقالت «الموجي» إن التحدي الذي واجهته كان مضاعفًا؛ فهى لم تخلق شخصيات جديدة؛ بل قدمت حياة جديدة لأبطال موجودة في أعمال روائية كلاسيكية، لكن بصورة مغايرة لما هو موجود في خيال القارئ عنهم، وكذلك خلق زمن جديد موازي للشخصيات، فأبطال الرواية الثلاثة عاشوا في أزمنة مختلفة منهم «كاثرين ارنشو بطلة رواية مرتفعات وذرنج، التي عاشت في القرن ال19»، و«الست أمينة، بطلة ثلاثية نجيب محفوظ، التي عاشت في القرن ال20»، والطبيبة النفسية مريم بنت القرن ال21، وهى المعضلة التي وجدت حلها في بيت «السيرينت»، الذي يضم نساء أبطال الروايات القديمة من كافة الأزمنة. وأضافت صاحبة «مسك التل» خلال لقائها في برنامج «ليالي» مع الإعلامي خالد منصور، أمس الأربعاء، عبر شاشة النيل الثقافية، إن فكرة الرواية بالأساس كانت مجرد لعبة أنشأها خيالها، ثم جذبتها الفكرة إلى عوالمها أكثر وأكثر، وبدأت تتفاعل مع الشخصيات وتحاورها، إلى أن أصبحوا شخصياتها هى، وليس الأبطال التي قرأت عنهم، فصنعت المحيط الخاص بهم على الورق، تاركة لهم مساحة أكبر من الحرية للتحرك، فكانت لهم اليد العليا في رسم مسارهم الروائي. وعن كواليس كتابة «مسك التل» الصادرة عن دار الشروق، والتى استغرقت كتابتها 5 سنوات، قالت «الموجي»: «المسألة كانت صعبة، مليئة بالشحن النفسي، وحتى هذه اللحظة اعتبرها الرواية الأصعب، والمغامرة الأكبر». وفي سؤال حول اختيارها لهؤلاء الشخصيات تحديدًا، أوضحت أنها لم تكن تقصدهن بالضبط، لكنه خيالها الذي اختار. وعن أبرز التغيرات التي أجرتها في الشخصيات؟ قالت: «تغير عالم كلًا منهن، فالست أمينة، زوجة أحمد عبد الجواد، أصبحت مترجمة، متمردة على أسلوب حياتها السابقة، متمسكة بالفرصة التي منحت لها لتحيا حياة أخرى، تعيش فيها برضا تؤمن بالأشياء القدرية، وكذلك «كاثرين» بطلة مرتفعات وذرنج، التي تخلق لنفسها عالم أخر بعدما تلتقى بيوسف ويتداخل عالمهما، وتساعده في الخروج من القاعة المعزولة ليتحدى الحياة، بعدما عاش فيها طويلًا خائفًا، ليحمى نفسه من الآلم، مما تسبب في تعطيل حياته، أما «مريم» الطبيبة النفسية التي تعاني من الإكتئاب والعزلة وعدم الرغبة في الحياة، حتى تلتقي بأمينة وكاثرين، الذين يساعدناها على الخروج من معاناتها، وبرغم استمتاعها بالحكاية تقرر الخروج منها لأنها تخشى الجنون. واختتمت الموجي: «السؤال إلى أي مدى نحن قادرين على التعامل مع الحياة، فهناك خيارين أمام الإنسان الأول هو إعادة تشكيل ذاته، أو أن يظل رد فعل للحياة، فيدخل في شرنقة أنه ضحية الحياة والعالم الشرير الظالم، مضيفة أنه لا بديل أما «الحياة أو الموت» والأصعب أن يعيش الإنسان وهو ميت». و«مسك التل» هى رواية تنقل القارئ بين ثلاث شخصيات مختلفة «الست أمينة، بطلة ثلاثية نجيب محفوظ، وكاثرين ارنشو بطلة مرتفعات وذرنج، وفرجينيا ووالف، ثلاثة نساء فرقهن ثلاث أعمال أدبية، وجمعتهن سحر الموجي في عمل إبداعي واحد، بين دفتي روايتها الأحدث «مسك التل»، هناك حيث أزقة الحسين، تجد الست أمينة، زوجة سي السيد، نفسها تعود إلي بين القصرين حيث كانت، ولكنها أمينة مختلفة، عصرية تجيد كتابة مذكراتها، والخروج من البيت إلى العمل، وتجد الطبيبة النفسية مريم نفسها بعيدة عن الوحدة، مستندة إليى ذراع أمينة، وكذلك كاثرين ارنشو بطلة "مرتفعات وذرنج"، إلى أين ستذهب بهم سحر الموجي، لا إجابات فهي كاتبة تطرح أسئلة، ولكنها تعدُك بالمتعة فتفي بوعدها. سحر الموجي قاصة وروائية مصرية ومدرسة للأدب الإنجليزي في كلية الآداب جامعة القاهرة، من أبزر أعمالها "سيدة المنام، مجموعة قصصية، دارية، رواية"، وفازت روايتها "نون" بجائزة كفافيس لعام 2007.