هناك أشياء تفرضها علينا سنوات العمر ورحلة الزمن ونتعامل معها.. لكننا لا نقبلها.. الظلم.. والخوف.. والقسوة.. ثلاثية المعاناة والألم في حياة الإنسان. ** قد يقاوم الإنسان الظلم وأحياناً يظلم نفسه وأسوأ أنواع الظلم ألا تعرف قدر نفسك.. وأين مكانك.. وما قيمتك ودورك في الحياة. وأمام الناس لا يهم أن تكون صاحب منصب أو مال أو جاه.. يكفي أن تعرف قدر نفسك بينك وبين الله حتي ولو بخل عليك الآخرون بلحظة عرفان وتقدير. وللظلم درجات تبدأ بنظرات من لا يعرف قدرك.. وتنتهي عند عقاب لم يرحمك فيه أحد وفضلت أن تنام مظلوماً عن أن تنام ظالماً. وللظلم عند الناس المغضوب عليهم متعة.. والظالم ينام وهو لا يدرك أن هناك من لا ينام بعد أن طاردته أشباح الظلم.. ولكن لكل ظالم نهاية مأساوية خزي في الدنيا وعذاب شديد في الآخرة علي ما اقترفت يداه في حق المظلوم ولم لا و قد استحوذ عليه الشيطان فأضله وأعماه عن طريق الحق والعدل. قال تعالي: "إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" 29 الكهف. وقال صلي الله عليه وسلم: "أتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب". ** ومن أصعب الأشياء أن يطاردك الخوف والظلم في وقت واحد وهناك بعض الناس لا يخافون عذاب الله وحسابه.. قلوبهم متحجرة وصدق الله حين قال "ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم وعلي أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" 6 البقرة. ** أما القسوة فهي من أسوأ الأمراض التي تصيب الإنسان خاصة إذا أدمنها وتعايش بها ومعها حتي أصبحت أسلوب حياته ومنهجه في تعاملاته مع البشر كل البشر. والقسوة تبدأ بكلمة وتنتهي بجراح.. فهناك كلمة تقتل وكلمة تمرض.. وهناك كلمة تداوي الجروح وتعالج القلب وتريح النفس. والقسوة من أسوأ عادات البشر لأن صاحبها لا يعرف الرحمة والإنسانية واحترام مشاعر الآخر.. وكثير ما يتجنب الإنسان من قست قلوبهم وعميت أبصارهم وبصيرتهم قال تعالي: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار" 73 البقرة. ** ولك أن تتصور صورة الحياة وفيها الظلم والخوف والقسوة وأنت تري وتسمع كل يوم مئات الجرائم التي جمعت هذه الثلاثية القبيحة. وحين غابت ثلاثية الخالق "العدل والخير والرحمة" عند بعض الناس سادت ثلاثية الخلق وشوهت وجه البشر وصورة الحياة. ** وفي النهاية يبشر المولي عز وجل الصابرين علي إيذاء أهل الظلم والقسوة بقوله "وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون" 128 النحل.