بعد مشروع تطوير القاهرة الخديوية بواسطة محافظة القاهرة والأحياء بوسط البلد الذي تكلف 200 مليون جنيه علي مراحل. إلا أنها لم تستمر برونقها وجمالها. فقد طالها الإهمال من أتربة وكسر الأرصفة بعد تبليطها وإلقاء القمامة وتحويل الشوارع مرة أخري لجراجات لركن السيارات صف أول وثان. فأعرب المواطنون عن استيائهم وأكدوا أن سوء التخطيط هو السبب الرئيسي في إهدار المال العام. أكد المسئولون أنه يتم تطوير القاهرة الخديوية علي مراحل طبقاً للميزانية بخلاف أنه سيتم عمل صيانة دورية علي جميع العقارات التي طالتها الأتربة بالتنسيق بين المحافظة مع اتحاد الشاغلين. * يقول محمد عبدالعليم بالمعاش : معظم عقارات وسط البلد ذات الطابع التاريخي التي تم عمل دهانات لها ضمن خطة مشروع تطوير القاهرة الخديوية لتظهر الزخارف والنقوش الموجودة بها. للأسف لم تظل كما هي بشكلها الجمالي ولكن نتيجة عوامل الجو أصابت واجهات المباني لتكسوها الأتربة فمنذ بداية المشروع تم عمل الدهانات بألوان فاتحة. مما لا يتناسب مع الجو وعوادم السيارات في الشوارع. مما شوه شكلها بشكل سريع. * يوافقه الرأي أحمد خلف صاحب محل قائلاً إنه تم طلاء العمارات بوسط البلد علي مراحل. فهذا تسبب في وجود عقارات طالتها الأتربة وتغير لونها. في حين أنه توجد عمارات بجوارها يتم استكمال دهانها مما يجعلنا نشاهد اختلاف الشكل العام. فهناك دهانات قديمة ودهانات جديدة!! * يري علي القاضي بالمعاش أن كل تلك التطويرات التي تمت ما هي إلا إهدار للمال العام. فمعظم عقارات وسط البلد التي تم طلاؤها لتطوير القاهرة الخديوية. تكلفت ملايين الجنيهات. ولكن للأسف عاد الأمر كما كان في الماضي. فبدلاً من ذلك كان علي المسئولين الاهتمام بوضع ميزانية محددة لكل حي من الأحياء لحل مشاكل سكانها. * يضيف حافظ محمد حسنين سائق نقل معظم شوارع وسط البلد بعد رصفها وتجديد البلاط تم تكسيرها مرة أخري. إما بسبب تركيب مواسير مياه. أو مشاكل في الصرف الصحي.. فكل التجديدات التي حدثت تحتاج للتجديد مرة أخري. مما يعتبر ضغطاً وأعباءً علي ميزانية الدولة. * يلتقط حازم فاروق صاحب محل بوسط البلد طرف الحديث قائلاً: بالفعل شارع عرابي بعد تطويره وتركيب بلاط له سرعان ما حدثت تلفيات وتكسير للبلاط نتيجة حمولات وضغط السيارات أثناء سيرها. مما دفع الحي للقيام مرة أخري بالتصليحات له. فهي كلها إهدار للمال العام. * يوضح عمرو حسن محاسب مشروع تطوير القاهرة الخديوية منذ بدايته كان عملاً يستحق التقدير. فشاهدنا تحولاً كبيراً لشوارع وسط البلد لتكون ممشي للمواطنين. والسير بكل حرية. ولكن عاد الأمر لاستغلال الباعة الجائلين بفرش بضائعهم في الشوارع. بخلاف المقاهي التي أصبحت لا تلتزم بالمساحة المحددة لهم ومستوي النظافة لم يعد بالشكل المطلوب. * تؤكد حنان مصطفي موظفة شارع 26 يوليو بامتداده تحول إلي طريق غير ممهد لسير السيارات من مطبات وكسر في الأرصفة والأتربة. بخلاف الاختناقات المرورية به بسبب أعمال إنشاءات الخط الثالث للمترو. وتحويل شوارع وسط البلد مرة أخري إلي جراج لركن السيارات صف أول وثان. بعد أن كانت هناك رقابة مشددة من جهة المرور. * يناشد عيد محمد موظف المسئولين لوضع بنود محددة للأهم ثم الأهم. حين يتم توفير ميزانيات مادية. فبدلاً من التكاليف المادية التي أهدرت لطلاء عقارات وسط البلد كان عليهم الاهتمام بتطوير البنية التحتية قبل الاهتمام بالشكل الجمالي بخلاف أن الأمر يحتاج إلي تخطيط جيد ودراسة لكل منطقة. فسوء التخطيط هو السبب في أن بعض الشوارع لم تنفذ تطويرها بالشكل المطلوب. فبدلاً من تبليط شوارع كان يجب سفلتتها لتتحمل السيارات أثناء سيرها. * يقول أيمن مكرم أعمال حرة منذ بداية تطوير القاهرة الخديوية ونحن سعداء بعودة شوارع وسط البلد إلي رونقها وجمالها الذي كانت عليه منذ الخمسينيات. ولكن ما يحدث الان في العقارات التي تم دهانها من أتربة شوهتها. فهي عوامل طبيعية نتيجة الجو. فمن وجهة نظري دور المسئولين انتهي والاهتمام الأساسي حالياً لنظافة تلك العقارات يعود علي السكان وأصحاب العقارات. * يوضح محمود محمد العوام بالمعاش أن شوارع وسط القاهرة قيمة وثروة حضارية. فما تم بشوارع البورصة وعماد الدين وغيرهما من الشوارع. هو منظر مشرف أمام الأجانب والعرب. ولكن لابد علي كل صاحب عمارة أو محل أن يهتم ببقاء المنظر الجمالي لها بخلاف المتابعة الدورية من المسئولين بالأحياء. * في حين أكد خالد مصطفي.. المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرةأنه بالفعل تم الانتهاء من 200 مبني بوسط البلد من إجمالي 500 مبني سوف يتم ترميمها علي مراحل قادمة وذلك بعد قيام المحافظين السابقين بتفعيل القانون الخاص بإعادة تطوير القاهرة الخديوية وترميم العقارات بوسط البلد ورصف شوارعها ولذلك قامت المحافظة بتشكيل لجنة "اتحاد الشاغلين" لايقومون بإعادة صيانة المباني وترميمها مرة أخري وإزالة الأتربة من حين لآخر. وإصلاحها أولاً بأول. فينتهي دور المحافظة بمجرد إرسال الملاحظات للأحياء بوجود عقارات لابد من ترميمها وإصلاحها علي أن يقوم اتحاد الشاغلين بها بالكامل. * يضيف المهندس سعيد البحر مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية تكلفت قيمة الأعمال السابقة 200 مليون جنيه. وذلك عن طريق رجال الأعمال واتحاد البنوك وشركات التمويل. بخلاف قيام سكان كل عقار بجمع مبلغ لعمل تلك التطويرات وليس من ميزانية الدولة. مؤكداً أن العقارات التي تم تطويرها في السابق ستتم إعادة تطويرها عن طريق خطة صيانة تم وضعها بواسطة محافظة القاهرة.