تحولت أيام صرف المعاشات لكابوس في حياة كبار السن الذين يترددون شهرياً علي مكتب بريد الزيتون الشرقية بشارع منشية التحرير مساحته لا تزيد علي 12 متراً مربعاً فقط ويخدم ما لا يقل عن مليون مواطن أغلبهم من المسنين الذين يعانون من الزحام الشديد ويتعرضون لحالات إغماء ولا يوجد أماكن للانتظار الذي يمتد لساعات بخلاف السرقات والمشاجرات. من أمام مكتب البريد يقول محمد رضا عبدالحميد لا تزيد مساحة المكتب عن 12 متراً مربعاً ويقدم الخدمات البريدية المختلفة لما يقرب من مليون نسمة لسكان عين شمس الشرقية ومساكن الضباط وصف الضباط وللأسف لا يليق بأصحاب المعاشات الذين يجب احترام تقدمهم في العمر وحالتهم الصحية. ويضيف ان طوابير الانتظار تمتد تحت شمس الصيف الحارقة وبرد وأمطار الشتاء حيث لا يوجد مكان للانتظار داخل المكتب علماً بأنه منذ 3 سنوات تم تعليق لافتة بواسطة هيئة البريد تفيد بأنه مطلوب توفير مقر لا تقل مساحته عن 300 متر في نطاق الحي ولكنها أزيلت بعد فترة وظل الحال كما هو عليه حتي الآن. يشاركه محمود الشاذلي أن الاقبال الشديد علي المكتب في أيام صرف المعاشات يحول المكان إلي "علبة سردين" حيث يخصص شباكين فقط من عدد أربعة شبابيك لصرف المعاش مما يسبب الزحام الشديد وطوابير تمتد لخارج المكتب. وفي أسي تقول عزيزة كامل بدلاً من أن يكون أول الشهر هو يوم الفرج الذي نحصل فيه علي مصدر دخلنا الوحيد تحول إلي كابوس فبعد سنوات من الجهد والتفاني في خدمة الدولة أثناء سنوات العمل أصبحنا نعاني بعد أن تقدمنا في العمر ونضطر إلي الاستيقاظ مبكراً والتوجه لمكتب بريد الزيتون بعد الفجر لحجز دور في الطوابير التي ينظمها رواد المكتب فيما بينهم ورغم ذلك لا تمنع الزحام والشجار فيما بينهم. وتتابع الحديث عواطف عبدالظاهر: معظم المترددين علي المكتب من السيدات كبار السن اللاتي لا يقدرن علي الوقوف لفترات طويلة في طوابير الانتظار حيث لا يوجد مكان داخل المكتب لوضع مقاعد فيضطررن لتأجير كراسي بلاستيكية من المقاهي المحيطة مقابل جنيه أو اثنين. تؤيدها عجيبة فرج علي الرغم من اهتمام هيئة البريد بتطوير فروعها ولكن يبدو أن مكتب الزيتون الشرقية سقط من الحسابات فالتطوير المطلوب هو توسيع المكان أو توفير مقر بديل يليق بكبار السن وأغلبهم مرضي لا طاقة لهم بالزحام الشديد وللأسف بعد تحمل مشقة الانتظار وصرف المعاش يتعرض البعض للسرقة. وتشير صفاء عبدالمنعم إلي أن الزحام الشديد نتيجة ضيق مساحة مكتب البريد يؤدي إلي اختناقات وحالات إغماء بين كبار السن يمكن أن تؤدي بحياتهم كما حدث منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حيث توفي أحد المسنين أثناء صرف المعاش ونري أنه من الأفضل في حالات السن الكبير أو المرض أن يتم توصيل المعاش للمنزل وهذا أقل احترام وتكريم يمكن أن تقدمه الدولة لكبار السن. ويشير أشرف علي إلي أنه يتعامل مع مكتب بريد الزيتون لأول مرة لاستقبال حوالة بريدية ولكنه فوجيء بالزحام الشديد وضيق المساحة التي لا تتناسب وهذا العدد الكبير من المواطنين خاصة أن معظمهم من السيدات كبار السن بالإضافة إلي أن نتيجة قوام المكتب الذي لا يزيد علي أربعة موظفين فقط يتم تعطيل مصالح المواطنين خاصة عند "سقوط السيستم" مما يستغرق وقتاً أطول في الانتظار.