"يا حبيباً زُرتُ يوماً أيكهُ.. طائر الشوق يغني ألمِ.. يا فؤادي لا تَسَلْ أين الهوي.. كان صرحاً من خيالي فهوي. هل رأي الحب سُكَاري مثلنا.. كم بنينا من خيالي حولنا" وغيرها من كلمات الشاعر الطبيب الكبير إبراهيم ناجي. وإحدي روائع ألحان رياض السنباطي. ومن أجمل أغاني كوكب الشرق "أم كلثوم".. تلك الكلمات كتبها الشاعر الكبير إبراهيم ناجي في محبوبته التي عصت عليه ورفضت حبه الفنانة القديرة "زوزو حمدي الحكيم". وكان إبراهيم ناجي قد وقع في حب زوزو حمدي الحكيم عندما التقي بها في أحد الصالونات الثقافية وعمرها 20 عاماً. ولكنه لم يتمكن من أن يبوح لها بحبه. بسبب عدم شعورها بها. فكتب فيها عدة قصائد يبوح لها ما بقلبه أشهرها قصيدة الأطلال. حيث أكدت زوزو الحكيم أنها قرأت أبيات تلك القصيدة قبل أن تغنيها أم كلثوم بسنوات طويلة. وبحثت في أوراقها لتجدها بالفعل كُتبت بخط الشاعر إبراهيم ناجي علي إحدي روشتاته الطبية.. وأهداها لها عندما كان يعالج والدتها المريضة. ولكنها لم تبادله أي حب. "الملهمة" وبالرغم من أن المتابعين لأعمال الشاعر الراحل يؤكدون أنها كُتبت لزوزو حمدي الحكيم. من بينهم الكاتب الكبير مصطفي أمين. الذي أكد أن زوزو هي ملهمة الشاعر الكبير في كثير من أعماله. وهي بطلة قصيدة الأطلال في وصف إبراهيم ناجي غرامه مع زوزو. إلا أن الفنانة الراحلة أيضاً زوزو ماضي أكدت أن قصيدة الأطلال كتبها إبراهيم ناجي لها. مما دفع زوزو حمدي الحكيم لأن تعلن أنها المرأة التي كتب فيها ناجي القصيدة.. وهناك رواية ثالثة بأن إبراهيم ناجي لم يتمكن من الزواج من حبيبته بسبب دراسته الطب بالخارج. وعندما عاد علم أن محبوبته قد تزوجت. وفي أحد الأيام ذهب لمنزل امرأة في حالة ولادة متعثرة. فعالجها وساعدها علي الولادة ليكتشف أنها حبيبته السابقة. فعاد لمنزله يكتب القصيدة وهو متألم. ذاكراً في أحد أبياتها: "يا حبيبي كل شيء بقضاء.. ما بأيدينا خلقنا تُعساء".. ولكن تبقي زوزو حمدي الحكيم هي الأقرب للكثيرين كبطلة القصية اعتماداً علي الروشتة التي كتب عليها ناجي قصيدته الأطلال. الزواج 3 مرات زوزو حمدي الحكيم ولدت في 8 نوفمبر عام 1912 بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية.. وهي من أوائل الفتيات المصريات التحاقاً بالفن حتي أنها التحقت بمعهد التمثيل عام 1930. ولكن بعد عام أغلقه وزير المعارف.. ولكنه كان "باباً" لأن تتسابق عليها الفرق المسرحية. ولكنها فضلت فرقة الفنانة فاطمة رشدي.. وعملت معها في عروض: "النسر الصغير.. اليتيمة.. الملك لير". تزوجت زوزو الحكيم ثلاث مرات. المرة الأولي في سن ال16 عاماً. واشترط والدها علي الزوج أن يدعها تكمل دراستها الثانوية. ولكنه تراجع عن الاتفاق حتي لا تحمل زوجته شهادة البكالوريا التي لا يحملها.. والمرة الثانية عندما تزوجت من الكاتب الصحفي محمد التابعي بشهور قليلة. بينما المرة الثالثة والأخيرة من أحد الأثرياء حسن عسكر.. الذي عاشت معه كما كانت تقول أسعد وأجمل أيام حياتها.. فقد امتلك قلبها وعقلها برجولته وشهامته.. واستمر الزواج 25 عاماً حتي وفاته. وأنجبت منه ابنتها الوحيدة التي كانت خير عون لها في مرضها حيث أصيبت بالشلل وعمرها 77 عاماً في عام 1989 فوقفت بجانبها تلازمها في علاجها حتي رحلت بعد 14 عاماً. وتوفيت في 4 نوفمبر 2003 عن عمر 91 عاماً. .. وبعد غد الأحد.. يمر علي رحيلها 15 عاماً. ريا وسكينة جاءت معظم أدوار زوزو الحكيم في أداء المرأة القوية الصارمة.. وساعدها علي ذلك قوة صوتها وحدة ملامحها. وقدمت عشرات العروض المسرحية. إلا أن تلك المسرحيات ذهبت أدراج الرياح كما تقول لأنها لم سجلت في وقت لم يكن هناك تليفزيون. جاءت بداية زوزو حمدي الحكيم سينمائياً في فيلم الدفاع سنة 1935. قصة وبطولة وإخراج يوسف وهبي مع أمينة رزق وأنور وجدي الذي قدمت معه أروع أدوارها في فيلم "ريا وسكينة" سنة 1952. رائعة المخرج صلاح أبوسيف. عندما لعبت دورها الشهير "سكينة" أمام نجمة إبراهيم وفريد شوقي وشكري سرحان. كما لعبت نفس الشخصية بعد ثلاث سنوات في الفيلم الكوميدي "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة" ولكنها ندمت علي هذا الفيلم. وتألقت أيضاً في دور الأم في فيلم "المومياء" لشادي عبدالسلام. كما قدمت عدة مسلسلات إذاعية ناجحة منها مسلسل "العسل المر" ولنجاحه تحول لمسلسل تليفزيوني شاركت فيه أيضاً بنفس الدور. واستمرت مسيرتها في السينما حتي وصلت 37 فيلما آخرها "وصية رجل مجنون" عام 1987 مع يوسف شعبان ونوال أبوالفتوح. إخراج أحمد ثروت. وحاولت أن تعود فكانت لها تجربة أخيرة في مسلسل "مذكرات زوج" مع محمود ياسين. وفردوس عبدالحميد عام 1990. ثم كان المسلسل الإذاعي "الحب المستحيل" مع محيي إسماعيل عام 1991 ليكون آخر أعمالها.